رئيس التحرير
عصام كامل

النائب الأول لمرشد "الجماعة": الانقلاب على الإخوان "وارد".. لن نتحاور تحت مظلة الجيش..الشفافية تضر ببعض الأفراد.. والشرطة مسئولة عن الفصل بين مؤيدى "مرسى" وعصابات النظام السابق

رشاد بيومي النائب
رشاد بيومي النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر

تعهد رشاد بيومي، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعدم مواجهة العنف بالعنف خلال مظاهرات 30 يونيو الجاري التي تدعو إليها قوى معارضة لإنهاء حكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، بدعوى فشله في إدارة شئون البلاد.


ودعا بيومي الشرطة إلى القيام بمهامها بالفصل بين الجانبين والحيلولة دون وقوع اشتباكات، متهما من وصفهم بـ"عصابات" النظام السابق (نظام الرئيس السابق حسني مبارك) بقيادة حملة الهجوم على مرسي بهدف إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل ثورة 25 يناير2011، التي أطاحت بمبارك.

وأعرب بيومي في الوقت نفسه عن رفض الإخوان الجلوس مع المعارضة على مائدة الحوار تحت مظلة الجيش، معتبرا أن الحوار يجب أن "يكون تحت مظلة الرئيس".

وفيما لم يستبعد حدوث انقلاب في المشهد السياسي في غير صالح الإخوان، على خلفية تفاقم الأزمات اليومية للمواطنين، شدد على أن الجماعة "تحاول بقدر الإمكان توضيح حقيقة الواقع للمواطنين وتترك لهم الخيار".

كما اعتبر نائب مرشد الإخوان أن السنة الأولى من حكم الرئيس مرسي شهدت "أداء متميزا" في كل النواحي، رغم أنه ورث تركة ثقيلة من النظام السابق، محملا المعارضة مسئولية عدم جمع الصف الوطني برفضها تقديم أي تنازل.

وفى حواره مع وكالة الأناضول، حذر رشاد بيومى من أي عمل تخريبي، وإذا وقع فهو ليس من أشكال المعارضة السليمة، ولو تتبعنا من هو قائم على هذا الأمر سنجد للأسف من يقود الحملة وينفق عليها هم مجموعة الحزب الوطني المنحل، وهو أمر خطير للغاية، ومن شأنه أن يعيد البلاد إلى المربع صفر، وعلى الجميع التصدي لمثل هذا التصرف.

وقال: "إنه لا يمكن بأي حال أن نقابل العنف بعنف ولن نرتضي أبدا بذلك، ولذلك نطالب رجال الشرطة أن يحولوا بين وجهتي النظر بأي شكل من الأشكال وألا يدعوا فرصة لمخرب".

وحول رأيه في خطاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي الذي حذر فيه من أن الجيش قد ينزل الشارع إذا ما سالت الدماء، قال بيومى: "نرجو ألا تصل الأمور إلى هذا المستوى ولا داعي أبدا أن نسلك مسلكا يقودنا إلى هذا المنحدر، وعلى كل مؤسسة أن تقوم بدورها، فالجيش له دور نفخر به دائما وهو حماية حدود البلاد ومقدراته وعلى الشرطة حماية المؤسسات الخاصة والعامة وحماية المواطنين جميعا".

وشدد نائب المرشد على أن الحوارات الوطنية بين القوى المختلفة لابد أن تكون تحت رعاية رئيس الدولة، رافضا أن يكون الحوار تحت رعاية الجيش، مع تقديرنا له، ولا يمكن أن تقلب الأمور بهذه الصورة.

وحول المشهد السياسي في مصر قال: إنه معقد للغاية فالقيادة تسلمت البلاد وهى في حالة يرثى لها بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكانت تركة ثقيلة في كل المناحي.. فالاقتصاد متخلف ومقومات البلاد في أيدي مجموعة معينة من رجال الأعمال، فكان لابد من استشعار أن المسئولية جد خطيرة وما يقتنع به الإخوان أن المسئولية هى تكليف وليست تشريفا، وقد حاول مرسي أن يجمع الصف حوله ويتعامل مع مختلف الاتجاهات ويحسب له دعوته أكثر من مرة إلى حوارات ولقاءات مع المعارضة، ولكن المعارضة ليس لديها استعداد للتنازل.

