رئيس التحرير
عصام كامل

سيدى الرئيس.. عقلك فى راسك


بادئ ذى بدء..أحب أن يكون حوارنا – الافتراضى طبعا- مع سيادتك على أرضية "المحبة"، وإننى يا سيادة الرئيس لا أبغى إلا الإصلاح والنصيحة وعلى الله "أتوكل".


أنصحك في البداية أن تستعيذ بالله – ربى وربك- من شياطين الإنس – فإخوانه في الجن لا خوف منهم ولا يحزنون- إطردهم من حولك، قل "لا أريد إلا الإصلاح" ولتكن مشيئة الرب هي القول الفصل.

سيادة الرئيس.. أنصحك قبل أن تتجه لأداء صلاة الظهر، أن تراجع خطابك المنتظر خلال الساعات المقبلة ، ولتعلم أن لغة التهديد والوعيد ستزيد الأمور سوءًا، المركب تغرق يا سيادة الرئيس، ولا تنقصها سوى "زقة أخيرة"، الانتحار السياسي سيكون مرادفا لمحاولتك تصدير الأزمة، وإلقائها في "عِب المعارضة"، التي أرى أنها مثلك "لا حول لها ولا قوة"، فاليوم "لا غالب إلا الشعب"، الملايين تنتظرك، وأصدقك القول أنهم ينتظرون منك كلمة تزيد غضبهم غضبًا، ينتظرون من كلماتك المنتظرة "بنزين" يزيد النار اشتعالا، فأنت الرئيس وحكاية طوابير "محطات الوقود" لن تقف عائقًا أمام أحلام معاليك في إشعال مصر..."المهم النية".

سيادة الرئيس، تمهل للمرة الثانية، واجمع العائلة قبل صلاة الظهر، أطلب من الحاجة "أم أحمد" أن تنزل "مترجلة" لأقرب سوق، أو "سوبر ماركت" لتنقل لسيادتك الصورة كاملة عن حالة الهلع التي أصبحت تتحكم وتحكم المصريين، ستخبرك عن "فوبيا 30 يونيو" الخوف من المجاعة، كمية المعلبات والمواد الغذائية التي تحملها كل أسرة، استعدادًا لتخزينها قبل أن "ترحل سعادتك".

ولتولى وجهك بعدما تعطى الأوامر لــ"أم أحمد" لأحد أبنائك وليكن "الأوسط" – فنحن نعلم حبك له- ولتطلب منه أن يتخلى عن طاقم حراسته – الميرى والإخوانى- ويأخذ سيارة العائلة – وليس سيارة الرئاسة- ويذهب لأقرب "بنزينة"، وأنصحك أن تنتظره حتى لو امتدت فترة الانتظار لساعات، لتسمع منه ما يفيدك قبل أن تختار "لغة الأصابع" في الخطاب المنتظر.

سيادة الرئيس، لا تجزع، ولا تدع الغضب يتملك، لو جاءتك "أم أحمد" أو "عبدالله" بالخبر اليقين، لا تحاول أن تصدق "شيطانك الإخوانى" بأن الأمور كلها بخير وأنه "كله تمام"، مصر تحترق، ولا تحاول أن تتجاوز الأزمة بتصريحات من نوعية "الأهل والعشيرة" و"المؤامرة المتكاملة لإسقاط معاليك"، فالملايين التي تنوى الخروج للمطالبة برحيلك لا شيء بينها وبينك إلا "الحب"، أتوا بك حاكمًا عليهم، فعندما قتلت..وفشلت...وفرقت..قالوا لك "ارحل...يا خاين"، لا تغضب منهم.

انظر لنفسك في المرآة وأنت في كامل وضوئك، ولتسألها "هل أستحق تلك النهاية؟ أم أن هذه طبائع أمور الحكم؟، وكن هذه المرة صريحا مع نفسك...قلها و"توكل على الله" فاليوم لن ينفعك "إخوان ولا يحزنون" الجميع سيفرون من حولك ولن يبقي إلا الشعب..لهذا كله أقول لك "عقلك في راسك تعرف خلاصك".
الجريدة الرسمية