قصة المدينة العربية المدرجة فى أناشيد البحرية الأمريكية منذ عام 1800
معلومة
تاريخية مهمة تكشف الخطط الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، تعود وقائع القصة إلى
عام 1801 حين كانت الحرب بين الولايات المتحدة والدولة العثمانية، كانت لدول شمال
إفريقيا حصة الأسد من هذه النزاع الأمر الذي جعل البحرية الأمريكية تدرج اسم
المدينة العربية "طرابلس" ضمن نشيدها الرسمى حتى يومنا هذا.
الحرب حينها وقعت سنة 1801م و استمرت حتى عام 1804م وهي معركة تخوضها الولايات المتحدة خارج حدودها حين رفض الأمريكيون دفع الجزية للحاكم العثماني "يوسف باشا القرمانلي" نظير دخول الأسطول الأمريكي إلى البحر المتوسط، أدى ذلك إلى غضب الوالى الذي أمر بتكسير سارية العلم الأمريكي في السفارة الأمريكية في طرابلس ليبيا وإهانة السفير الأمريكى وطرده شر طردة، وأصدر أوامره لقائد البحرية الليبية الريس مراد بأن يجوب البحر بحثا عن أية سفن أمريكية والاستيلاء عليها.
طلب القنصل الأمريكي في طرابلس مستر كاثكارت مقابلة يوسف باشا، لتقديم احتجاج رسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، ودعاه إلى إعادة السفن التي سلبها بحارته وإبرام صلح يُنهي تلك الأزمة، فرد عليه الباشا: «أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب أن تدفع لي أمتكم».
فجاء رد القنصل «لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به إليك ولسنا مدينين بشيء»!. فتهكم عليه الباشا قائلا: «فيما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا».
بعد أيام من تلك الواقعة تسلم القنصل خطابا من يوسف باشا يأمره بمغادرة البلاد فورا، وإزاء ذلك مزق القنصل معاهدة السلام والصداقة، التي وقعها مع طرابلس الغرب سنة 1796 ضمن الاتفاقيات التي وقعت مع تونس والجزائر ومراكش لضمان سلامة السفن الأمريكية في البحر المتوسط، وخلال 10 أيام كان كاثكارت قد وصل إلى تونس بصحبة أسرته.
وقتها جاب المنادون الشوارع، قارعين طبول الحرب، وصعد المشايخ المآذن يدعون الناس إلى الاستعداد لقتال الصليبيين، وبهذا أعلنت الحرب، ووصلت الأخبار إلى ريتشارد ديل قائد الأسطول الأمريكي في جبل طارق، فأصدر أوامره بإغراق وحرق وتدمير المراكب الطرابلسية في عرض المتوسط، ثم حصار طرابلس لإخضاعها.
توجهت قطع الأسطول الأمريكي في يوليو من عام 1801 إلى طرابلس لحصارها، شمل الأسطول الأمريكي فرقاطتين معروفتين باسمي «وليدج بريزيدنت» و«يو إس إس فيلادلفيا» وكل منهما مزودة بأربعة وأربعين مدفعا، ترافقهما سفينتان حربيتان واحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي «إي سكس»، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي «انتر برايز»، ثم أضيف إلى الأسطول، سفن أخرى في ما بعد.
وحسب موقع "أصوات أون لاين" تمكن الأسطول الأمريكي من أسر أكبر السفن الحربية الطرابلسية «مشهودة» ثم أسَر عدداً من السفن الأخرى الأصغر حجما والأقل تسليحا، فأمر يوسف باشا بالهجوم على أي سفينة أمريكية في البحر، وبعد فشل حكومة واشنطن في التفاوض مع حاكم ليبيا، بدأت السفن الأمريكية حصار ميناء طرابلس، ومنعت دخول أو خروج السفن الليبية.
ثم عاد الأسطول الليبي إلى قوته وتمكن من رد الإهانة، وأسر في منتصف أغسطس من نفس العام السفينة الأمريكية «فرانكلين» بعد معركة بحرية عنيفة قرب ميناء قرطاج بتونس، وتم اقتيادها إلى الجزائر ونقل ما تبقى من طاقمها أحياء إلى طرابلس برا.
بعد تلك الواقعة أمر الرئيس الأمريكي بتعزيز قواته في المتوسط، وإرسال أهم فرقاطة في الأسطول الأمريكي وهي «كونستيليشن» برفقتها 4 سفن حربية هي «شيزا بيك، وأدامز، ونيويورك، وجون أدامز».
