صفقات "بايدن" مع "الإسلام السياسي".. توقعات بالتعاون مع "طهران".. ومخاوف من مغازلة الجماعات المتطرفة
كلما اقتربت لحظة تنصيب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية رسميًا لمدة 4 سنوات مقبلة، يضاعف المراقبون السياسيون والحقوقيون طموحاتهم بشأن أن يُصحح الساكن الجديد للبيت الأبيض ما أفسده سلفه "دونالد ترامب" بشأن ملف الحريات على مستوى العالم بصفة عامة، وبعض دول منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، والتي تنوعت بين: قتل وتصفيات جسدية واعتقالات وإعدامات جماعية وإخفاء قسرى وتعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز وقمع الحريات وإغلاق الصحف والفضائيات وحجب المواقع الإخبارية ووأد الصحافة واعتقال الصحفيين.
المراقبون يرون أن الرئيس المنتهية ولايته وصلاحيته أسهم في تغذية وتحصين انتهاكات حقوقية على نطاق واسع، لا سيما في بعض الدول الخليجية، وهو ما يتصادم مع السياسات المحتمل تطبيقها من جانب الحاكم الجديد للولايات المتحدة، بحسب ما تبنته حملته الدعائية إبَّان العملية الانتخابية. ورغم أن الواقع أثبت أن "المتغطى بأمريكا عريان"، إلا إن كثيرين لا يزالون يعوِّلون على "بايدن" ونابته السمراء "كاميلا هاريس" وفريقه في فرض واقع جديد في بعض دول الشرق الأوسط من خلال سياسات حاكمة وضوابط صارمة تسمح بهوامش متوسطة من حرية الرأى والتعبير.
وفى هذا الملف.. تستشرف "فيتو" من خلال عدد من الخبراء السياسيين والأكاديميين مستقبل الحريات وخريطتها وتفاصيلها في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة خلال السنوات الأربعة المقبلة.
لم يكن ترامب نبيًا نزل عليه الوحي من السماء للمنطقة، لكن ما يحمد للرجل ولا تنساه دول محور الاعتدال ترتيب أجندة دولية وإقليمية من خلالها جرى تحجيم الجماعات الإسلامية وخاصة الإرهابية منها، ومساهمته في تقليم أظافر جماعة الإخوان الإرهابية.
انتهت حقبة ترامب بكل ما فيها، والآن ما يشغل العالم عقل بايدن، وكيفية إدارة الأزمة العميقة مع التيارات الدينية، سواء سنة أو شيعة في مرحلة لا تقل خطورة عن سابقتها، فالعمل بأجندة مختلفة الآن قد يكلف العالم الكثير.
مشروع بايدن
البحث في تفاصيل مشروع بايدن الذي أعلنه على العالم خلال الأشهر السابقة، وتأمل ماراثون صراعه مع ترامب، سيوضح على الفور أنه بخلاف رؤيته للمنطقة التي ستتضح تباعا، إلا أنه يريد ضرب مشروع سلفه في مقتل، ومحو أي أثر لنتائج إدارته، وأعلن بعض تفاصيلها بالفعل، على رأسها إنهاء حظر السفر المفروض على البلدان الداعمة للإسلام السياسي.
يريد بايدن إزالة الحظر المفروض على اللاجئين القادمين من أخطر الأماكن في العالم، ما سيخفف الضغط على التيارات الدينية المحاصرة في المنطقة، والتي تفكر الآن كثيرًا في إنهاء وجودها من جراء تسببها في أزمات إنسانية لا حصر لها وخاصة لأنصارها، وعلى مستوى الإسلام السياسي الشيعي، يلمح "جو" إلى رغبته في عقد صفقات مع إيران وأذرعها في المنطقة، وهو نفس منطق حل أوباما للأزمة، خلال فترة توليه حكم البلاد، التي كان يشارك فيها المرشح المنتخب في مقعد النائب.
من يتابع بايدن وأسلوب تفكيره، يعرف أنه لن يتغير كثيرًا خلال فترته الرئاسية التي ستبدأ في يناير المقبل، إذا ما انتهت ألاعيب ترامب دون تغير درامي في المشهد لصالحه، فهو ليس مرشحا جديدا غير معروف وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكية إزاء المنطقة، إذ ساهم عمله نائبا للرئيس في ظل إدارة أوباما في تكوين نظرة ثاقبة لما يمكن توقعه من أفكاره وآلياته للتطبيق.
