رئيس التحرير
عصام كامل

نجاة تتهم مصطفى أمين بالسب في مقال "من قتل كامل الشناوي"

كامل الشناوى ومصطفى
كامل الشناوى ومصطفى امين ونجاة
في جريدة الأخبار وعند وفاة الشاعر كامل الشناوي فى 30 نوفمبر عام 1965 كتب الصحفي مصطفى أمين مقالا اتهم فيه امرأة بقتل كامل الشناوي لأنه أحبها ولكن خانته وأحبت هي غيره.


وعقب نشر المقال كلفت نجاة الصغيرة محاميها برفع دعوى ضد مصطفى أمين:

وتوسط محمد عبد الوهاب ومأمون الشناوى لفض الخلاف واشترطت نجاة أن يعتذر مصطفى أمين فى الجريدة فرفض.

وأمام المحكمة اتهمه المحامى بالسب والقذف فى حق موكلته مما خدش حيائها وسمعتها.

وكان دفاع مصطفى أمين أنه تحدث عن امرأة عاهرة كانت تحادث كامل فى التليفون، لم يذكر اسمها وإنما هي تريد الشهرة بهذه الدعوى، فصدر الحكم ببراءة مصطفى أمين.

وأعاد مصطفى أمين نشر نفس المقال في كتابه "شخصيات لا تنسى" قال فيه: برغم بدانته إلا أنه كان سريع التنقل وخصوصا فى حبه وهواه، قلبه مثل روايات السينما التي تتغير كل أسبوع وكل رواية تعرض على شاشة قلبه هى تحفة الموسم وآخر صيحة، وبعد انتهاء عرض الفيلم ارتدى نفس الثوب وتحلى بالأوسمة والنياشين. 

وخلع كامل الشناوى الجبة والقفطان وارتدى الجاكتة والبنطلون وترك الأزهر والتحق بمدرسة الحقوق وقرر أن يعيش شاعرًا فنانًا.

من أهم صفات كامل الشناوى خفة دمه، يقول النكتة فتصبح على كل لسان في دقائق، وفى وقت قليل أصبح من ظرفاء مصر مثل حافظ إبراهيم والبشرى وفكرى أباظة وسليمان نجيب. 



وكان يجيد تقليد الأصوات وصنع المقالب لدرجة أن تقوم خصومة بين الأشخاص حتى يكتشف الاثنان أنهما كانا ضحية لمقلب من مقالب الشناوى.

وكان لا يكره في الدنيا إلا ثقل الدم، وكان كاتبًا كسولا وصحفيًا كسولا وشاعرًا كسولا وعاشقًا نشطًا، إذا ذهب للقاء زعيم تكلم طول اللقاء ولم يترك للزعيم فرصة وكان شاعرًا رقيقا وكان شحيحًا في أدبه متلافًا في ماله ينفق وكأنه مليونير له رصيد في البنوك.

والغريب أنه كان مدينا لجميع البنوك في مصر فلم يترك مصرفًا إلا واقترض منه حتى جاء اليوم كانت فيه الفوائد التي يدفعها للبنوك أكثر من مرتبه الشهرى، لا يتردد في أن ينفق كل مرتبه في شراء ولاعة ذهبية وأربع كرافتات ومنديل حرير.



كانت غدة الحب في قلبه تفرز باستمرار، ما مر يوم في حياته ولم أره غارقًا في قصة حب وكنت أقول إن قلبه كروايات سينما مترو في تلك الأيام كل أسبوع فيلم جديد، وكان يسمى الفتاة التي يعيش معها قصة حب "آخر صيحة".

عبد الوهاب يختار أحمد شوقي للتهنئة بالعيد.. وكامل الشناوي يهنيء الطفل اليتيم

كان ذوقه في الحب غريبا كان دميما ولا يختار إلا ملكات الجمال، وكان ضخم الجثة ولا يختار معبودته إلا دقيقة صغيرة قصيرة، وكان مخلصاِ أمينا في حبه ولا يقع إلا في هوى الغانيات المتقلبات الخائنات الغادرات.فكان يقول (إن ولعى بالجمال لا يقف عند حد) ولهذا فهو يقول دائما "أنا أحب الجمال في الطبيعة والفن والأخلاق والمرأة".

مات كامل الشناوى، وقابلت النجمة التي كان يعشقها وقلت لها إن أصدقاءه يعتقدون أنك قتلتيه، قالت لا إنه هو الذي انتحر، سألتها تقصدين انتحر حبا، قالت بل انتحر غيرة.
الجريدة الرسمية