الأرض الموعودة.. أوباما يفتح خزائن أسراره.. رصد رحلة صعوده للبيت الأبيض.. كشف أسرار زيارته لمصر.. وطبيعة دوره مع إسرائيل
حالة من الجدل أثارها كتاب «الأرض الموعودة»
الذي أصدره الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في السابع عشر من نوفمبر 2020، والذي بيع منه نحو 900 ألف نسخة في يوم واحد، وتناول خلاله رحلة وصوله إلى البيت الأبيض
عام 2008، كأول رجل من أصول إفريقية يحكم أمريكا، وفتح بعض الملفات الهامة فيما يتعلق
بالشرق الأوسط.
قصة حبه لميشيل
ومن ثم سلط أوباما الضوء علي قصة حبه لميشيل وكيف أصبح مغرمًا بها عندما كانت مسئولة عن مكتب المحاماة الذي عمل به حيث كانت تشجعه دوما حتي قبل أن تبدأ بينهما صداقة قوية ومن ثم عاشفين يتقاسمان كل شيء حتي الحياة العملية والزوجية والأبناء والمشاعر السعيدة والحزينة أيضا حيث كانت أما وزوجة جيدة .
وأوضح كيف ساعدته علي تخطي حزنه بعد إصابة والدته بالسرطان وكيف كان يتنقل في أعمال أفضل من فترة لأخري بمساعدة ميشيل التي عادت للعمل بعد الإنجاب .
كما تحدث أوباما خلال كتابه عن رد فعل زوجته ميشيل أوباما التي كانت ترفض فكرة ترشحه لرئاسة أمريكا، إلا أنه كان يرى بأن إقناع الشعب الأمريكي به كرئيس يمكن انتخابه يتوقف أولا على إقناع زوجته حيث كانت تكره السياسة وكانت تدرك أن طموحات زوجها من الممكن أن تؤثر على عائلتهم الصغيرة، لكنها في نفس الوقت كانت تقف بجواره في حملته الانتخابية.
وقال: "تحملت ميشيل العبء كله، بين رعاية الطفلة والعمل، وكانت غير مقتنعة بأنها تؤدي أيا من الدورين كما يجب، وفي نهاية كل ليلة، بعد إرضاع الطفلة وتحميمها ورواية قصة النوم وتنظيف الشقة ومحاولة تذكر ما إذا كانت انتهت من طي الملابس وكتابة مذكرة لنفسها حتى لا تنسى حجز موعد مع طبيب الأطفال، كانت تذهب إلى سرير خاو وهي تعلم أنها دورة ستتكرر كاملة بعد ساعات قليلة، بينما زوجها في الخارج يؤدي أعمالا مهمة".
فكرة الكتاب
قال أوباما، إنه بمجرد مغادرته للبيت الأبيض صعد للمرة الأخيرة برفقة زوجته ميشيل أوباما طائرة الرئاسة وسافر من أجل استراحة طويلة كانت مؤجلة منذ توليه رئاسة البلاد قبل ثماني سنوات استنزفت طاقتهم الجسدية والعاطفية ، ليس في العمل فقط ولكن بعد أن فاز في الانتخابات دونالد ترامب الذي كان نجاحه غير متوقع تماما.
وتابع أوباما :" علي الرغم من أن هناك الكثير من المشاريع التي كنت آمل في تحقيقها إلا أنني شعرت بالرضا عما فعلته وقدمته طوال فترة رئاسة البلاد ، وهو ما ساعدني أنا وميشيل بعد انتهاء فترة حكم البلاد علي العودة للحياة بشكل طبيعي دون الشعور بتقصير والاستمتاع بحياتنا من جديد والعودة للتنزه مدة أطول ولقاء الأصدقاء وتجديد مشاعرنا وإعادة حياة مليئة بالأحداث الأسرية السعيدة، وممارسة الأشياء المفضلة لدي والتي تأتي في مقدمتها الكتابة ".
وأضاف:" فكرة ذلك الكتاب جاءت لإزالة الستار عما يدور خلف جدران البيت الأبيض وعما يقوم به كل من يجلس علي الكرسي الرئاسي وحياة الخدم والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والانتصارات والهزيمة داخل ذلك المنصب الذي يخدع الكثير ".
ترامب
ووصف أوباما فترة تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة بالخراب الذي لحق بالبلاد ودمرها كونهاتركها بعد 4 سنوات من الحكم محاصرة بالأزمات الاقتصادية ووباء كورونا الذي أودي بحياة مئات الآلاف من الأمريكيين وتسبب في إغلاق مئات الشركات وزيادة نسبة البطالة، والعنف والتنمر ، والهجرة الجماعية ليس ذلك فحسب بل ترك البلاد منقسمة سياسيًا وتجاهل قضايا المناخ.
نشأة أوباما
وتحدث أوباما في كتابه عن نشأته الفقيرة وحبه وشغفه بالقراءة والأدب رغم صغر سنه وكيف كانت تراه عائلته ما بين أديب ومهندس معماري ، وكيف ساعده المعلمون وزملاؤه في شق طريقه الدراسي وسط حملات التنمر والعنصرية أيضا التي يتعرض لها بسبب بشرته السمراء، وكيف كان يعاني آملا في ترك بصماته علي العالم، إلي جانب وقته الذي كان يقضيه في المكتبات وعمله كاتبا لدي قاض في المحكمة الدولية وشركات المحاماة ليعود يداه علي السياسة .
