دمر حل الدولتين أو كاد
أتابع حملة الانتخابات الإسرائيلية وأقول واثقا إن لا سلام مع إسرائيل فى المستقبل المنظور، فاليمين المتطرف يسيطر على سياستها، وقد دمر حل الدولتين أو كاد، وبعض رموزه يريدون ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية.
السنة الماضية اختُتِمَت بتوجيه اتهام رسمى إلى حارس المواخير افيغدور ليبرمان بالفساد وإساءة الأمانة، مما اضطره إلى الاستقالة من عمله وزيرا للخارجية، مع بقاء حزبه إسرائيل بيتنا فى حلف انتخابى مع ليكود، وجاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى إلى رام الله من دون أن يحمل معه مئة مليون دولار وعدت بها الدول الأعضاء فى الجامعة، مما جعل رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض يفقد أعصابه، فنسى أن دولنا تنفق على أجهزة الأمن لضرب المواطنين وهذا أهم من فلسطين، وهاجم الدول المانحة، وتحدث عن انتشار الفقر فى أوساط نصف الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وكان الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز قد دعا إلى الإسراع فى حل الدولتين ودافع عن "أبومازن" فهبَّ اليمين منتقدا مهاجما، ويبدو أن جو إسرائيل كله يميل إلى التطرف، فهناك استفتاء أظهر أن 83 فى المئة من الإسرائيليين لا يعتقدون أن السلام سيحل بالعودة إلى حدود 1967، كما أن الأحزاب الصهيونية تصر على بقاء القدس موحدة.. مما يعنى أن السلام مستحيل.
على الأقل المحكمة العليا الإسرائيلية فى قرار بالإجماع ألغت قرار لجنة الانتخابات المركزية منع النائب الفلسطينية حنين الزعبى من الترشيح للكنيست الثامن عشر عن حزب البلد، وردت لها حق تمثيل أهالى 1948. على سبيل التذكير عضو كنيست مهاجرة من الاتحاد السوفييتى صعدت إلى منصة الكنيست وحاولت خنق حنين وهى تتكلم.
السنة بدأت واستطلاعات الرأى العام تظهر استمرار التراجع فى تحالف ليكود وإسرائيل بيتنا، فبعد أن كان نصيب الحزبين فى آب (أغسطس) 46 مقعدا من أصل 120 أصبح الآن 34 مقعدا، وثمة أحزاب إلى يمين هذا الائتلاف العنصرى، مما يثير قلق السفراء الإسرائيليين فى الخارج فهم يعرفون مدى كره إسرائيل حول العالم، وعندما سأل السفير لدى الأمم المتحدة رون بروسور مستشار الأمن القومى ياكوف امريدرور فى اجتماع للسفراء عن الحكمة من قرار الحكومة بناء مستوطنات فى المنطقة اى-1 من الضفة الغربية ردا على انتخاب فلسطين عضوا مراقبا فى الأمم المتحدة، صفق السفراء الآخرون للسؤال ما أثار غضب المستشار الذى نبَّه السفراء إلى أنهم يمثلون الحكومة وواجبهم الدفاع عنها.
المتطرف الغوغائى موشى فيغلين، وهو من صقور ليكود، لا يرى شيئا مما سبق، وإنما يقترح تشجيع سكان الضفة بالمال على الهجرة وتركها لليهود، فأقول مرة أخرى إن السلام مستحيل مع هؤلاء النازيين الجدد الذين لا حق لهم أبدا فى فلسطين.
أكتب من الخارج، والمَثل الشعبى يقول «اللى بياكل عصى مش متل اللى يعدها» فأختار من كلام رجل من الداخل هو المطران عطاالله حنا الذى دان الإجراءات الإسرائيلية ضد كنيسة القيامة، وقال إن الإجراءات تتوالى ليصعب الوصول إلى أهم كنائس المسيحية، واليهود يشتمون المسيحيين فى الشوارع، وأضاف أن الفلسطينيين جميعا يرفضون الاعتداء على كنيسة القيامة وسيدافعون عنها مهما كان الثمن «ولن نتنازل عن ذرة تراب من أوقافنا، وستبقى القدس رمزا للوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية حيث تتعانق فيها الكنائس والمساجد، فالتعدى على كنيسة القيامة هو اعتداء علينا جميعا، كما أن التعدى على المسجد الأقصى المبارك هو اعتداء علينا جميعا أيضا...»
حملة الانتخابات أفرزت كل ما هو قذر ومتطرف فى إسرائيل، وهناك استطلاع للرأى العام كل يوم، ولا تختلف الأرقام بأكثر من مقعد إلى مقعدين، وآخر ما قرأت يقول إن ائتلاف ليكود- إسرائيل بيتنا سينال 34 مقعدا، والعمل 16 مقعدا، وبيت يهودى 14 مقعدا، وشاس 11 مقعدا، وييش آتيد 11 مقعدا، وهاتنوا عشرة مقاعد، وحزب التوراة المتحد خمسة مقاعد، وميريتز 4 مقاعد ومثلها لهاداش ورام تال، وبلد مقعدين وكديما وآم شاليم مثلها، وقوة إسرائيل صفر.
الأسماء السابقة تحتاج إلى بعض الشرح فأكمل بها غدا واختتم اليوم برئيسة حزب العمل شيلى باشيموفيتش التى رفضت أى ائتلاف مع ليكود وقالت إنها إما أن ترأس الحكومة أو تقود المعارضة.
نقلاً عن الحياة اللندنية.