رئيس التحرير
عصام كامل

"دويدار": انتقاد الإخوان فى دراما رمضان "كيد سياسى"

المخرج المصري عز
المخرج المصري عز الدين دويدار

وصف المخرج المصري "عز الدين دويدار"، تناول المسلسلات المصرية التي سيتم عرضها في شهر رمضان هذا العام لمشاهد تحوي انتقادات لجماعة الإخوان المسلمين هو من قبيل "الكيد السياسي والدعاية السوداء"، مشيرا إلى أن هذه الأعمال من شأنها أن "تزيد من حدة الاستقطاب داخل المجتمع المصري".


ونفى "دويدار" الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أن يكون هناك أحد من الجماعة قام بتقديم بلاغ أو رفع دعوى قضائية ضد أي عمل فني، مشيرا إلى أن انتشار أخبار أن الجماعة أو الرئاسة قد رفعت دعاوى قضائية ضد بعض المسلسلات هو "للدعاية والترويج لهذه الأعمال من خلال نشر الأكاذيب"، لافتا إلى "حرية المواطنين في حق التقاضي"، معتبرا أنه مساو لحرية الفنانين في الإبداع.

ورددت بعض الأوساط الفنية أن "جماعة الإخوان المسلمين" قد تقدمت ببلاغات لوقف عرض أعمالهم الفنية خلال شهر رمضان المقبل (والذي يشهد عرض العديد من المسلسلات الجديدة ضمن ما يطلق عليه "دراما رمضان" ) لانتقادهم أداء الجماعة والرئيس محمد مرسي في تلك الأعمال، وهو ما نفاه دويدار.

وأشار دويدار إلى أن "مسلسلات رمضان لهذا العام قد أسىء استخدامها لصالح السياسة، وهو ما يسىء إلى الإبداع، وما يتم الآن هو تشويه للوعي العام، وتزوير للتاريخ وتزييف للحقائق ضد تيار معين، وفي صالح تيارات أخرى معارضة له".

وقارن دويدار بين تناول دراما رمضان 2013 للإخوان المسلمين، وبين دراما رمضان 2010 إبان عصر الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرا إلى التشابه الكبير في شكل التناول، مفسرا ذلك بأن الاثنين يسبقهما الانتخابات البرلمانية، واصفا تلك المسلسلات بأنها من قبيل "الدعاية السوداء".

وتساءل دويدار: "إذا كان هؤلاء المبدعون القائمون على هذه الأعمال هدفهم رفع وعي الناس بما يدور حولهم، فلماذا لا يتم تناول قضايا تناقش الفساد مثلا، والتي تعتبر أكبر المشاكل التي تواجهها مصر حاليا؟".

وقال: إن الدستور المصري كفل للمبدعين بشكل خاص والمواطنين عامة، حرية النقد والاعتراض ضد أي أفكار أو سياسات سواء في عمل فني أو أي قالب آخر، مؤكدا أن هذا الحق يجب أن يمارس دون ضرر أو تعد على حقوق الآخرين.

وكان دويدار قد منع فيلمه "تقرير" من العرض في مارس الماضي، وهو أول أفلام ما يطلق عليه "سينما النهضة" والتي تدعم توجهات المشروع الرئاسي لمرسي، وأرجع المسئولون قرار المنع وقتها لأنه لم يأخذ الموافقات الرقابية الروتينية حتى يسمح بعرض الفيلم الذي تعرض لهجوم إعلامي واتهامه بأنه اتجاه "لأخونة الفن".

ويتناول عدد من الأعمال الدرامية في رمضان 2013 الأحداث السياسية التي شهدتها مصر بعد الثورة، وخاصة مع وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سد الحكم بعد تولي مرسي مقاليد السلطة في 30 يونيو العام الماضي.

من أبرز تلك الأعمال، مسلسل "الداعية" بطولة الفنان المصري هاني سلامة والذي يدور حول قصة حب تجمع بين داعية إسلامي شاب مع عازفة كمان بدار الأوبرا المصرية، ويتضح من الفيديو الدعائي للفيلم أن به إسقاطات سياسية على المشهد المصري الحالي.

ويتناول المسلسل الساخر "نظرية الجوافة" للفنانة المصرية إلهام شاهين بالنقد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، فيأتي حوار على لسان أبطال العمل، "الجواز حاجة والحب حاجة تانية، (don’t mix)"، وهو تعبير شهير جاء على لسان الرئيس المصري في أحد لقاءاته مع عدد من المصريين في الخارج والذي قوبل حينها بتعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج تليفزيونية.

في حوار آخر لإحدى المشاركات في العمل تقول فيه: "البلد فيها ثورة وكل حاجة فيها اتغيرت" لترد عليه بطلة المسلسل (إلهام شاهين) قائلة: "الثورة اللي بجد لسه جاية وقريب أوى (قريبا جدا)".

وهو ما دفع عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" بالدعوة إلى مقاطعة مشاهدة المسلسل.

كما يتطرق المسلسل الكوميدي "الكبير قوى" للفنانين أحمد مكى ودنيا سمير غانم للمشكلات السياسية والاقتصادية التي تواجه المصريين حاليا، حيث يتناول أزمات المياه والكهرباء، ويتناول أيضا بالسخرية عبارة "دونت ميكس".

يذكر أن الرئيس المصري محمد مرسي التقى عددا من الفنانين في سبتمبر2012 وذلك، في أعقاب توليه السلطة، بهدف طمأنة الفنانين بعد ما اعتبروه أنه هجوم ضدهم من قبل بعض الدعاة على شاشات التليفزيون، وهو ما استنكره مرسي في لقائه معهم، ووعدهم وقتها باتخاذ إجراءات فورية لمنع تكرار ذلك، مشددا على أن مصر دولة مدنية ديمقراطية وليس هناك خطر على الفن بأي شكل.

وتدعو قوى مصرية معارضة إلى احتجاجات يوم 30 يونيو الجاري، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي محمد مرسي منصبه، للمطالبة بسحب الثقة منه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بدعوى فشله في إدارة شئون البلاد.

في المقابل، تدعو قوى إسلامية إلى التظاهر في اليوم ذاته، تأييدًا لمرسي، الذي فاز في أول انتخابات رئاسية شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، منهية نحو 30 عامًا من حكمه.

ويخشى المصريون أن تتحول مظاهرات 30 يونيو الجاري إلى أعمال عنف بسبب حالة الاستقطاب الحادة على الساحة السياسية المصرية.
الجريدة الرسمية