رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل جريمة الخرطة الجديدة بالجيزة.. جزار يتخلص من زميله لعجزه عن سداد ٧٠ جنيها.. والجيران: "مش جايبين تمن كيلو لحمة"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
على بعد خطوات من قسم شرطة الجيزة، قام "عمر" ويعمل جزارا باختراع حيلة لاستدراج زميله إلى منزله ليقوم بطعنه ومن ثم قتله، للاستيلاء على أمواله، بعد أن قام بمطالبته بسداد مبلغ ضئيل له يكاد لا يصل مجمله إلى شراء كيلو من اللحم، مقابل تنظيف الكوارع والسقط الخاص بالمجني عليه، وكان رد الضحية أنه سيعطيه "عرقه" بعد شراء خروف، لكن القدر كان على موعد مع الحاج حنفي ٦٨، والذي قام المتهم بقتله وأخذ ما في جيبه وذهب لشراء المخدرات التي يتعاطها.


وفي اليوم التالي قام بحمل الجثة في جوال وفي قرارة نفسه سيلقيها في مكان بعيد، وفي طريقه شعر بأن المارة ينظرون إليه فقام بإلقاءها بمدخل عقار داخل منطقة "الخرطة الجديدة" بالجيزة.

محقق "فيتو" ذهب الي هناك، وقام بلقاء شهود العيان والجيران، توضحها السطور التالية.

"المتهم كان ليه عند المجني عليه تمن تنضيف سقط البهيمة" بهذه الكلمات بدأ " محمود، س" ٤٠ عاما حديثه لـ" فيتو"، واضاف: الضحية كان يعمل جزار يقوم بشراء المواشي وذبحها وبيعها في الشارع وليس له محل خاص، وعقب الذبح يقوم بإعطاء المتهم الكوارع والسقط لتنظيفها مقابل ٧٠ جنيه، وكان هذ المبلغ الضئيل السبب الرئيسي للجريمة حيث ان المتهم كان يطلب من المجني عليه المبلغ مقابل التنظيف لكن الاخير طلب منه ان يعطيه فرصة للسداد، لكن يبدو ان القدر كان علي موعد مع الحاج "حنفي".





وأضاف شاهد العيان، أن المتهم لديه أسرة واولاد ويحتاج للإنفاق عليهم، وأثناء ذهاب المجني عليه الحاج حنفي 68 عام لشراء ذبيحة، تقابل مع المتهم وطلب منه إعطائه حساب اخر عمل كان بينهما، ليخبره المجني عليه أنه ليس لديه أموال الا ٢٠٠٠ جنيه ثمن خاروف ذبيحة اليوم وبعد العمل سيعطيه أمواله، ولكن بحكم تعاطي "عمر" المتهم للمواد المخدرة خطر في ذهنه التخلص من الجزار المسن والاستيلاء على الأموال الموجودة في سيالة جلبابه، وقام بإختراع حيلة لإستدراجه الي منزله بحجه شراء ما يحتاج من الغنم له، وبالفعل ذهب معه المجني عليه وعقب دخولهما، اعتدي المتهم بالضرب علي المسن بسطور وماسوره حتي سقط قتيلا غارقا في دمائه.

واكمل تفاصيل الواقعة أحد أقارب المجني عليه ويدعي "محمود" ، "بعد ما خلص علي عم حنفي راح يشتري المخدرات، وكأن شي لم يكن، وتاني يوم حط جثته في شوال وشالها علشان يرميه في مكان بعيد وما يتعرفش".

وواصل "محمود" حديثه قائلا: "وهو شايل الجثة شعر أن اهالي المنطقة بيبصوا عليه فانتابته حاله من الخوف فرمي الجثة داخل مدخل أحد العقارات المتواجدة في المنطقة، وبعد ساعات من القاء الجثة اكتشف أحد سكان العقار الجثة فأخبر الشرطة وعقب وصول رجال المباحث وقف المتهم معهم بحجة البحث معهم عن القاتل وتضليلهم، بفحص الكاميرات وسؤال الأهالي الذين شاهدا المتهم يحمل هذا الجوال أخبر رجال الأمن وتم القبض عليه".

وعن الحالة التي كان عليها المجني عليه قال احد الجيران ويدعي "حسين"، ان عمي ح كان جزار علي قد حاله ظروفه المادية سيئة وليس لديه ابناء ويعيش برفقة زوجته وهي الاخري مسنة وهو من كان يقوم برعايتها.

وأضاف الجار، ان المجني عليه الكل شهد له بالسيرة الطيبة، "كان طيب والناس كلها بتحبه في السوق ماسمعناش في يوم ان اتخانق مع حد، انسان بسيط بيجري علي اكل عيشه".

وتابع احد الجيران، ان زوجته الآن في حالة يرثي لها، لا يوجد لها عائل ولا ولد بعد وفاة زوجها، "الله يكون في عونها.. قاعدة في البيت لوحدها"

وكان قسم الجيزة تلقى بلاغاً بالعثور على جثة بمدخل عقار بدائرة القسم لشخص مجهول فى العقد السادس من العمر موضوعه داخل جوالين.

وعلى الفور تشكل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة مفتشى القطاع وضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة توصلت تحرياته إلى تحديد شخصية المجنى عليه " 68 سنة جزار مُقيم المنيب دائرة القسم" وأن وراء إرتكاب الواقعة  41 سنة  جزار مُقيم بمنطقة الخرطة الجديدة دائرة القسم"، وعقب تقنين الإجراءات تم إستهدافه بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة مفتشى القطاع أسفرت عن ضبطه .



وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات أقر بها وإعترف تفصيلياً بإرتكابه الواقعة وقرر أنه نظراً لكونه مدين للمجنى عليه بمبلغ مالي ومداومة الأخير على مطالبته بسداد ذلك الدين عقد العزم على التخلص منه بقتله .


وأضاف المتهم  أنه فى سبيل تنفيذ مُخططة قام بإستدراج المجني عليه إلى شقة خاصة به "كائنة بعقار بمنطقة الخرطة الجديدة دائرة القسم" بزعم رد المبلغ المالى له ولدى وصوله باغته بالتعدى عليه بالضرب على رأسه بحجر وكذا بسلاح أبيض "ساطور" عدة مرات فأحدث إصابه أودت بحياته وإستولى منه على هاتفه المحمول وقام بوضع جثته داخل الجوالين وصباح اليوم قام بالتخلص من الجثة بإلقائها بمكان العثور، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة وباشرت النيابة العامة التحقيقات .
الجريدة الرسمية