بعد ذلك يحكي قصة ترشحه لمجلس الشيوخ، حيث انتخب في عضوية مجلس الشيوخ بإلينوي عام 199، وأعيد انتخابه لمجلس الشيوخ بإلينوي في عام 1998 عندما هزم الجمهوري جيسي جودا في الانتخابات العامة، كما أعيد انتخابه مرة ثانية في عام 2002. ثم قام بحلف اليمين بوصفه عضو مجلس الشيوخ في يناير 2005، وكان خامس عضو بمجلس الشيوخ من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة.
إرث بوش الثقيل
كما تناول الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه جملة من الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية وبالأخص الملف العراقي الذي ورثه من الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وتميز بأنه بين قلّة قليلة من المسئولين الأمريكيين الذين عارضوا اجتياح العراق عام 2003 مذ كان على مقاعد مجلس الشيوخ، وزيارته لبغداد قبل أن يصل لرئاسة البلاد.
وأوضح أوباما أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط في عهد بوش اقتصر علي حماية إسرائيل والنفط ومكافحة الإرهاب، قائلاً "سياستنا لم تكن من أجل تحسين حياة الناس.. بل من أجل الحفاظ علي النفط".
وكشف أيضا عن نشاطه السياسي المبكر وفي الحملة الرئاسية لعام 2008، حيث هزم هيلاري كلينتون في السباق التمهيدي الديمقراطي، ثم تغلب على المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات العامة، وأصبح أول قائد عام للولايات المتحدة الأمريكية من أصل أفريقي.
كما تحدث عن هدية غريبة منحها إلى قائد البحرية الذي أشرف على الغارة التي شنت على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عام 2011، وأسفرت عن مقتله.
وكتب أوباما: "أوضح ماكرافين في حديثه معي عن بُعد أنه كان ينظر إلى جثة أسامة بن لادن، وكان متأكدا من أنه زعيم تنظيم القاعدة، ولكي يؤكد وجهة نظره جعل مكرافين أحد أعضاء فريقه من البحرية البالغ طوله 6 أمتار يرقد بجوار الجثة لمقارنة ارتفاعه بهيكل بن لادن المزعوم الذي يبلغ 6 أقدام وأربعة".
ويركز أوباما على الجزء الأول من رئاسته وصراع التوازن فيشير إلى مفاوضات لا نهاية لها تسحب الاقتصاد من حافة الانهيار في أوائل عام 2009، ثم ينتقل إلى الجهود الجبارة اللازمة لنقل قانون الرعاية الميسرة في مارس 2010 حيث واجه أوباما، مقاومة من الجمهوريين واستياء بين الديمقراطيين. ينجو الاقتصاد من أزمة الرهن العقاري وأزمة الائتمان، ولكن يُنظر إلى البنوك الكبرى في وول ستريت والمصرفيين وهم يفلتون بسهولة. ثم التوسع في التأمين الصحي، ولكن بدون نظام حكومي.
التشكيك في إدارته
تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول عدد من القضايا الاقتصادية التي تؤثر بشكل كبير داخل الولايات المتحدة، مثل التعامل مع بعض الشركات في " وال ستريت"، ومحاولة دعم شركات السيارات الأمريكية من قبل الحكومة، نظراً للتراجع الذي شهدته خلال الفترة السابقة، ما يؤثر بالسلب علي نحو مليون عامل داخل هذا المجال.
وأشاد أوباما بكبير مسؤولي حملته "دينيس ماكدونو"، وتحدث عن بداية توليه لمنصب الرئيس الأمريكي، وكيفيه الاستعداد لتأدية المراسم الرسمية، كذلك سرد الرئيس الأمريكي السابق ما كان يشغله باله خلال هذه اللحظات وعن الأحداث التي مر بها خلال حياته حتي رئاسة أمريكا، بالإضافة إلي عرضه بعض القضايا التي كان يؤكد أنه يعلم أنها تشغل المواطنين الأمريكيين، بالإضافة ايضا إلي عدد من المخاوف التي لديهم، مؤكدا أن هذه اللحظات "علمته أن يري بلده من خلال عيون الآخرين".
كما أشار أوباما إلي أنه لاحظ أن هناك العديد من الأقليات التي تري أنها تكبدت العديد من الخسائر بسبب أمريكا، لافتاُ الي الاتهامات التي تم توجيهها إلي المخابرات الأمريكية في دعم انقلاب في إندونيسيا، والعنصرية التي يتعرض لها الأمريكيون الهنود أو الباكستانيون وكم التهميش الذي يتعرضون له، كما لفت إلي عمليات التفتيش والبحث في المطارات منذ 11 سبتمبر، مضيفا أن "لون بشرته جعله مختلفا ومميزا عن باقي الرؤساء في أمريكا".
وقال أوباما إنه في بداية كل يوم كان هناك مجلد ينتظره علي طاولة الإفطار أطلقت عليه زوجته ميشيل "الموت والدمار" وعرف رسميا باسم "صحيفة الرئيس اليومية"، وكان يتراوح ما بين 10 إلي 15 صفحة، كانت تعده وكالة المخابرات المركزية خلال الليل بالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الأخري.