حبال أوباما
يلعب "جو" على نفس حبال أوباما، حتى إنه يقلد طريقته في الصعود مهرولا على السلالم، للتأكيد على لياقته البدنية رغم تقدمه في العمر، وهي نقطة الضعف التي لعب ترامب عليها كثيرًا هو وحملته الانتخابية، كما أن بايدن ينتمي لنفس معسكر أوباما ويتبع خططه.
العودة بالذاكرة للخلف، تحديدا إلى بدايات عام 2008 حيث حملة باراك أوباما، كان الرهان الرئيسي للمرشح الملون على الديمقراطية «التغيير» الذي ينتظره العالم على يد أول رئيس أسود، ما يخدم التعددية والتنوع، وهي الخلطة التي قادت أوباما إلى الفوز في مواجهة واحد من أشرس قادة الحزب الجمهوري وأكثرهم شعبية أنذاك جون ماكين.
يعيش بايدن نفس الزهو، يتذكر كيف أنعش الحزب الديمقراطي بهذه الإستراتيجية أقدم ديمقراطية في العالم، بعدما سابقت أوروبا وضربت ملف العنصرية في مقتل بترشيح وتزكية مرشح أسود، ولهذا اتبع بايدن هذا النمط خلال حملته الانتخابية، وهاجم بعض الأنظمة السياسية العربية والعالمية، بطريقة غير مباشرة بإعادة دعم الديمقراطية، وتغيير بعض موازين القوى الدولية، عبر إعادة تلميع موقف بلاده من الديمقراطية والحريات.
لكن الملف الذي يعتبره بايدن سلاحه الشخصي في عمل براند عالمي جديدا يحمل اسمه، بعد التغييرات التي حدثت خلال السنوات الماضية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وإسقاط الإسلاميين عن الحكم، قد يصبح حجر عثرة أمامه، إذا ما حاول الضغط لإعادة التيار الديني إلى الاندماج في العملية السياسية.
اليوم العالم العربي مختلف تماما، لديه إصرار وعزيمة وخطوط حمراء، وقادر على فرض منطقه حتى على ساكن البيت الأبيض، خطوط بقائه في الحياة دون تدمير أو إرهاب يتوقف على قطع الأكسيجين السياسي عن الإسلاميين، وهو ما سيرغم بايدن على البحث عن بداية جديدة، بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم.
التيارات الإسلامية
يعلم بايدن جيدا، أن إدارة جورج دبليو بوش، قتلت مئات الآلاف من المسلمين واحتجزت الكثيرين منهم في جميع أنحاء العالم دون تهمة، وتم تسليمهم للتعذيب في سجون جوانتامو وغيرها، ولهذا حاول أوباما محو هذه الصورة السيئة عبر التحالف مع التيارات الدينية، وتصعيدها لسدة الحكم، وإن جاءت العواقب كارثية، والتزام بايدن بخطوط أوباما، ومساراته السياسية، تؤكد أنه سيلجأ إلى محاولة إصلاح ما حدث في الإدارة التي كان يعمل بها.
ويحملها العالم العربي مسئولية الكوارث التي طالته حتى الآن بسبب تصعيد الإسلاميين على المسرح السياسي للمنطقة.
أصبح واضحا لبايدن أن الحديث السامي عن المثل الأمريكية للديمقراطية والشفافية والحرية، لم تعد هي الكارث المخيف للحلفاء العرب، بعد أن تسببت هذه الشعارات دون تجهيز مناسب في إشعال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نهاية عام 2011، وتدمير دول ضاربة في تاريخ المنطقة مثل سوريا، التي اجتاحتها روسيا وإيران أمام أعين بايدن وأوباما دون أن يتدخلا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء قليلا، لإنقاذ البلاد من كارثة هائلة مازالت تدنس سجلاته السياسية.