وفي بداية عام 1802، استطاع الريس مراد قائد البحرية الليبية من التسلل عبر طرادات صغيرة وضرب عدد من السفن الأمريكية، وحالف الحظ رجال مراد فتمكنوا من الاستيلاء على الفرقاطة «فيلا دلفيا»، والتي كانت تحمل على متنها 370 ضابطا وبحارا، وكان من مهام هذه الفرقاطة قصف طرابلس، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق تلك المهمة بعد أن جرفتها الرياح إلى منطقة صخرية على مقربة من الميناء فهجم عليهم رجال الريس مراد، وتمكنوا من السيطرة عليها، ثم إعادة تعويمها وأسر جميع من كانوا عليها وقطروها بمراكبهم إلى ميناء طرابلس.
وقع خبر أسر «فيلادلفيا» على حكومة وشعب الولايات المتحدة كالصاعقة، وتناولته الصحف الأمريكية وتندرت كيف لأسطول دولة صغيرة أن يُلحق الإهانة بأسطول دولة تقول عن نفسها أنها دولة عظمى تستطيع مزاحمة فرنسا وإنجلترا في مناطق نفوذهما، في المقابل منح هذا النصر يوسف باشا القوة في فرض شروطه على الجانب الأمريكي،إذا أصر على أن تقدم الولايات المتحدة سفينة جديدة للولاية مقابل تسليم «فيلادلفيا» وأن تدفع فدية مقدارها 500 دولار عن كل أسير، وطلب القرمانلي من الأمريكان دفع 120 ألف دولار، إلا أن الولايات المتحدة رفضت تلك الشروط، وكانت تفضل إحراق الفرقاطة على يد جنودها بدلا من أن تخسر سمعتها الدولية ويفقد جيفرسون شعبيته.
وبالفعل تم تكليف اثنين من ضباط البحرية الأمريكية ومعهما 84 بحارا بحرق الفرقاطة، وقضت الخطة باستخدام سفينتين تجاريتين ترفعان العلم البريطاني وعند اقترابهما من الساحل عصر 16 فبراير رست إحداهما أما الثانية فأكملت تقدمها ومرت أمام أسوار قلعة الوالي وكان على سطحها عدد من الرجال يرتدون الملابس المالطية لأغراض التمويه ولم يفطن إليها أحد من رجال البحرية الطرابلسية، ورست قبالة الميناء، ومع حلول الليل نزلت زوارق صغيرة من السفينة ونجح الأمريكان من التسلل إلى الفرقاطة «فيلادليفا» ودخلوا في معركة مع حراسها ثم أضرموا فيها النار، ولاذوا بالهرب تحت جنح الظلام، ولم ينتبه الجيش الليبي إلى المتسللين إلا بعد أن ارتفعت النيران لتلتهم جسم السفينة، وتمكن الليبيون من نزع صارى «فيلادلفيا» الضخم ووضعه على السراى الحمراء وهو موجود حتى يومنا هذا كرمز لانتصار ليبيا على أمريكا.
بعدها قرر الأمريكان قصف طرابلس بالمدفعية لإجبار واليها على الاستسلام، فبادلهم الوالي القصف، ورفض الاستسلام ولم يتزحزح عن موقفه، ما دفع الأمريكان إلى التفكير في خطة بديلة تحول دون أن يقدموا أية تنازلات.
وبدأ التفكير في إقناع شقيق الوالي الهارب إلى مصر بالتعاون معهم مقابل تنصيبه حاكما على طرابلس، وبالفعل توجه الضابط الأمريكي وليام إيتون إلى الأسكندرية ثم إلى دمنهور ليلتقى بأحمد باشا القرمانلي في أحد بيوتها واتفق الرجلان على أن يتوجها بجيش عبر الصحراء لاحتلال درنة ثم الزحف على طرابلس.