وأضاف أوباما أن المجلد كان يهدف لتزويد الرئيس بملخص الأحداث العالمية، مؤكدا أن المجلد كان يركز بشكل خاص أيضا علي القضايا التي يحتمل أن تمس أمريكا أو الأمن القومي الأمريكي مشيراً إلي أنه في بعض الأيام كان يقرأ عن الخلايا الإرهابية في الشرق الأوسط أو محاولات الصين وروسيا من أجل تطوير الأسلحة.
وأوضح أوباما أنه دائما ما كان هناك ذكر لـ "مؤامرات إرهابية محتملة"، ولفت إلي أنه كان يمتلك محللين وخبراء للملفات الشائكة في الشرق الأوسط، مثل الأوضاع في العراق أو قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلي متخصصين في الشأن الصيني والروسي، وقال أوباما: "في كثير من الأحيان ركزت مناقشاتنا الصباحية علي الاحتجاجات العنيفة والصراعات والانقلابات والتهديدات النووية ومعظم الحروب في العالم".
علاقته بجو بايدن
جو بايدن اختاره المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما ليكون نائبه في الانتخابات الرئاسية 2008 وذلك لكونه عضواً قديما في الكونجرس الأمريكي وعلى دراية جيدة في مجال السياسة الخارجية وقضايا الدفاع، وقد استطاع مع أوباما تحقيق الانتصار في الانتخابات ليصبح نائبا للرئيس. و 2017 فاجأه الرئيس باراك أوباما وقبل أيام من ترك الأخير لمنصبه في البيت الأبيض بمنحه أعلى وسام مدني في البلاد وهو وسام الحرية خلال حفل أقيم في البيت الأبيض.
مصر
وعن زيارته لمصر قال أوباما: "في يونيو 2009، تحولت شوارع القاهرة، التي كان يسكنها حينها 16 مليون نسمة إلى دروب خاوية، فالطرقات جميعها خلت من الناس عدا رجال الأمن الذين انتشروا في كل مكان، لتأمين ما قد يكون كنزًا ثمينًا للجماعات الإرهابية".
وكتب أوباما أنه بعد لقائه مبارك "أصبح لديه انطباع سيصبح مألوفا جدا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين، وهو أنهم منغلقون على أنفسهم داخل قصورهم، وكل تفاعل لهم يكون من خلال الموظفين المتعصبين الذين يحيطون بهم، كما أنهم غير قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم".
ووصف أوباما، الرئيس مبارك بأنه "كان يبلغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا، لكنه كان لا يزال عريض الكتفين وقويًا، وله أنف روماني، وشعر داكن ممشط من جبهته، وعينان كثيفتا الجفون أعطته هواء رجل اعتاد على القيادة ومضجر منها قليلًا".
وقال أوباما في مذكراته إنه "بعد التحدث مع مبارك حول الاقتصاد المصري وطلب اقتراحات حول كيفية تنشيط عملية السلام العربية الإسرائيلية، أثرت موضوع حقوق الإنسان، واقترحت خطوات قد يتخذها للإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة".
وأضاف أن "مبارك كان يتحدث الإنجليزية بلهجة مقبولة، وتمكن من صرف مخاوفي بأدب حول الحريات في مصر، وأصر على أن أجهزته الأمنية تستهدف المتطرفين الإسلاميين فقط، وأن الجمهور المصري يؤيد بقوة منهجه الحازم".وبالرغم من عدم لقاء أوباما، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قط، إلا أنه تحدث عنه ووصفه بالـ"أكثر شعبية في المنطقة".
وأوضح أوباما في مذكراته أنه "في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، قام عقيد في الجيش يتمتع بشخصية جذابة ومهذب اسمه جمال عبد الناصر، بتدبير إنهاء الملكية المصرية، وأسس دولة علمانية ذات حزب واحد، وبعد فترة وجيزة، قام بتأميم قناة السويس، متغلبًا على محاولات التدخل العسكري من قبل البريطانيين والفرنسيين، ما جعله شخصية عالمية في الكفاح ضد الاستعمار، والزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي".
وأشار أوباما، إلى أن عبد الناصر اتخذ العديد من القرارات التي كان هدفها في النهاية هو القضاء على كل بقايا الحكم البريطاني والماضي الإقطاعي في مصر.
وأضاف أنه "في الخارج، روج بنشاط للقومية العربية العلمانية والاشتراكية الغامضة، وخاض حربًا خاسرة ضد الإسرائيليين، وساعد في تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، وأصبح عضوًا في ميثاق حركة عدم الانحياز، والتي رفض ظاهريًا التحيز إلى أي طرف في الحرب الباردة، لكنه أثار شكوك واشنطن وغضبها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن عبد الناصر كان يقبل مساعدات اقتصادية وعسكرية من السوفيت".
وتابع إن "جمال عبد الناصر اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة واستهدف بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين، التي سعت إلى تشكيل حكومة إسلامية، من خلال التعبئة السياسية الشعبية والأعمال الخيرية، ولكن تضمنت أيضًا أعضاء حولوا نشاط الجماعة إلى العنف".
السعودية
كذلك كشف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته "أرض الميعاد"، عن تفاصيل مثيرة خلال زيارته للسعودية سنة 2009، قائلاً إن زيارته للسعودية "تركت انطباعا قاتما عنها وفصلها الصارم بين الجنسين، والأعراف الدينية السائدة فيها".
