رئيس التحرير
عصام كامل

حكم تاريخي للإدارية العليا يكشف أخطر عملية للإضرار بهرم خوفو في عهد الإخوان ​

الهرم الأكبر للملك
الهرم الأكبر للملك خوفو
قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة فى حكم تاريخى بتوقيع عقوبة الفصل من الخدمة على ثلاثة من كبار العاملين بالاَثار وهم : الأول ( ج.ع.ع.ع) كبير مفتشي آثار الشئون العلمية بمنطقة آثار الهرم والثانى (هـ.أ.ح.ع) مفتش آثار بمنطقه آثار الهرم والرابع (أ.ع.م.ع) حارس أمن بمنطقه آثار الهرم , وبالوقف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر للطاعن الثالث (ع.ر.ع.غ) كبيربمفتشي آثار الهرم.



وصدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ونبيل عطالله وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة

وذكرت المحكمة أنها كشفت عن أخطر عملية للإضرار بالهرم الأكبر للملك خوفو أعظم ملوك مصر والأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع القديمة تمت قبل ثورة يونيه 2013 بشهرين ونصف فى عهد الجماعة المحظورة , وحسمت كافة الجدل الدائر حول مسئولية كبار العاملين بالاَثار فى وقت عصيب مر على مصر بمساعدتهم وتمكينهم لثلاثة زائرين ألمان إزاء ما بثه زائر ألمانى ضمن الفوج المكون من ثلاثة عن فيلم عبر اليوتيوب تسجل لحظات صعود ثلاثة زائرين ألمانيين يوم 17 أبريل 2013 على سلم للوصول إلى غرفة الدفن الرئيسية والحجرات الخمس التى تعلو غرفة الدفن الرئيسية للملك خوفو داخل الهرم الأكبر مما مكنهم من الإستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو الموجودة داخل الهرم الأكبر وبعض العينات من إحدى جدران مقبرة الطيور بإستخدام اَلة حادة.

واشارت الى الإستيلاء على عينات من المداد الأحمر المكتوب به اسم الملك خوفو على أحد جدران الغرفة الخامسة أعلى غرف الدفن الرئيسية للملك خوفو والذى يعرف علميًا بمصطلح "خرطوش الملك خوفو" بإستخدامهم اَلة حادة أحدثت بعض الخدوش تلاحظ وجودها بالعين المجردة.

وقالت المحكمة أن الدستور ألزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعاية مناطقها وصيانتها وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه , ونظرا لقيمة الاَثار فى تاريخ وحضارة الدولة المصرية فقد حظر الدستور إهداء أو مبادلة أى شىء منها , وجعل الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم.

وتابعت المحكمة أن المخالفات المنسوبة للطاعن الأول ( ج.ع.ع.ع) بصفته كبير مفتشي آثار الشئون العلمية بمنطقة آثار الهرم من أنه 1- جمع بين وظيفته كبير مفتشى الآثار بمنطقة آثار الهرم والعمل مرشدًا سياحيًا يوم 17 /4 /2013 دون الحصول على موافقة بأن رافق الفوج الألمانى الذى زار مقبرة الطيور من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثانية عشر ظهرًا وزار الهرم الأكبر من الساعة السادسة مساءً وحتى الثامنة مساءً من ذات اليوم وذلك بالمخالفة للقانون والتعليمات .

وقالت المحكمة: ترك العمل بمنطقة آثار الهرم فى اليوم المذكور وذلك بتواجده مع أعضاء فوج الزيارة الألمانى الذى زار مقبرة الطيور داخل المنطقة فى ذات اليوم أثناء هذه الزيارة.

واضافت: كلف فرد الأمن بمنطقة اَثار الهرم بتحضير سلم وإستخدامه لأفراد الفوج الألمانى داخل الهرم وتمكين أفراد الفوج من الصعود عليه والوصول إلى غرفة الدفن الرئيسية والحجرات الخمس التى تعلو غرفة الدفن الرئيسية للملك خوفو داخل الهرم الأكبر يوم 17 /4 /2013 وتحديدًا من الساعة السادسة مساءً وحتى الثامنة مساءً مما مكنهم من الإستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو الموجودة داخل الهرم الأكبر وكذا الإستيلاء على عينات من المداد الأحمر المكتوب به اسم الملك خوفو على أحد جدران الغرفة الخامسة أعلى غرف الدفن الرئيسية للملك خوفو والذى يعرف علميًا بمصطلح "خرطوش الملك خوفو" بإستخدامهم اَلة حادة أحدثت بعض الخدوش تلاحظ وجودها بالعين المجردة.