تركيا
أما الضربة الكبرى للمرشح المنتخب حديثا، فستكون صدامه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخاصة بعد احتماء الحرب الكلامية بينهما، ووصف بايدن له بالديكتاتور، وربما يكون هذا الملف الشاغل الأكبر للشرق الأوسط في الوقت الحالي، ولاسيما بعد تلميح "جو" إلى استعداد إدارته للتدخل المباشر في الديمقراطية التركية وتقوية المعارضة أمام أردوغان، الأمر الذي جعل أنقرة تطلق مبادرة سياسية للتصالح مع العرب.
يرى على شاهين الكاتب والباحث، إن جو بايدن المرشح المنتخب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، جاء من حزب سجله سيئ جدًا مع أغلب الدول العربية، لافتا إلى أن لمساتهم مازالت حاضرة في مناصرتهم للإخوان بالمنطقة، بعد اندلاع الربيع العربي في 2011.
الدور القطري
ويوضح شاهين أن بايدن يتحمل عبء تصحيح كوارث إدارته السابقة، وتصويب سياسة بلاده الخارجية في المنطقة العربية، والتصدي لأطماع جماعة الإخوان الإرهابية التي علا نجمها وسطع بفضل دعم أوباما وبايدن، لافتا إلى أن حلف الجماعة وقطر وإيران هم الأكثر استفادة حتى الآن من التغير في رأس الإدارة الأمريكية، ويراودهم الأمل الكبير في أن تعود التسهيلات التي كانت تقدمها لهم الولايات المتحدة في المنطقة من أجل بسط نفوذهم فيها وسيطرتهم عليها، لكن المنطقة حاليًا ليست كما كانت قبل سنوات.
أما الدكتور محمد عبد الستار، الكاتب والمحلل السياسي، فيرى أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته هاريس، بمجرد ظهور بوادر فوزهما صرّحا بأنهما سيدافعان عن مصلحة أمريكا وشعب الولايات المتحدة، وهذا يعني أن الضرورات اختلفت، وضغط الولايات المتحدة لهدم استقرار المنطقة لن يفيد الشعب الأمريكي في شيء.
وكشف عبد الستار عن رؤيته مؤكدا أنهما لن يتخذان إلا القرارات التي تخدم الأمريكيين، وليس العرب أو غيرهم باستثناء إسرائيل لكونها حصنًا متقدمًا لحضارة الغرب أمام الشرق، لافتا إلى أن خسارة ترامب ليست نهاية العالم، مشددا على ضرورة العمل مع الفائز، ولكن وفق سياسة جديدة تفرض علينا تعلم الدروس في الدفاع عن مصالحنا.
نقلًا عن العدد الورقي...
المراقبون يرون أن الرئيس المنتهية ولايته وصلاحيته أسهم في تغذية وتحصين انتهاكات حقوقية على نطاق واسع، لا سيما في بعض الدول الخليجية، وهو ما يتصادم مع السياسات المحتمل تطبيقها من جانب الحاكم الجديد للولايات المتحدة، بحسب ما تبنته حملته الدعائية إبَّان العملية الانتخابية. ورغم أن الواقع أثبت أن "المتغطى بأمريكا عريان"، إلا إن كثيرين لا يزالون يعوِّلون على "بايدن" ونابته السمراء "كاميلا هاريس" وفريقه في فرض واقع جديد في بعض دول الشرق الأوسط من خلال سياسات حاكمة وضوابط صارمة تسمح بهوامش متوسطة من حرية الرأى والتعبير.
وفى هذا الملف.. تستشرف "فيتو" من خلال عدد من الخبراء السياسيين والأكاديميين مستقبل الحريات وخريطتها وتفاصيلها في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة خلال السنوات الأربعة المقبلة.
لم يكن ترامب نبيًا نزل عليه الوحي من السماء للمنطقة، لكن ما يحمد للرجل ولا تنساه دول محور الاعتدال ترتيب أجندة دولية وإقليمية من خلالها جرى تحجيم الجماعات الإسلامية وخاصة الإرهابية منها، ومساهمته في تقليم أظافر جماعة الإخوان الإرهابية.
انتهت حقبة ترامب بكل ما فيها، والآن ما يشغل العالم عقل بايدن، وكيفية إدارة الأزمة العميقة مع التيارات الدينية، سواء سنة أو شيعة في مرحلة لا تقل خطورة عن سابقتها، فالعمل بأجندة مختلفة الآن قد يكلف العالم الكثير.