وكتب "أوباما" أنه صدم من الشعور بالحزن الذي يولده مثل هذا المكان الذي يمارس الفصل، وقال: "كأنني دخلت فجأة إلى عالم كانت فيه كل الألوان صامتة"، كما كشف أن القصر الملكي حاول منحه مجوهرات فاخرة وقت زيارته.
وأضاف أوباما أنه سأل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مأدبة عشاء رسمية عام 2009، كيف تمكن من الحفاظ على منزله مع زوجاته الـ12 وأبنائه الـ40 وعشرات الأحفاد وأحفاد الأحفاد، وكان رد العاهل السعودي عليه: "الأمر أكثر تعقيدا من سياسات الشرق الأوسط".
وأضاف أوباما: "التوافق لم يكن موجودا في بعض الملفات.. ولكن خفت حدة الحديث خلال مأدبة الظهيرة التي أقامها الملك لوفدنا، لقد كانت فخمة جدا، كأنها من قصص الخيال.. طاولة طولها 50 قدما (15.24 متر)، مليئة بالحِملان الكاملة المشوية وأكوام من الأرز بالزعفران وكل أنواع الأطباق التقليدية والغربية".
وتابع: "من بين 60 شخصا كانت مديرة جدولي أليسا ماستروموناكو وكبيرة المستشارين فاليري جاريت اثنتان من ثلاث نساء فقط حاضرات، وبدت أليسا مبتهجة بما يكفي وهي تتحدث مع المسؤولين السعوديين عبر الطاولة، رغم أنها كان لديها بعض المشاكل على ما يبدو في الحفاظ على الحجاب الذي كانت ترتديه من السقوط في وعاء الحساء".
العراق
كذلك تحدث أوباما في مذكراته عن العراق قائلاً: "كان هدفي المباشر مراجعة كل جانب من جوانب استراتيجيتنا العسكرية حتي يمكننا اتباع نهج مدروس لما سيأتي بعد ذلك، وبفضل الاتفاقية التي وقعها بوش ورئيس الوزراء المالكي قبل حوالي شهر من تنصيبي".
وحتى يمكننا اتباع نهج مدروس لما سيأتي بعد ذلك.. وأضاف: "الخطوط العريضة للانسحاب الأمريكي من العراق تمت تسويتها إلى حد .. تحتاج القوات القتالية الأمريكية إلى أن تكون خارج المدن والقرى العراقية بنهاية يونيو 2009 وجميع القوات الامريكية ستغادر البلاد بحلول نهاية عام 2011.
وتابع: وكان السؤال الوحيد المتبقي ما إذا كان بإمكاننا أو يجب أن نتحرك أسرع من ذلك. خلال الحملة الانتخابية ، التزمت بسحب القوات القتالية الأمريكية من العراق في غضون ستة عشر شهرًا من تولي المنصب. ولكن بعد الانتخابات أخبرت بوب جيتس أنني سأكون على استعداد لإظهار المرونة في وتيرة الانسحاب طالما بقينا ضمن اتفاقية وضع القوات.
كما دعا الاتفاق إلى الحفاظ على القوة المتبقية من خمسين إلى خمسة وخمسين ألف فرد أمريكي من غير المقاتلين ، والذين سيبقون في البلاد حتى نهاية عام 2011 ، لتدريب ومساعدة الجيش العراقي.
واضاف: البعض في البيت الأبيض شكك في ضرورة الأشهر الثلاثة الإضافية والقوة الكبيرة المتبقية ، ذكروني أن كلا من الديمقراطيين في الكونجرس والشعب الأمريكي فضلا بشدة خروجًا سريعًا وليس تأخيرًا.
وتابع: لقد وافقت على خطة أوديرنو على أي حال ، بالسفر إلى كامب ليجون في شمال كارولينا ، للإعلان عن القرار أمام عدة آلاف من مشاة البحرية. مثلما أنني عارضت القرار الأصلي للغزو ، فقد صدقت أمريكا الآن على انسحاب كان له مصلحة إستراتيجية وإنسانية في استقرار العراق.
وبالنظر إلى هشاشة الحكومة العراقية الجديدة ، وتمزق قواتها الأمنية ، وما زال الوجود النشط للقاعدة في العراق، ومستويات عالية من العداء الطائفي داخل البلاد ، عليه من المنطقي استخدام وجود القوات المتبقية كنوع من بوليصة التأمين ضد العودة إلى الفوضى. “بمجرد أن نخرج” ، أخبرت رام ، شارحًا ، “آخر شيء أريده هو أن نعود مرة أخرى.”
إسرائيل
وروى أوباما أيضا تفاصيل علاقته المضطربة أحيانًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التى تعود إلى عام 2009، عندما تولى كلا الزعيمين المنصب، ويصف أوباما نتنياهو بأنه «ذكى، حكيم، صارم ومتواصل موهوب مع الآخرين» ويمكن أن يكون «ساحرًا، أو على الأقل حريصًا».
