رئيس التحرير
عصام كامل

ساحات عربية بين "رحى الحروب وأوتار العود"

المطرب محمد عساف
المطرب محمد عساف

من يتابع هذه الأيام مجريات الأحداث في الساحة العربية يصاب بدوار وكأن السماء دنت من الأرض، وثمة تناقضات كثيرة تعج بها المنطقة.

فمن غزة التي استقبلت بالأمس فتاها الذهبى "محمد عساف" العائد من لبنان بعد فوزه في مسابقة غنائية عربية بلقب "عرب أيدول" بالأفراح والزغاريد، إلى سوريا التي تعلو فيها أنَات الثكلى وصرخات الموت.


ومن قطر التي ما زالت تحتفل منذ الأمس بتنصيب أميرها الجديد الشيخ "تميم بن حمد" خلفًا لوالده الشيخ حمد بن خليفة، إلى مصر التي يجهز الفرقاء فيها إلى معركة منتظرة نهاية هذا الشهر، ولبنان الذي تنهش الطائفية نسيجه الاجتماعي فيتقاتل أبناء الوطن ويسقطوا قتلى وجرحى على ثرابه، إلى بعضٍ من الدول التي انتفضت ربيعًا وأطاحت برموز كانت تعتبرها "ديكتاتوريات" عصرها، تعيش هي اليوم حالة من الفوضى الهدامة على الأرض..

وفي محيط هذه الأحداث ينطلق مساء اليوم الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان، مهرجان "جرش" الأردنى بأصوات مغنيين ومغنيات من الوطن العربي الكبير.

الصورة مربكة، ولاتخطئها عين المراقب، فـ "غزة" تفرح اليوم بعدما كانت تذرف دموع الوجع والفقد تحت ضربات إسرائيل، وسوريا تشتتت بشعبها السبل وراح القتل يحصد الإنسان، بغض النظر عن عمره أو جنسه أو دينه، ومصر يجتاحها التوتر والقلق انتظارًا لما يسمونه المعارضون "يوم الخلاص" من مرسى وإخوانه، ويسمونه المؤيدون يوم "التمكين" لمرسى وإخوانه.

ولعل كتب التاريخ تخلو من مشهد مماثل، لكن الواقع يفاجئنا بما هو أصدق من الكتب، وهو ما يعنى أن "المنطقة تعيش مخاض ميلاد جديد يصعب التنبؤ بلونه وجنسه، ومن غير المؤكد بحسب مراقبيين أن يسفر المخاض المنتظر بالضرورة عن خير وفقًا لمعنى الخير عند كل فريق.
الجريدة الرسمية