مشروع بايدن
البحث في تفاصيل مشروع بايدن الذي أعلنه على العالم خلال الأشهر السابقة، وتأمل ماراثون صراعه مع ترامب، سيوضح على الفور أنه بخلاف رؤيته للمنطقة التي ستتضح تباعا، إلا أنه يريد ضرب مشروع سلفه في مقتل، ومحو أي أثر لنتائج إدارته، وأعلن بعض تفاصيلها بالفعل، على رأسها إنهاء حظر السفر المفروض على البلدان الداعمة للإسلام السياسي.
يريد بايدن إزالة الحظر المفروض على اللاجئين القادمين من أخطر الأماكن في العالم، ما سيخفف الضغط على التيارات الدينية المحاصرة في المنطقة، والتي تفكر الآن كثيرًا في إنهاء وجودها من جراء تسببها في أزمات إنسانية لا حصر لها وخاصة لأنصارها، وعلى مستوى الإسلام السياسي الشيعي، يلمح "جو" إلى رغبته في عقد صفقات مع إيران وأذرعها في المنطقة، وهو نفس منطق حل أوباما للأزمة، خلال فترة توليه حكم البلاد، التي كان يشارك فيها المرشح المنتخب في مقعد النائب.
من يتابع بايدن وأسلوب تفكيره، يعرف أنه لن يتغير كثيرًا خلال فترته الرئاسية التي ستبدأ في يناير المقبل، إذا ما انتهت ألاعيب ترامب دون تغير درامي في المشهد لصالحه، فهو ليس مرشحا جديدا غير معروف وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكية إزاء المنطقة، إذ ساهم عمله نائبا للرئيس في ظل إدارة أوباما في تكوين نظرة ثاقبة لما يمكن توقعه من أفكاره وآلياته للتطبيق.
حبال أوباما
يلعب "جو" على نفس حبال أوباما، حتى إنه يقلد طريقته في الصعود مهرولا على السلالم، للتأكيد على لياقته البدنية رغم تقدمه في العمر، وهي نقطة الضعف التي لعب ترامب عليها كثيرًا هو وحملته الانتخابية، كما أن بايدن ينتمي لنفس معسكر أوباما ويتبع خططه.
العودة بالذاكرة للخلف، تحديدا إلى بدايات عام 2008 حيث حملة باراك أوباما، كان الرهان الرئيسي للمرشح الملون على الديمقراطية «التغيير» الذي ينتظره العالم على يد أول رئيس أسود، ما يخدم التعددية والتنوع، وهي الخلطة التي قادت أوباما إلى الفوز في مواجهة واحد من أشرس قادة الحزب الجمهوري وأكثرهم شعبية أنذاك جون ماكين.
يعيش بايدن نفس الزهو، يتذكر كيف أنعش الحزب الديمقراطي بهذه الإستراتيجية أقدم ديمقراطية في العالم، بعدما سابقت أوروبا وضربت ملف العنصرية في مقتل بترشيح وتزكية مرشح أسود، ولهذا اتبع بايدن هذا النمط خلال حملته الانتخابية، وهاجم بعض الأنظمة السياسية العربية والعالمية، بطريقة غير مباشرة بإعادة دعم الديمقراطية، وتغيير بعض موازين القوى الدولية، عبر إعادة تلميع موقف بلاده من الديمقراطية والحريات.
لكن الملف الذي يعتبره بايدن سلاحه الشخصي في عمل براند عالمي جديدا يحمل اسمه، بعد التغييرات التي حدثت خلال السنوات الماضية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وإسقاط الإسلاميين عن الحكم، قد يصبح حجر عثرة أمامه، إذا ما حاول الضغط لإعادة التيار الديني إلى الاندماج في العملية السياسية.
اليوم العالم العربي مختلف تماما، لديه إصرار وعزيمة وخطوط حمراء، وقادر على فرض منطقه حتى على ساكن البيت الأبيض، خطوط بقائه في الحياة دون تدمير أو إرهاب يتوقف على قطع الأكسيجين السياسي عن الإسلاميين، وهو ما سيرغم بايدن على البحث عن بداية جديدة، بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم.