ويشير أوباما إلى محادثة دارت بين الاثنين فى صالة بمطار شيكاغو فى عام 2005، وذلك بعد فترة وجيزة من انتخاب أوباما لمجلس الشيوخ، حيث كان نتنياهو «يثنى عليه» بسبب «مشروع قانون غير هام مؤيد لإسرائيل»، كان السيناتور المنتخب حديثًا قد أيده عندما خدم فى المجلس التشريعى لولاية إلينوى. لكن عندما يتعلق الأمر بالخلافات السياسية، لاحظ أوباما أن نتنياهو كان قادرًا على استغلال معرفته بالسياسة الأمريكية ووسائل الإعلام للرد على قرارات إدارته.
كتب أوباما أن «تنصيب نتنياهو نفسه كمدافع رئيسى عن الشعب اليهودى ضد النوائب والكوارث سمحت له بتبرير أى شيء ــ تقريبًا ــ من شأنه أن يبقيه فى السلطة».
وقال الرئيس السابق إن رئيس أركانه، وعمدة شيكاغو السابق رام إيمانويل، حذره عندما تولى منصبه قائلا: «لا يمكنك إحراز تقدم فى السلام عندما يأتى الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الإسرائيلى من خلفيات سياسية مختلفة».
وأضاف أوباما إنه بدأ يفهم هذا المنظور لأنه قضى بعض الوقت مع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وعندما ينظر أوباما إلى الوراء يتساءل أحيانا عما إذا كانت «الأمور كانت ستسير بشكل مختلف» إذا كان هناك رئيس مختلف فى المكتب البيضاوى، وإذا كان هناك شخص آخر غير نتنياهو يمثل إسرائيل وإذا كان عباس أصغر سنًا.
واشتكى الرئيس السابق أيضًا من المعاملة التى تلقاها من قادة لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، الذين شككوا فى سياساته تجاه إسرائيل.
وكتب أوباما أنه كلما تتحرك السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، كلما تغيرت المواقف السياسية الكبيرة لـ AIPAC، «حتى وإن اتخذت إسرائيل إجراءات تتعارض مع السياسة الأمريكية»، وأن المشرعين والمرشحين الذين «انتقدوا سياسة إسرائيل بصوت عالٍ يجازفون بأن يوصفوا بأنهم» مناهضون لإسرائيل (وربما معادون للسامية)، ويواجهون خصوما ممولين بشكل جيد فى الانتخابات القادمة».
كما كتب أوباما أن نائب مستشار الأمن القومى السابق بن رودس، الذى عمل ككاتب خطابات فى حملته عام 2008، أخبره أن الهجمات التى تعرض لها كانت نتيجة لكونه «رجلًا أسود يحمل اسمًا مسلمًا يعيش فى نفس الحى الذى يعيش فيه لويس فرخان ــ زعيم التنظيم السياسى والدينى أمة الإسلام (NOI) منذ عام 1981– بالإضافة إلى كونه مسيحيا يذهب إلى كنيسة جيرميا رايت» ولم تكن الهجمات بناءً على آرائه السياسية التى تتماشى مع مواقف المرشحين السياسيين الآخرين.
وأشار الرئيس السابق أنه أثناء وجوده فى الكلية، كان مفتونًا بتأثير الفلاسفة اليهود على حركة الحقوق المدنية. وأشار إلى أن بعض «أصدقائه ومؤيديه» يأتون من الجالية اليهودية فى شيكاغو وأنه قد أعجبه كيف أن الناخبين اليهود «يميلون إلى أن يكونوا أكثر تقدمية» فى القضايا من أى «مجموعة عرقية أخرى».
وأضاف أن شعوره بالالتزام تجاه المجتمع اليهودى يرجع إلى وجود «قصة مشتركة عن المنفى والمعاناة» جعلته «يحمى بشدة» حقوق الشعب اليهودى فى أن تكون له دولة خاصة به، لكن أيضا هذه القيم جعلته «من المستحيل أن يتجاهل الظروف التى أُجبر الفلسطينيون ــ فى الأراضى المحتلة ــ على العيش فيها».
وفقًا لأوباما، بينما كان المشرعون الجمهوريون أقل اهتمامًا بحق الفلسطينيين فى أن تكون لهم دولة خاصة بهم، فإن أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ــ الذين يمثلون مناطق بها عدد كبير من السكان اليهود ــ كانوا مترددين فى التحدث علنًا عن هذا الأمر لأنهم «قلقون» بشأن فقدان الدعم من المانحين الرئيسيين لإيباك وتعريض فرص إعادة انتخابهم للخطر.
وفى مذكراته، تذكر أوباما زيارته لحائط المبكى كمرشح رئاسى فى صيف عام 2008 ونشر صحيفة إسرائيلية رسالة الصلاة التى وضعها فى شقوق الجدار.
وكتب أن ذكر هذه الواقعة فى مذكراته بمثابة تذكير له بالمكسب الذى جاء من وراء الزيارة التى جعلته يصعد إلى المسرح العالمى. كان يقول لنفسه «لتعتد على ذلك. إنه جزء من الصفقة».
ليبيا
وفي حديثه عن التدخل العسكري في ليبيا، أكد أوباما أنه كان هو صاحب القرار في ذلك، لا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقال إن بعض القادة العرب، اقتنعوا بضرورة سحق التظاهرات بصورة منظمة وبلا شفقة، مستخدمين العنف الضروري، ضاربين بعرض الحائط ما سيقوله المجتمع الدولي.