وأشارت المحكمة الى أنه عن المخالفات المنسوبة للطاعن للثانى (ھ.أ.ح.ع) بصفته مفتش آثار بمنطقه آثار الهرم من أنه 1- سمح لأفراد الفوج الألمانى الذى زار مقبرة الطيور الكائنة بالجبانة الغربية لمنطقة آثار الهرم يوم 17/4/2013 بالإستيلاء على عينات من أحد جدران المقبرة بإستخدام ألة حادة تسببت فى إحداث كسر بحائط المقبرة من ناحية اليسار من بهو المقبرة والذى نتج عنه شطف جزء حجرى بطول 13 سم × عرض 8 سم ×عمق 1سم تقريبًا مما أضر بالأثر.

وقالت المحكمة انه :سمح بدخول عدد خمسة أفراد لزيارة مقبرة الطيور يوم 17/4/2013 زيادة خاصة دون الإلتزام بالتصريح الصادر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار المتضمن السماح بدخول عدد ثلاثة أفراد ألمان فقط ليس من ضمنهما مدير الشركة المنظمة للزيارة  والطاعن الأول واللذان رافقا فوج الزيارة داخل مقبرة الطيور.فهى مخالفات ثابتة فى حقه .

وأشارت المحكمة أن ما نسب إلى الطاعن الثالث (ع.ر.ع.غ) بصفته كبيربمفتشي آثار الهرم من أنه أهمل فى الإشراف على أعمال مفتشى الآثار المرافقين للفوج الألمانى الذى زار الهرم اللأكبر ومقبرة الطيور يوم 17/4/2013 مما ترتب عليه تقاعس المذكورين فى أداء عملهما وهو ما تسبب فى الإستيلاء على بعض العينات من خرطوش الملك خوفو المرسوم بالمداد الأحمر على أحد جدران الغرفة الخامسة الموجودة أعلى حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو , وكذا الإستيلاء على عينات من سقف وجدران  حجرة الدفن ذاتها وبعض العينات من إحدى جدران مقبرة الطيور وذلك جمعيه بإستخدام اَلة حادة أحدثت بعض الخدوش على خرطوش الملك خوفو وجدران غرفة الدفن الرئيسية مما أضر بالآثار, فإنها ثابتة فى حقه ثبوتا يقينياً بشهادة كل من مدير منطقه اَثار الهرم الذي كان ضمن أعضاء اللجنة المشكلة لمشاهد مقطع الفيديو الخاص بتلك المخالفات وما شهد به رئيس الإدارة المركزية للاَثار بالقاهرة والجيزة .


وقالت المحكمة أن الطاعن الرابع (أ.ع.م.ع) حارس أمن بمنطقه آثار الهرم نسب إليه انه سمح لأفراد فوج الزيارة الألمانى بدخول الهرم الأهرم الأكبر يوم 17/4/2013 بحوزتهم اَلات حادة إستخدموها فى أخذ عينات من سقف وجدران  حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو وكذا خرطوش الملك خوفو المدون على أحد جدران الحجرة الخامسة أعلى غرفة الدفن مما تسبب فى إحداث خدوش وكشط فى أماكن أخذ هذه العينات والحاق الضرر بالآثار ، كما سمح لأفراد ذات الفوج بدخول الهرم الأكبر وبحوزتهم كاميرا تصوير دون تصريح بذلك , مما ترتب عليه تصوير عملية أخذ العينات من على الجدران والأسقف داخل الهرم ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعى (اليوتيوب).


واختتمت المحكمة أنها تسجل فى حكمها أن الأوراق كشفت عن أنه نظرا لقيمة الاَثار فقد قامت الدولة المصرية متمثلة في وزارة الخارجية ووزارة الاَثار فى أغسطس 2014 أى بعد ثورة 30 يونيه وصدور الدستور باسترجاع تلك العينات المسروقة بموجب تشكيل لجنة من  وزارتي الخارجية والاَثار لفتح الحقيبة الدبلوماسية الواردة من سفارة مصر ببرلين والتي تحتوي علي العينات المسروقة من الغرفة الرئيسية لهرم خوفو وتم ايداعها ببدروم المتحف المصري بالتحرير , وهو ما يؤكد فداحة الخطأ الجسيم الذى ارتكبه الطاعنون تجاه الهرم الأكبر الملك خوفو أعظم ملوك مصر والأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع .
الجريدة الرسمية