رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس المتدين «أفلا تكبرون».. الصحفيون يلاحقون «مرسي» بالمساجد.. «الجمعة» تشعل خلافًا بين مؤيديه ومعارضيه.. مضايقات حرس الرئاسة «عرض مستمر».. المصريون يحفظون م

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي

"الرئيس المصري محمد مرسي وحوله الحرس الجمهوري، بينما يهمون لدخول أحد المساجد أو الخروج منه".. باتت هذه اللقطة المتكررة على صفحات الصحف المصرية يوم السبت من كل أسبوع، منذ تولى الرئيس مرسي منصبه في 30 يونيو عام 2012، محل تنازع بين مؤيدي الرئيس المصري ومعارضيه.


فبينما يبرز المؤيدون مدى "تدين" مرسي واختلافه عن سابقه حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، ولم يكن يعرف المكان الذي يؤدي فيه صلاة الجمعة أو العيدين إلا إذا كانت مرتبطة بمناسبة عامة، يتحدث المعارضون عما يصفونه بـ"مضايقات" يسببها حراس الرئيس للمصلين.

وحظيت صلاة الجمعة في الأشهر الأولى من تولي الرئيس مرسي باهتمام الصحف الحكومية والخاصة على حد سواء، كونها كانت تأتي في إطار زيارته للمحافظات المختلفة، حيث أدى الرئيس المصري صلاة الجمعة بمحافظات الفيوم وأسيوط وقنا والإسكندرية ومطروح.

كما حرص على تأديتها بالمساجد الكبرى في القاهرة والجيزة، ومنها الأزهر الشريف ومسجد السيدة زينب، ومسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر.

وبعد الأشهر الثلاثة الأولى بدأ الاهتمام بمتابعة صلاة الرئيس الجمعة ينحصر على الصحف الخاصة، حيث عاد الرئيس للصلاة في المساجد القريبة من منزله، ما أفقدها الطابع الجماهيري.

ويؤدي الرئيس مرسي غالبا صلاة الجمعة في المساجد القريبة من مقر إقامته بالتجمع الخامس، والتي باتت معروفه لدى المصريين من كثرة ترديدها بالصحف، وهي مساجد "القدس – الشربتلي – الفاروق – عباد الرحمن".

وفي تغطية إحدى الصحف الخاصة لتأدية الرئيس المصري صلاة الجمعة يوم 7 يونيو الجاري، كان الخبر المصاحب لصورة الرئيس وهو يخرج من المسجد، أن هناك "إجراءات أمنية مشددة، وانتشار لأفراد الأمن بالزي المدني في حديقة المسجد الخارجية، وعلى جوانب السور المحيط به، ومنع للمواطنين من الاقتراب من البوابة المخصصة لدخول وخروج الرئيس".

وتساءل عدد كتاب المقالات في الصحف الخاصة عن صلاة حراس الرئيس، تعليقا على صورة لعدد منهم يقفون عن يمينه ويساره، بينما هو يؤدي الصلاة.

في المقابل ورغم اختلافهم مع مرسي في بعض المواقف، يرى رموز سلفيون في صورة الرئيس وهو يؤدي الصلاة في المسجد ما يستحق الإشادة بل و"التكبير" فخرا واعتزازا.

ولعل من أبرز ما عبر عن هذا الموقف، الفيديو الشهير للداعية محمد حسين يعقوب وهو يقول في أحد دروسه للحاضرين "رئيسكم يصلي.. أفلا تكبرون؟".

يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي بدوره، عندما سئل عن الرئيس المصري مؤخرا بأحد البرامج في قناة "الحافظ" المحسوبة على السلفيين، أجاب "نعتقد أنه إنسان متدين وعلى خلق، ووقفنا معه بكل ما نملك في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وعندما كانت شرعيته على المحك وكان البعض ينادي بإسقاطه حشدنا السلفيين في مليونية ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة.. ولا نقبل الآن – أيضا - المساس بشرعيته، ولابد أن يُكمل مدته ومن أراد أن يغيره فالسبيل الوحيد هو طريق الانتخابات". إلا أن مخيون انتقد في الوقت نفسه مرسي لسعيه نحو إقامة علاقات طبيعية مع إيران، باعتبار أن هذا التوجه "خط أحمر" لديهم كحزب سلفي.

وتدعو قوى معارضة للتظاهر يوم 30 يونيو الجاري، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي الرئيس المصري محمد مرسي، للمطالبة بسحب الثقة منه والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، فيما قالت قوى إسلامية إنها ستتظاهر في اليوم ذاته تأييدا لمرسي الذي فاز في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011، والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي ظل بالحكم قرابة 30 عاما.

ويخشى مراقبون من تطور التظاهرات التي يعلن كل طرف أنه يتمسك خلالها بالسلمية، إلى موجة عنف جديدة تعصف بالبلاد في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها الشارع السياسي بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي.
الجريدة الرسمية