رئيس التحرير
عصام كامل

بعد العدوان الإسرائيلي على سوريا .. هل تختبر تل أبيب صبر طهران؟

سوريا
سوريا
شهدت المناوشات بين إيران وإسرائيل في الآونة الأخيرة داخل سوريا العديد من الأحداث كان أبرزها عمليات القصف والتي كان اخرها فجر اليوم قوع عدوان إسرائيلي على منطقة جبل المانع قرب قرية رويحينة جنوب القنيطرة كان يستهدف مواقع إيرانية بسوريا.


وبدورها أكدت وكالة سانا أن العدوان الإسرائيلي يستهدف محيط جبل المانع بريف دمشق، ونشر التلفزيون الرسمي السوري مقطع فيديو يظهر تصدي الدفاعات الجوية السورية للغارات الإسرائيلية في محيط جبل المانع بريف دمشق. ولم تكشف الوكالة السورية أو التلفزيون الرسمي بعد عن تفاصيل أخرى حول سقوط ضحايا أو الأضرار المادية.

بالون اختبار
القصف الذي وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم لم يحدث اعتباطا بل يأتي في توقيت حساس وهو وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للحكم في رسالة واضحة من إسرائيل لإيران ومواليها في سوريا أن الوضع لن يتغير برحيل بايدن وهى بمثابة بالون اختبار لإيران.

ويبدو أن إسرائيل تختبر صبر طهران في سوريا فهل سينفذ صبر إيران؟، الأيام القادمة سوف تجيب لكن من الواضح أن طهران سوف تصمت حتى يتحين الوقت المناسب للرد ولن تسمح لإسرائيل باستفزازها خاصة مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة.

وهناك ثمة أساسيات تفرض تأثيرها على السياسة الأمريكية في سوريا في ظل وجود بايدن وتتمثل فاستمرار التدخل العسكري الأمريكي بالأراضي السورية بما في ذلك بعض الإجراءات التنفيذية المتوقعة مثل استمرار دعم الاستهداف الإسرائيلي على المواقع التابعة لإيران وحزب الله في سوريا من أجل دفعهما للالتزام بما يسمى الخطوط الحمراء في سوريا.

ويرى المراقبون أنه فيما يخص الشأن السوري، فإن مبادرة هامة تقوم بها روسيا من أجل عقد مؤتمر دولي خاص بقضية اللاجئين السوريين، حيث قام وفد رفيع المستوى، برئاسة المبعوث الشخصي للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتيف، بزيارة الدول المجاورة لسوريا، والتي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين.

سيناريوهات الرد

وفي ما يتعلق بسيناريوهات الرد الإيراني من غير المتوقع أن تقدم طهران على هذا الخطوة قريبا في ظل وجود إدارة أمريكية جديدة فلن ترضح للاستفزازات الإسرائيلية ولكن ربما ان تنتظر فترة وليس الأن حتى تشن عملية ما لتوجه بها رسالة ردع أو تحذير لإسرائيل.

والدليل على أن إيران تنتظر تحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة هو تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم بالكشف عن أول خطوة تنتظرها بلاده من إدارة المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن.

وصرح روحاني بأن إيران تأمل بأن تدين الإدارة الأمريكية المقبلة، كخطوة أولى، بصراحة "السياسات غير الإنسانية والإجراءات الإرهابية والمعادية لحقوق الإنسان" التي انتهجها خلال سنوات حكمه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

واتهم روحاني ترامب بارتكاب "أسوأ الجرائم" بحق الإيرانيين من خلال ممارسة "الإرهاب الاقتصادي" على خلفية جائحة فيروس كورونا، مشددا على ضرورة أن تدفع الإدارة المقبلة تعويضات عن هذه الأخطاء".

وحمل روحاني الرئيس الأمريكي الحالي المسؤولية عن منع صندوق النقد الدولي من تخصيص خمسة مليارات دولار إلى إيران لمساعدتها في مكافحة تفشي كورونا، مضيفا: "ترامب انتهج سياسة شعبوية ونحمد الله أنه كف العالم والشعب الأمريكي شره".

وتابع: "نهاية الترامبية إحدى علامات انتصار إيران وهزيمة العدو في حربه الاقتصادية".

أمريكا وإيران

وعلى الرغم من أن معظم التحليلات ترجح أن تتبنى إدارة بايدن سياسة أكثر مرونة من إدارة ترامب في التعامل مع إيران خاصة فيما يتعلق بدورها في بعض دول الأزمات، وعلى رأسها سوريا، إلا أنه من غير المتوقع أن يتخذ بايدن قرارا يعادي إسرائيل وهذا ما تفهمه إيران ويجبرها على عدم التصعيد مع إسرائيل.

الجريدة الرسمية