وأعرب الرئيس أوباما عن استغرابه من موقف جامعة الدول العربية التي فاجأت الجميع بإعلانها الموافقة على تدخل دولي في ليبيا، وهو ما وصفه بالنفاق الذي شعر تجاهه بالاحتقار، وعزا السبب إلى رغبة بعض الدول بتحويل الأنظار عن خرق الحقوق الأساسية التي تمارسها بحق شعوبها.
وكان معمر القذافي حاضرا في كتاب أوباما وقد وصفه بأنه أبرز عرابي الإرهاب العالمي، مستذكرا حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية بانام فوق لوكربي والتي أودت بحياة 189 أمريكياً، إضافة لضحايا من 21 دولة أخرى.
ولفت إلى محاولة القذافي ارتداء ما وصفها بثياب محترمة، عبر التخلي عن تمويل الإرهاب الدولي، والتخلص من برنامجه النووي الوليد، أملا باستئناف الدول الغربية ومعها الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع نظامه، في حين لم يطرأ أي تغيير يذكر على سياساته في الداخل الليبي.
ومضى أوباما باستعراض تطور الأحداث في ليبيا، وكيف أطلقت قوات أمن القذافي النار على مجموعة من المدنيين قبل أن تنتشر الاحتجاجات ويقتل فيها أكثر من 100 شخص ولم يمضِ إلا أسبوع حتى دخلت البلاد في حالة عصيان مفتوح، وسيطرت المعارضة على مدينة بنغازي، وبدأ الدبلوماسيون المؤيدون للقذافي الانشقاق وتقديم استقالاتهم وبينهم السفير الليبي في الأمم المتحدة الذي دعا الأمم المتحدة للتدخل ومساعدة الشعب الليبي، وفي المقابل قرر القذافي إحراق كل شيء. وهكذا، ارتفعت حصيلة القتلى بحلول مارس إلى أكثر من 1000.
الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية، بحسب أوباما، إلى التفكير بتوقيف القذافي ودعوته للانسحاب من السلطة بذريعة أنه ما عاد يتمتع بأي شعبية، لكن اللجوء لعمل عسكري كان مستبعدا، فتم تجميد مليارات الدولارات التابعة له ولعائلته، والضغط على مجلس الأمن لحصار ليبيا وتقديم القذافي وآخرين أمام المحكمة الجنائية الدولية، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، وفي المقابل استمر بطش القذافي، واتجهت قواته نحو بنغازي، حيث أشارت تقارير إلى احتمال وقوع مجازر بالآلاف في حال وصل إليها.
وبدأت أصوات المطالبين بتدخل أمريكي ترتفع شيئا فشيئا، بدءا بإعلاميين وبعض المنظمات غير الحكومية، وصولا إلى الكونجرس، وذلك ما اعتبره أوباما تقدما أخلاقيا بعد أن كانت فكرة إرسال قوات لمنع حكومة من قتل شعبها مستبعدة لأن عنف الدول كان أمرا دارجا. وأشار أوباما في هذه المرحلة إلى شعوره بالتردد في إعطاء الأمر بعمل عسكري في ليبيا، رغم أن غريزته كانت تدفعه لإنقاذ الأبرياء المهددين من قبل المستبدين.
قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبعد تعرضه إلى انتقادات سيئة لدعمه الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي، فجأة دعم الشعب الليبي وتحالف لتحقيق ذلك مع رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، إذ كانا يبحثان عن تلميع صورتيهما في بلديهما، بهذه العبارات لخص أوباما الموقف الفرنسي البريطاني مما يجري في ليبيا، وأضاف أن الرجلين قررا تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يسمح للتحالف الدولي بإقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، غير أنها فكرة لم تكن ذات جدوى، إذ إن القذافي يستخدم بشكل شبه دائم القوات البرية، وبالتالي فإن الوسيلة الوحيدة لمنعه من الهجوم على بنغازي كانت تقتضي استهداف قواته مباشرة من خلال الضربات الجوية. وهو أمر رفضه رئيس هيئة الأركان مايك مولين ووزير الدفاع روبرت جيتس، منعا لزيادة الضغوط على القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وذكر الكتاب أن مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سوزان رايس هي من أقنعت أوباما بضرورة التدخل العسكري، وتم بعدها عرض مشروع قرار على مجلس الأمن بتوجيه الضربات وتعطيل أنظمة القذافي، وهو ما حصل بموافقة 10 أعضاء وامتناع خمسة بينهم روسيا. ووصف أوباما رد فعل ساركوزي وماكرون بعد أن أبلغهما بقرار التدخل كمن تلقى للتو خشبة الخلاص التي أنقذتهما من مأزقيهما أمام الرأي العام الداخلي في بلديهما. وبعدها بأيام تم تشكيل التحالف واكتملت أركانه تحت لواء حلف الأطلسي.
إيران
كذلك تحدث أوباما عن إيران، قائلا: إنها أكبر تهديد أمني منفرد علي إسرائيل.. وإنها ترسل أسلحتها للمسلحين الذين ينوون قتل الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وأشار الرئيس الأمريكي السابق إلي أن سقوط صدام حسين، صاعد في تعزيز موقع إيران في المنطقة، حيث تولت حكومة شيعية خاضعة لإيران السلطة في العراق.
