رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الجبالي يكتب: فاز باللقب الأفريقي من لا يستحق "فنيا ".. ونال الاحترام جمهور يستحق "أخلاقيا"

النهائي الإفريقي
النهائي الإفريقي
أخيرا.. انتهى العرس الإفريقي.. وفاز باللقب النادي الأهلي للمرة التاسعة وحصدت مصر البطولة رقم 15 في تاريخ مسابقات دوري أبطال افريقيا متصدرة بفارق كبير عن أقرب منافسيها.


فاز باللقب من لم يكن أفضل في المستوى على مدار شوطي المباراة ولكن هذه هي كرة القدم وهذه هي لغة المباريات الفاصلة والحاسمة.. فهي لا تؤخذ بالمستوى ولكن تؤخذ بالنتيجة النهائية.. وإذا كان الزمالك لا يتسحق الخسارة بعد المستوى المميز الذي ظهر به في المباراة إلا أنه لا يمكن القول بأن الأهلي لا يستحق الفوز بالنتيجة.. لأن النتيجة النهائية التي خرجت بها المباراة هي فوز الأهلي بهدفين مقابل هدف.

ومثل هذه المباريات يذكرها التاريخ بالنتائج وليس بالأداء.. فالأداء الفني للزمالك كان أفضل بكثير من الأهلي ورغم ذلك خسر البطولة.. فعلى سبيل المثال حصل الزمالك على 7 كورنر خلال المباراة مقابل ثلاثة فقط للأهلي.. وحصل الزمالك على إنذار وحيد لفرجاني ساسي مقابل أربعة إنذارات للأهلي.. والكثير من الأرقام الأخرى التي تؤكد أن الزمالك كان الأفضل في أمور كثيرة.

وبعيدا عن الأفضل فنيا سنجد أن مدرب الزمالك باتشيكو لم ينجح في إدارة المباراة بالشكل الذي يحسم به اللقب في فترات طويلة كان الأهلي فيها دون المستوى بينما نجح موسيماني في التماسك من أجل الوصول الى الشوطين الإضافيين حتى نجح مجدي قفشة في إنقاذ الموقف بهدف الفوز في الدقائق الأخيرة.

ورغم المخاوف التي سبقت المباراة منذ فترة طويلة بخصوص التعصب بين جماهير الفريقين إلا أن ما حدث عقب المباراة من الجماهير العادية ربما يدخل في إطار الحماس العادي والمتوقع باستثناء بعض المواقف المخزية لعدد محدود من جماهير النادي الأهلي.

وما لفت نظري من خلال المتابعة في هذه الجزئية هي أن جمهور الزمالك الواعي والعقلاني ورغم الخسارة إلا أنه كان راضيا وسعيدا بفريقه وبالمستوى الذي ظهر به وهو ما يؤكد بأن هذا الجمهور عاشق للكرة الجميلة ويغفر لفريقه الكثير والكثير إذا قدم مستوى جيد وينتقده في حالات الفوز لو قدم مستويات سيئة.

وهنا أتحدث عن جمهور الزمالك العاقل والواعي والفاهم والمخلص وكثيرين منهم من الجمهور العادي الموجود في كل شارع وكل حارة ولكن للأسف الشديد عدد كبير من جمهور الزمالك الذي من المفترض أنه مثقف لم يصل حتى الآن لمستوى الجمهور العادي.. فهو نموذج ومثال للتعصب الأعمى والمصيبة أنه لا يدري بذلك وإذا كان يدري فالمصيبة أكبر .. وهذا النموذج من الجمهور غير الواعي ينتشر بكل قوة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الفضائيات.. أي أنه هو الأكثر مشاهدة وتأثيرا على الجمهور العادي.. وهذا النموذج يعتبر خطر جدا على المجتمع لأن قلبه كله "سواد" وعقله كله "حجارة" وضميره كله "أساتك".. هذا النموذج خطر على المجتمع ليس فقط من الجانب الرياضي أو الكروي ولكن من جميع الجوانب لأن مثل هذه الشخصيات تجدها تسير على نفس الوتيرة في حياتها كلها وليس في تشجيع ناديها فقط.

وفي النهاية يجب أن نقدم التهنئة الواجبة للنادي الأهلي وجماهيره بهذا اللقب الغالي الذي يساوي 3 ألقاب وأيضا نهنئ جماهير الزمالك الواعية العاقلة التي خرجت بكل هدوء تشيد بفريقها وتهنئ المنافس بكل روح رياضية.. ونقول للجميع: "هذه هي كرة القدم.. اليوم فائز وغدا خاسر والعكس صحيح.. فكرة القدم التي أصبحت صناعة واقتصاد يجب أن تشاهد من أجل المتعة والراحة لا من أجل الضغوط والفتنة والتعصب".


الجريدة الرسمية