وقتها جهز أحمد باشا قوة من المرتزقة بقيادة إيتون، وهاجمت شرق ليبيا عبر الحدود مع مصر وغزت مدينة درنة التي تبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، فقاومها الليبيون، وبعد أيام من المقاومة سقطت المدينة في يد القوات الغازية ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها، وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
أرسل يوسف باشا قواته إلى درنة لحصار القوات الغازية واستمرت المعركة لأسابيع دون حسم، خلال ذلك بدأت مفاوضات بين الطرفين المتحاربين عبر وساطة أوربية، وانتهت بتوقيعهما على معاهدة سلام في 4 من يوليو 1805، تضمنت 20 بندا، ونصت على قيام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدفع تعويضات مالية قدرها 60 ألف دولار مقابل إطلاق سراح أسراها، على أن يتمتع الرعايا الأمريكيون بأفضلية على رعايا الدول الأجنبية داخل الحدود الليبية.
وبعد انسحاب الأمريكان من درنة أخذ أحمد باشا القرمانلي رجاله وعاد إلى الأراضي المصرية تصحبه مشاعر الذلة والانكسار، فيما اعتبر شقيقه يوسف باشا أنه أنهى المعركة لصالحه، واحتفل أهل طرابلس بالانتصار على الأمريكان في تلك المعركة المنسية.
وبعد انتهاء الأزمة مع الأمريكان تحول يوسف باشا حاكم طرابلس الغرب المنتصر إلى آلة لقمع الليبيين، فرض عليهم الضرائب والأتاوات وقتل من قبائل فزان وسرت وبرقة الآلاف فقط لأنهم رفضوا دفع الضرائب، ورغم العنف والقسوة ألا أن يوسف باشا لم يتمكن من إخماد ثورة الأهالي ضده.
ووقعت أزمة اقتصادية فاقمها توقيع الوالي والحكومة الفرنسية معاهدة منحت الأسطول الفرنسي حق السيطرة على سواحل شمال إفريقيا بعد احتلال الجزائر، ما ينهي حمايته على السفن العابرة فتوقفت رسوم البحر.
ومع تصاعد الاضطرابات الداخلية، تنازل يوسف باشا عن الحكم لصالح ابنه علي بك عام 1832 ولم تختلف الأمور في عهد الابن بل تصاعدت ثورات الشعب الليبي ضد حكم أسرة القرمانلي التي أذاقتهم الأمرين.
استغلت الدولة العثمانية حينها الظروف التي مرت بها ليبيا وأرسلت أسطولها البحري إلى طرابلس في مايو 1835، وأعلنت إنهاء حكم العائلة القرمانلية وإعادة ليبيا إلى الحكم العثماني المباشر، ليدخل الليبيون فى حقبة جديدة من الاستبداد أعاد إحيائها رجب طيب أردوغان بمعاونة السراج فى عصرنا الحالى.
الحرب حينها وقعت سنة 1801م و استمرت حتى عام 1804م وهي معركة تخوضها الولايات المتحدة خارج حدودها حين رفض الأمريكيون دفع الجزية للحاكم العثماني "يوسف باشا القرمانلي" نظير دخول الأسطول الأمريكي إلى البحر المتوسط، أدى ذلك إلى غضب الوالى الذي أمر بتكسير سارية العلم الأمريكي في السفارة الأمريكية في طرابلس ليبيا وإهانة السفير الأمريكى وطرده شر طردة، وأصدر أوامره لقائد البحرية الليبية الريس مراد بأن يجوب البحر بحثا عن أية سفن أمريكية والاستيلاء عليها.
طلب القنصل الأمريكي في طرابلس مستر كاثكارت مقابلة يوسف باشا، لتقديم احتجاج رسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، ودعاه إلى إعادة السفن التي سلبها بحارته وإبرام صلح يُنهي تلك الأزمة، فرد عليه الباشا: «أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب أن تدفع لي أمتكم».
فجاء رد القنصل «لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به إليك ولسنا مدينين بشيء»!. فتهكم عليه الباشا قائلا: «فيما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا».
بعد أيام من تلك الواقعة تسلم القنصل خطابا من يوسف باشا يأمره بمغادرة البلاد فورا، وإزاء ذلك مزق القنصل معاهدة السلام والصداقة، التي وقعها مع طرابلس الغرب سنة 1796 ضمن الاتفاقيات التي وقعت مع تونس والجزائر ومراكش لضمان سلامة السفن الأمريكية في البحر المتوسط، وخلال 10 أيام كان كاثكارت قد وصل إلى تونس بصحبة أسرته.
