رئيس التحرير
عصام كامل

د. صلاح فضل: مجمع اللغة العربية يعود للحياة قريبًا.. وحان وقت تنفيذ كل مشروعاتي المجمدة لتطويره (حوار)

الدكتور صلاح فضل
الدكتور صلاح فضل
أداء المجمع يعانى القصور ولا بد من إعادة هيكلته

ونوعية أعضائه لا تمثل الأدباء والمفكرين والمثقفين 

على وقع قرار المجلس الأعلى للجامعات بتكليف الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد الأدبي، قائمًا بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية، لحين اتخاذ الإجراءات الصحيحة تجاه انتخابات منصب رئيس مجمع اللغة العربية، والتي أجريت أخيرًا وفاز بها الدكتور حسن الشافعي.. حاورت "فيتو" الدكتور صلاح فضل وتحدثت معه عن خطته الواعدة لتطوير المجمع وإعادته إلى الحياة مرة أخرى، وفيما يلى نص الحوار..


*بداية.. ما الرؤية العامة وخطتكم خلال الفترة المقبلة للنهوض بمجمع اللغة العربية؟

في الحقيقة أضع أمام عيني هدفًا كبيرًا يتمثل في إصلاح مجمع اللغة العربية داخليًا، والشروع في اتخاذ قرارات تسهِّل سير العمل به بشكل إيجابي، بالإضافة إلى ضرورة عودة فعاليته ودوره في الحياة العامة والذي كان يقوم به المجمع في الماضي، كما سأعمل على استعادة تأثيره في المجتمع المصري، وخدمة اللغة العربية والهوية القومية، حيث إنه خلال العقود الأخيرة أصبحت صلته بالمجتمع العلمي والثقافي والأدبي ضعيفة، بالإضافة إلى العمل على تحديث أدواته لكي يواكب الثورة الرقمية.


*ما الذي ستبدأ في إتمامه بعد توليك منصب رئاسة المجمع؟

المجمع يحتاج إلى سلسلة من الإجراءات والإصلاحات لا بد من القيام بها، كما سيتم استقبال عدد من الشخصيات العامة الكبيرة والمؤثرة في الحياة المصرية من العلماء والأدباء والمثقفين والمفكرين، ليشاركوا بآرائهم وفكرهم في تطويره، ورفع قيمته وشأنه بين البلدان العربية.

كما أن المجمع صاغ قانونًا لحماية اللغة العربية، وتحديث وسائل تدريسها في المناهج، وذلك يحتاج إلى تغيير حقيقي، كما أن هناك مشروعات كثيرة تقدمت بها إلى المجمع في بداية عضويتي لكنها لم تنفذ، فآن الأوان لتنفيذها.

*حدثنا عن أهم المشروعات التي كنت قد تقدمت بها أثناء عضويتك للمجمع؟

أهم المشروعات التي تقدمت بها كانت حول كيفية توظيف كمية المصطلحات العلمية الضخمة التي ينتجها المجمع سنويا، ولم تكن تجد صدى لها بين المتخصصين في الفروع المعرفية المختلفة، لذلك لابد من البحث والدراسة لسبل توظيفها في الحياة العامة والمجتمعية.

*ما أوجه القصور التي لمستها في أداء مجمع اللغة العربية مؤخرًا؟

بالتأكيد هناك قصور كبير في أداء المجمع، يأتي على رأسها: ضعف إمكاناته، وتقلص دوره الاجتماعي، بالإضافة إلى اقتصار عضويته على نوعية من الأعضاء والشخصيات لا تمثل الأدباء والمفكرين والمثقفين، وكبار الشخصيات المصرية، والتي كان يزهو بها المجمع على مدار تاريخه مثل عميد الأدب العربي طه حسين، والأديب عباس العقاد وأحمد لطفي السيد وغيرهم.

كما يكفي الإشارة إلى أن أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ رحل دون أن يشرف مجمع اللغة العربية بعضويته، ولا أقول بأنه سيتم المساس بعضوية الشخصيات المتواجدة بمجمع اللغة العربية حاليا، ولكن لابد من إعادة هيكلة المجمع، وفتح أبوابه لاستقبال كبار المفكرين والمبدعين، الذين سيضيفون الكثير من الإبداع والتقدم في عمل المجمع، وجعله معاصرا للتطور الحديث، وذلك يتطلب عملًا شاقًّا وكبيرًا ويتضمن تعديل قانون المجمع.

*قلت إن المجمع تحول إلى مؤسسة شبه دينية ويجب إعادته مرة أخرى إلى طابعه المدني.. كيف سيتم ذلك؟

في الحقيقة لا بد من تعديل بعض قوانين المجمع، واتخاذ العديد من الإجراءات المهمة لأداء المجمع لرسالته القومية التي نشأ من أجلها بالأساس في ثلاثينيات القرن الماضي.


*هل لديك تخوف من عدم القدرة أو إعاقة إتمام رسالتك وخطتك للنهوض بالمجمع؟

مطلقًا، لا يوجد لدي أي نوع من المخاوف، سوف نعمل بجد ابتغاء لمصلحة المؤسسة العلمية والفكرية، ورفعة شأن الوطن وثقافته، وأي شيء في سبيل ذلك يهون.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

الجريدة الرسمية