رئيس التحرير
عصام كامل

"بنت المعلم".. أول سيدة تعمل بالجزارة في القليوبية.. "عزة" ورثت المهنة عن والدها.. ولديها القدرة على ذبح 13 رأس ماشية يوميا

جزارة القليوبية
جزارة القليوبية
بالجلباب المميز لسيدات قرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، تقف عزة مسعود الصباغ وملابسها ملطخة بالدماء، ممسكة بالساطور، والسكاكين في محل الجزارة الذي تملكه

 
عزة التي تعد أول جزارة بالقليوبية تقطع اللحمة بعد أن تعلقها فور عودتها من " السخانه " وتقف شامخة تقابل الزبائن بابتسامة ومودة تغير كثيرا من الصورة الذهنية المعروفة عن مهنة الجزارة.
 
لم تأخذ الجزارة من أنوثتها كثيرا فما زالت تحتفظ بخاتمها الذهبي ذي الفصوص اللامعة، وسلسلة صغيرة في رقبتها تنم عن ذوق رفيع لجزارة ، ولكنها في النهاية سيدة
 
تستيقظ عزة في السادسة فجرا للذهاب إلي السلخانة وتذبح الماشية ثم تذهب بها إلي محلها بالقرية وبعدها تذهب إلي منزلها للاطمئنان علي أولادها وتجهيز وجبة الإفطار والاطمئنان على ذهاب نجلتها الكبري للجامعة وباقي أبنائها إلي مدارسهم وزوجها إلي عمله ثم تعود إلي محل الجزارة لتبدأ بيع اللحمة لزبائنها الذين يقصدونها من كل مكان بعد أن ذاعت شهرتها في نظافة اللحمة وعدم الغش ومراعاة ضميرها .
 
بنت المعلم
"أعشق الجزارة وكنت أغيب من المدرسة يومي الأربعاء والخميس لذبح اللحمة " هكذا فسرت عزة عملها في المجال وأنها حاولت أن تعمل في أكثر من مشروع بطبيعتها كخريجة دبلوم تجارة تحب العمل الخاص، وبالفعل فتحت محل إكسسوارات ونجحت فيه كثيرا، ولكنها شعرت أنه ليس مجالها فأغلقته، وبعدها محل أحذية وربحت فيه كثيرا ولكنها مازالت تشعر أن بداخلها شيئا ناقصا لم يكتمل سوي بعملها بالجزارة، وهو الذي أرجعته لوالدها الراحل المعلم مسعد الصباغ الجزار المعروف بالمنطقة، والذي تعيش علي سمعته، كما أن زوجها شجعها ووقف بجوارها كثيرا .
 
موضحة أن السيدة تستطيع بأخلاقها وبشخصيتها العمل بأي مهنة شاقة وهي جربت ذلك بنفسها فلم تثنيها الجزارة عن أنوثتها أو زيها الرسمي .
 
زوجة مخلصة
"المحل إكراما لزوجة مخلصة" هكذا أوضح رضا عبد اللطيف فني الإلكترونيات زوج عزة ، الذي يمر للاطمئنان عليها بين الحين والآخر، مشيرا إلى أنه عرفها وحبها وتزوجها منذ 20 عاما وهي "جزارة " في محل والدها، وكان يغار عليها كثيرا لذلك طلب منها ألا تعمل في المهنة، ولكنه كان يشعر بها في داخلها وأنها لا تعمل ما تحب ، كما أنها خاضت تجربة العمل في مجال اللحوم بأحد المولات التجارية ونجح المكان فآمن بموهبتها وقرر مواجهة المجتمع وأن يفتح محلا لها إكراما لها وبالفعل وجدها رجلا داخل المحل وتحل أمورها بنفسها ولا تقصر في شؤن منزلها وأولادها .
 
وأضاف إن زوجته تستطيع ذبح 13 ذبيحة يوميا والتعامل معها من سلخ وتقطيع وبيع فهي بـ 100 راجل و"دماغها تتاقل بالدهب " وقد أثبتت جدارتها في كل شيء مشيرا إلى أنه يستعد لافتتاح هايبر متخصص لها لتنفيذ تجربتها في الجزارة  ليس لشطارتها فقط ولكن نجاحها في خفض سعر اللحوم بالمنطقة بعد أن كان 130 جنيها وهي جعلت  اللحوم الصغيرة بـ 100 جنيه والكبيرة 85 جنيها وجعلت باقي الجزارين يبيعون بنفس السعر .
 
بدوي عجاج أحد زبائن والد عزة قديما والذي فرح كثيرا بافتتاح عزة لمحلها  وأصبح من زبائنها أيضا لما يجده من أمانة لهذه العائلة في بيع اللحوم ونظافة الذبائح وجوده اللحمة مشيرا إلى أن بها ميزة  أن أي زبون يشير إلي أي قطعة لحمة يريدها تقطعها له فورا ولا تغش ولا تجادل وميزانها حلال .
 
 






الجريدة الرسمية