التيارات الإسلامية
يعلم بايدن جيدا، أن إدارة جورج دبليو بوش، قتلت مئات الآلاف من المسلمين واحتجزت الكثيرين منهم في جميع أنحاء العالم دون تهمة، وتم تسليمهم للتعذيب في سجون جوانتامو وغيرها، ولهذا حاول أوباما محو هذه الصورة السيئة عبر التحالف مع التيارات الدينية، وتصعيدها لسدة الحكم، وإن جاءت العواقب كارثية، والتزام بايدن بخطوط أوباما، ومساراته السياسية، تؤكد أنه سيلجأ إلى محاولة إصلاح ما حدث في الإدارة التي كان يعمل بها.
ويحملها العالم العربي مسئولية الكوارث التي طالته حتى الآن بسبب تصعيد الإسلاميين على المسرح السياسي للمنطقة.
أصبح واضحا لبايدن أن الحديث السامي عن المثل الأمريكية للديمقراطية والشفافية والحرية، لم تعد هي الكارث المخيف للحلفاء العرب، بعد أن تسببت هذه الشعارات دون تجهيز مناسب في إشعال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نهاية عام 2011، وتدمير دول ضاربة في تاريخ المنطقة مثل سوريا، التي اجتاحتها روسيا وإيران أمام أعين بايدن وأوباما دون أن يتدخلا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء قليلا، لإنقاذ البلاد من كارثة هائلة مازالت تدنس سجلاته السياسية.
تركيا
أما الضربة الكبرى للمرشح المنتخب حديثا، فستكون صدامه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخاصة بعد احتماء الحرب الكلامية بينهما، ووصف بايدن له بالديكتاتور، وربما يكون هذا الملف الشاغل الأكبر للشرق الأوسط في الوقت الحالي، ولاسيما بعد تلميح "جو" إلى استعداد إدارته للتدخل المباشر في الديمقراطية التركية وتقوية المعارضة أمام أردوغان، الأمر الذي جعل أنقرة تطلق مبادرة سياسية للتصالح مع العرب.
يرى على شاهين الكاتب والباحث، إن جو بايدن المرشح المنتخب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، جاء من حزب سجله سيئ جدًا مع أغلب الدول العربية، لافتا إلى أن لمساتهم مازالت حاضرة في مناصرتهم للإخوان بالمنطقة، بعد اندلاع الربيع العربي في 2011.
الدور القطري
ويوضح شاهين أن بايدن يتحمل عبء تصحيح كوارث إدارته السابقة، وتصويب سياسة بلاده الخارجية في المنطقة العربية، والتصدي لأطماع جماعة الإخوان الإرهابية التي علا نجمها وسطع بفضل دعم أوباما وبايدن، لافتا إلى أن حلف الجماعة وقطر وإيران هم الأكثر استفادة حتى الآن من التغير في رأس الإدارة الأمريكية، ويراودهم الأمل الكبير في أن تعود التسهيلات التي كانت تقدمها لهم الولايات المتحدة في المنطقة من أجل بسط نفوذهم فيها وسيطرتهم عليها، لكن المنطقة حاليًا ليست كما كانت قبل سنوات.
أما الدكتور محمد عبد الستار، الكاتب والمحلل السياسي، فيرى أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته هاريس، بمجرد ظهور بوادر فوزهما صرّحا بأنهما سيدافعان عن مصلحة أمريكا وشعب الولايات المتحدة، وهذا يعني أن الضرورات اختلفت، وضغط الولايات المتحدة لهدم استقرار المنطقة لن يفيد الشعب الأمريكي في شيء.
وكشف عبد الستار عن رؤيته مؤكدا أنهما لن يتخذان إلا القرارات التي تخدم الأمريكيين، وليس العرب أو غيرهم باستثناء إسرائيل لكونها حصنًا متقدمًا لحضارة الغرب أمام الشرق، لافتا إلى أن خسارة ترامب ليست نهاية العالم، مشددا على ضرورة العمل مع الفائز، ولكن وفق سياسة جديدة تفرض علينا تعلم الدروس في الدفاع عن مصالحنا.
نقلًا عن العدد الورقي...