كما كشف، عن تفاصيل لقائه مع فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الروسية آنذاك، في يوليو 2009، وقال إن بوتين صرح له، في بداية لقائهما الذي جرى في مقر رئيس الوزراء الروسي بضواحي موسكو، بأنه كان يشعر بتعاطف إزاء سلف أوباما، الرئيس جورج بوش الابن، وتابع: " تذكر بوتين أنه اتصل ببوش شخصيا ليعرب عن تضامنه معه بعد هجمات 11 سبتمبر، بل و"عرض له المساعدة في بناء العلاقات مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين".
ويتابع أوباما: "لكنه أعلن بعد ذلك أن بوش اعتدى على العراق واتهمه بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط كله"، ووفقا للرئيس الأمريكي السابق فقد انفجر بوتين بخطبة غاضبة طويلة اتهم فيها الولايات المتحدة بمظالم وخيانات عديد ارتكبها الأمريكيون بحق الشعب الروسي
.
ويروي أوباما أن مرافقيه من موظفي البيت الأبيض حاولوا قطع كلام بوتين بعد أن تحدث على مدار 35 دقيقة دون توقف، لكن أوباما قرر عدم وقف خطبته التي دامت 45 دقيقة حتى انتهت ورد أوباما على كل أطروحاتها، موضحا أن المحادثات استغرقت ساعتين كاملتين، وكانت "بمثابة سباق ماراثون".
وذكر أوباما أن بوتين بدا له شخصا منفتحا رغم أنه "لم يُظهر حماسا" إزاء وجهة نظره.
الصومال
ووصف أوباما في مذكراته الصومال بالبلد الفاشل، وتحدث عن إحدي عمليات الخطف التي نفذتها عصابة صومالية واحتجزت سفينة يقودها أمريكي وطاقم مكون من 20 شخصا، ما دفعه إلي إرسال مدمرتين للتعامل مع الحادث، كذلك أكد الرئيس الأمريكي السابق أن السودان دولة فاشلة ومقسمة بين أمراء الحروب والعشراء، و"مؤخرا ظهرت حركة إرهابية شريرة تدعي الشباب".
الهند
تحدث أوباما في كتابه، عن حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض وفترة ولايته الأولى، والتي زار خلالها الهند عندما كان حزب المؤتمر المعارض في السلطة، ويحتوي الكتاب على انطباعاته عن رئيس الوزراء، آنذاك، مانموهان سينج، ورئيسة الحزب سونيا غاندي وابنها راهول غاندي.
فيما وصف أوباما سينج بأنه "مهندس رئيسي للتحول الاقتصادي في الهند" و"تكنوقراطي يتمتع بإنكار الذات وقد كسب ثقة الناس ليس من خلال مناشدة عواطفهم ولكن من خلال تحقيق مستويات معيشية أعلى والحفاظ على سمعة مكتسبة عن جدارة بعدم الفساد"، ويقول أوباما إن الوقت الذي أمضاه مع سينج أكد انطباعاته الأولية عنه كرجل "يتمتع بالحكمة واللياقة" على الرغم من أن سينج كان "حذرا في السياسة الخارجية".
وقال أوباما إن غاندي يبدو "ذكيا وجادا.. بمظهره الجيد الذي يشبه والدته"، وكتب أوباما أنه كان هناك أيضًا "صفة عصبية غير مصقولة فيه، كما لو كان طالبا قد أكمل واجباته الدراسية وكان حريصا على ترك انطباع جيد لدى المعلم، لكنه كان يفتقر في أعماقه إلى الكفاءة أو الشغف لإتقان الموضوع".
أسامة بن لادن
جاء في المذكرات أيضا، أن باراك أوباما منح الأميرال وليام مكرافين قائد البحرية الذي أشرف على الغارة التي شنت على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عام 2011، وأسفرت عن مقتله، "شريط قياس" بسبب واقعة حدثت أثناء التأكد من هوية جثة أسامة بن لادن، وعندما عاد جنود البحرية إلى جلال أباد في أفغانستان، ومعهم جثة ابن لادن بعد الغارة التي شنت في الصباح الباكر على مجمعه في أبوت آباد في باكستان، أجرى ماكرافين، الذي كان حينها رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة اتصالاً بأوباما عبر تقنية "الفيديو كونفرنس".
وكتب أوباما :"أوضح ماكرافين في حديثه معي عن بُعد أنه كان ينظر إلى جثة أسامة بن لادن، وكان متأكداً من أنه زعيم تنظيم القاعدة، ولكي يؤكد وجهة نظره جعل مكرافين أحد أعضاء فريقه من البحرية البالغ طوله 6 أقدام يرقد بجوار الجثة لمقارنة ارتفاعه بهيكل بن لادن المزعوم الذي يبلغ 6 أقدام وأربعة".
وتابع أوباما متذكراً: مازحت مكرافين قائلاً له "هل أنت جاد يا بيل؟"، كل هذا التخطيط ولا يمكنك إحضار شريط قياس؟" لافتاً إلى أن "تعليقه لمكرافين كان أول شيء طريف يقوله في ذلك اليوم".
كما كتب باراك أوباما في مذكراته الجديدة أنه بعد عودة الأدميرال وليام مكرافين إلى الولايات المتحدة بعد غارة أسامة بن لادن، زاره في المكتب البيضاوي، حيث لم يقدم له أوباما فقط "شكراً صادقاً لقيادته غير العادية"، بل منحه أيضاً "شريط قياس وضعه أوباما على لوحة".