ورغم ذلك كله كان هناك نوع من الأداء المتميز على كل النواحي، فهناك زيادة في موازنة العام المقبل من 400 مليار جنيه إلى 600 مليار، ونمو صادرات سلعية 4% وزيادة إيرادات السياحة من 7 مليارات دولار إلى 8.4 مليارات دولار، وتعيين 593 ألف فرد وزيادة الأجور من 148 مليارا، إلى 172 مليارا، كما أن تحويلات المصريين في الخارج زادت من 12 مليار دولار إلى 19 مليار دولار، والاحتياطي النقدي سُلم إلى المجلس العسكري - الذي أدار المرحلة الانتقالية - 32 مليار دولار ووصل إلى 12 مليار دولار فقط قبل تولي مرسي وزاد مرخرا إلى 16 مليار دولار.

أما بالنسبة لموقف رجل الشارع من الأزمات الحالية فقال بيومى: "لديك خيار من اثنين إما أن ترضي رجل الشارع بسرعة بالإمكانيات المادية المتاحة، وهذا إرضاء وقتي على حساب المدى الطويل، وهو خيار عواقبه وخيمة، لأنه لن يكون لدينا الرصيد الذي نستطيع من خلاله إقامة المشروعات العملاقة التي تعيد للبلاد كيانها ومكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخيار الثاني أن تتحمل لوم وقتي إلى أن تضع قدمك على أرض ثابتة في مشاريع تنموية ضخمة من الممكن أن تعيد للبلاد وضعها، ولا ألوم رجل الشارع في ذلك لأن هذا من حقه ولكن لابد أن نعي أن المشاكل الموجودة ليست من المشاكل الهينة بحيث تنتهي بين يوم وآخر".

وبسؤاله عن تخوف الجماعة من أن يؤدي تململ الشارع ورفضه استمرار هذه المشكلات مع استثمار المعارضة لهذه الحالة إلى انقلاب في المشهد السياسي قال: "هذا الكلام صحيح، وهو أمر وارد بالنسبة لنا ونحاول قدر الإمكان أن نوضح الأمور للناس ونخبرهم بالحقائق حتى تصبح الأمور واضحة لكن للأسف الأداة الإعلامية المغرضة والمتربصة تحاول أن تعقد الأمور، إلا أنها لو تحدثت بصدق في هذه المسألة لتغيرت الحال".

وبالنسبة لموقف الجماعة من المبادرات الداعية لإجراء استفتاء شعبي على استمرار ولاية الرئيس مرسي، أكد رفضها قائلا: "على الاستمرار في المسار الديمقراطي بشكله الطبيعي".

ونفى بيومى تدخل مكتب الإرشاد في قرارات الرئيس محمد مرسى، قائلا: "هذا بعيد تماما عن الحقيقة، فالرئيس مرسي يستشيرنا في أمور كما يستشير الآخرين، وأؤكد أنه في كثير من الأحيان لا يأخذ الرئيس برأينا، صحيح لا أستطيع إنكار أنه يستشيرنا، فنحن فصيل في المجتمع وكيان كبير، لكن أؤكد لك تماما أنه مثلنا مثل الآخرين يستشيرنا وقد يتفق معنا في وجهة النظر وقد يختلف معنا".

وعن اتهام الرئيس وجماعة الإخوان بافتقاد الشفافية والمصارحة مع الشعب قال مرشد الإخوان: "المكاشفة قد يتضرر منها أفراد، والوقت ليس مناسبا لذلك، فنحن قبلنا أن نتحمل اللوم في المرحلة الحالية في سبيل المصلحة العليا لكن كل الأمور ستتكشف في النهاية".
الجريدة الرسمية