وقتها جاب المنادون الشوارع، قارعين طبول الحرب، وصعد المشايخ المآذن يدعون الناس إلى الاستعداد لقتال الصليبيين، وبهذا أعلنت الحرب، ووصلت الأخبار إلى ريتشارد ديل قائد الأسطول الأمريكي في جبل طارق، فأصدر أوامره بإغراق وحرق وتدمير المراكب الطرابلسية في عرض المتوسط، ثم حصار طرابلس لإخضاعها.
توجهت قطع الأسطول الأمريكي في يوليو من عام 1801 إلى طرابلس لحصارها، شمل الأسطول الأمريكي فرقاطتين معروفتين باسمي «وليدج بريزيدنت» و«يو إس إس فيلادلفيا» وكل منهما مزودة بأربعة وأربعين مدفعا، ترافقهما سفينتان حربيتان واحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي «إي سكس»، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي «انتر برايز»، ثم أضيف إلى الأسطول، سفن أخرى في ما بعد.
وحسب موقع "أصوات أون لاين" تمكن الأسطول الأمريكي من أسر أكبر السفن الحربية الطرابلسية «مشهودة» ثم أسَر عدداً من السفن الأخرى الأصغر حجما والأقل تسليحا، فأمر يوسف باشا بالهجوم على أي سفينة أمريكية في البحر، وبعد فشل حكومة واشنطن في التفاوض مع حاكم ليبيا، بدأت السفن الأمريكية حصار ميناء طرابلس، ومنعت دخول أو خروج السفن الليبية.
ثم عاد الأسطول الليبي إلى قوته وتمكن من رد الإهانة، وأسر في منتصف أغسطس من نفس العام السفينة الأمريكية «فرانكلين» بعد معركة بحرية عنيفة قرب ميناء قرطاج بتونس، وتم اقتيادها إلى الجزائر ونقل ما تبقى من طاقمها أحياء إلى طرابلس برا.
بعد تلك الواقعة أمر الرئيس الأمريكي بتعزيز قواته في المتوسط، وإرسال أهم فرقاطة في الأسطول الأمريكي وهي «كونستيليشن» برفقتها 4 سفن حربية هي «شيزا بيك، وأدامز، ونيويورك، وجون أدامز».
وفي بداية عام 1802، استطاع الريس مراد قائد البحرية الليبية من التسلل عبر طرادات صغيرة وضرب عدد من السفن الأمريكية، وحالف الحظ رجال مراد فتمكنوا من الاستيلاء على الفرقاطة «فيلا دلفيا»، والتي كانت تحمل على متنها 370 ضابطا وبحارا، وكان من مهام هذه الفرقاطة قصف طرابلس، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق تلك المهمة بعد أن جرفتها الرياح إلى منطقة صخرية على مقربة من الميناء فهجم عليهم رجال الريس مراد، وتمكنوا من السيطرة عليها، ثم إعادة تعويمها وأسر جميع من كانوا عليها وقطروها بمراكبهم إلى ميناء طرابلس.
وقع خبر أسر «فيلادلفيا» على حكومة وشعب الولايات المتحدة كالصاعقة، وتناولته الصحف الأمريكية وتندرت كيف لأسطول دولة صغيرة أن يُلحق الإهانة بأسطول دولة تقول عن نفسها أنها دولة عظمى تستطيع مزاحمة فرنسا وإنجلترا في مناطق نفوذهما، في المقابل منح هذا النصر يوسف باشا القوة في فرض شروطه على الجانب الأمريكي،إذا أصر على أن تقدم الولايات المتحدة سفينة جديدة للولاية مقابل تسليم «فيلادلفيا» وأن تدفع فدية مقدارها 500 دولار عن كل أسير، وطلب القرمانلي من الأمريكان دفع 120 ألف دولار، إلا أن الولايات المتحدة رفضت تلك الشروط، وكانت تفضل إحراق الفرقاطة على يد جنودها بدلا من أن تخسر سمعتها الدولية ويفقد جيفرسون شعبيته.
وبالفعل تم تكليف اثنين من ضباط البحرية الأمريكية ومعهما 84 بحارا بحرق الفرقاطة، وقضت الخطة باستخدام سفينتين تجاريتين ترفعان العلم البريطاني وعند اقترابهما من الساحل عصر 16 فبراير رست إحداهما أما الثانية فأكملت تقدمها ومرت أمام أسوار قلعة الوالي وكان على سطحها عدد من الرجال يرتدون الملابس المالطية لأغراض التمويه ولم يفطن إليها أحد من رجال البحرية الطرابلسية، ورست قبالة الميناء، ومع حلول الليل نزلت زوارق صغيرة من السفينة ونجح الأمريكان من التسلل إلى الفرقاطة «فيلادليفا» ودخلوا في معركة مع حراسها ثم أضرموا فيها النار، ولاذوا بالهرب تحت جنح الظلام، ولم ينتبه الجيش الليبي إلى المتسللين إلا بعد أن ارتفعت النيران لتلتهم جسم السفينة، وتمكن الليبيون من نزع صارى «فيلادلفيا» الضخم ووضعه على السراى الحمراء وهو موجود حتى يومنا هذا كرمز لانتصار ليبيا على أمريكا.
بعدها قرر الأمريكان قصف طرابلس بالمدفعية لإجبار واليها على الاستسلام، فبادلهم الوالي القصف، ورفض الاستسلام ولم يتزحزح عن موقفه، ما دفع الأمريكان إلى التفكير في خطة بديلة تحول دون أن يقدموا أية تنازلات.
وبدأ التفكير في إقناع شقيق الوالي الهارب إلى مصر بالتعاون معهم مقابل تنصيبه حاكما على طرابلس، وبالفعل توجه الضابط الأمريكي وليام إيتون إلى الأسكندرية ثم إلى دمنهور ليلتقى بأحمد باشا القرمانلي في أحد بيوتها واتفق الرجلان على أن يتوجها بجيش عبر الصحراء لاحتلال درنة ثم الزحف على طرابلس.
وقتها جهز أحمد باشا قوة من المرتزقة بقيادة إيتون، وهاجمت شرق ليبيا عبر الحدود مع مصر وغزت مدينة درنة التي تبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، فقاومها الليبيون، وبعد أيام من المقاومة سقطت المدينة في يد القوات الغازية ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها، وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
أرسل يوسف باشا قواته إلى درنة لحصار القوات الغازية واستمرت المعركة لأسابيع دون حسم، خلال ذلك بدأت مفاوضات بين الطرفين المتحاربين عبر وساطة أوربية، وانتهت بتوقيعهما على معاهدة سلام في 4 من يوليو 1805، تضمنت 20 بندا، ونصت على قيام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدفع تعويضات مالية قدرها 60 ألف دولار مقابل إطلاق سراح أسراها، على أن يتمتع الرعايا الأمريكيون بأفضلية على رعايا الدول الأجنبية داخل الحدود الليبية.
وبعد انسحاب الأمريكان من درنة أخذ أحمد باشا القرمانلي رجاله وعاد إلى الأراضي المصرية تصحبه مشاعر الذلة والانكسار، فيما اعتبر شقيقه يوسف باشا أنه أنهى المعركة لصالحه، واحتفل أهل طرابلس بالانتصار على الأمريكان في تلك المعركة المنسية.
وبعد انتهاء الأزمة مع الأمريكان تحول يوسف باشا حاكم طرابلس الغرب المنتصر إلى آلة لقمع الليبيين، فرض عليهم الضرائب والأتاوات وقتل من قبائل فزان وسرت وبرقة الآلاف فقط لأنهم رفضوا دفع الضرائب، ورغم العنف والقسوة ألا أن يوسف باشا لم يتمكن من إخماد ثورة الأهالي ضده.
ووقعت أزمة اقتصادية فاقمها توقيع الوالي والحكومة الفرنسية معاهدة منحت الأسطول الفرنسي حق السيطرة على سواحل شمال إفريقيا بعد احتلال الجزائر، ما ينهي حمايته على السفن العابرة فتوقفت رسوم البحر.
ومع تصاعد الاضطرابات الداخلية، تنازل يوسف باشا عن الحكم لصالح ابنه علي بك عام 1832 ولم تختلف الأمور في عهد الابن بل تصاعدت ثورات الشعب الليبي ضد حكم أسرة القرمانلي التي أذاقتهم الأمرين.
استغلت الدولة العثمانية حينها الظروف التي مرت بها ليبيا وأرسلت أسطولها البحري إلى طرابلس في مايو 1835، وأعلنت إنهاء حكم العائلة القرمانلية وإعادة ليبيا إلى الحكم العثماني المباشر، ليدخل الليبيون فى حقبة جديدة من الاستبداد أعاد إحيائها رجب طيب أردوغان بمعاونة السراج فى عصرنا الحالى.