قصة حبه لميشيل
ومن ثم سلط أوباما الضوء علي قصة حبه لميشيل وكيف أصبح مغرمًا بها عندما كانت مسئولة عن مكتب المحاماة الذي عمل به حيث كانت تشجعه دوما حتي قبل أن تبدأ بينهما صداقة قوية ومن ثم عاشفين يتقاسمان كل شيء حتي الحياة العملية والزوجية والأبناء والمشاعر السعيدة والحزينة أيضا حيث كانت أما وزوجة جيدة .
وأوضح كيف ساعدته علي تخطي حزنه بعد إصابة والدته بالسرطان وكيف كان يتنقل في أعمال أفضل من فترة لأخري بمساعدة ميشيل التي عادت للعمل بعد الإنجاب .
كما تحدث أوباما خلال كتابه عن رد فعل زوجته ميشيل أوباما التي كانت ترفض فكرة ترشحه لرئاسة أمريكا، إلا أنه كان يرى بأن إقناع الشعب الأمريكي به كرئيس يمكن انتخابه يتوقف أولا على إقناع زوجته حيث كانت تكره السياسة وكانت تدرك أن طموحات زوجها من الممكن أن تؤثر على عائلتهم الصغيرة، لكنها في نفس الوقت كانت تقف بجواره في حملته الانتخابية.
وقال: "تحملت ميشيل العبء كله، بين رعاية الطفلة والعمل، وكانت غير مقتنعة بأنها تؤدي أيا من الدورين كما يجب، وفي نهاية كل ليلة، بعد إرضاع الطفلة وتحميمها ورواية قصة النوم وتنظيف الشقة ومحاولة تذكر ما إذا كانت انتهت من طي الملابس وكتابة مذكرة لنفسها حتى لا تنسى حجز موعد مع طبيب الأطفال، كانت تذهب إلى سرير خاو وهي تعلم أنها دورة ستتكرر كاملة بعد ساعات قليلة، بينما زوجها في الخارج يؤدي أعمالا مهمة".
فكرة الكتاب
قال أوباما، إنه بمجرد مغادرته للبيت الأبيض صعد للمرة الأخيرة برفقة زوجته ميشيل أوباما طائرة الرئاسة وسافر من أجل استراحة طويلة كانت مؤجلة منذ توليه رئاسة البلاد قبل ثماني سنوات استنزفت طاقتهم الجسدية والعاطفية ، ليس في العمل فقط ولكن بعد أن فاز في الانتخابات دونالد ترامب الذي كان نجاحه غير متوقع تماما.
وتابع أوباما :" علي الرغم من أن هناك الكثير من المشاريع التي كنت آمل في تحقيقها إلا أنني شعرت بالرضا عما فعلته وقدمته طوال فترة رئاسة البلاد ، وهو ما ساعدني أنا وميشيل بعد انتهاء فترة حكم البلاد علي العودة للحياة بشكل طبيعي دون الشعور بتقصير والاستمتاع بحياتنا من جديد والعودة للتنزه مدة أطول ولقاء الأصدقاء وتجديد مشاعرنا وإعادة حياة مليئة بالأحداث الأسرية السعيدة، وممارسة الأشياء المفضلة لدي والتي تأتي في مقدمتها الكتابة ".
وأضاف:" فكرة ذلك الكتاب جاءت لإزالة الستار عما يدور خلف جدران البيت الأبيض وعما يقوم به كل من يجلس علي الكرسي الرئاسي وحياة الخدم والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والانتصارات والهزيمة داخل ذلك المنصب الذي يخدع الكثير ".
ترامب
ووصف أوباما فترة تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة بالخراب الذي لحق بالبلاد ودمرها كونهاتركها بعد 4 سنوات من الحكم محاصرة بالأزمات الاقتصادية ووباء كورونا الذي أودي بحياة مئات الآلاف من الأمريكيين وتسبب في إغلاق مئات الشركات وزيادة نسبة البطالة، والعنف والتنمر ، والهجرة الجماعية ليس ذلك فحسب بل ترك البلاد منقسمة سياسيًا وتجاهل قضايا المناخ.
نشأة أوباما
وتحدث أوباما في كتابه عن نشأته الفقيرة وحبه وشغفه بالقراءة والأدب رغم صغر سنه وكيف كانت تراه عائلته ما بين أديب ومهندس معماري ، وكيف ساعده المعلمون وزملاؤه في شق طريقه الدراسي وسط حملات التنمر والعنصرية أيضا التي يتعرض لها بسبب بشرته السمراء، وكيف كان يعاني آملا في ترك بصماته علي العالم، إلي جانب وقته الذي كان يقضيه في المكتبات وعمله كاتبا لدي قاض في المحكمة الدولية وشركات المحاماة ليعود يداه علي السياسة .
بعد ذلك يحكي قصة ترشحه لمجلس الشيوخ، حيث انتخب في عضوية مجلس الشيوخ بإلينوي عام 199، وأعيد انتخابه لمجلس الشيوخ بإلينوي في عام 1998 عندما هزم الجمهوري جيسي جودا في الانتخابات العامة، كما أعيد انتخابه مرة ثانية في عام 2002. ثم قام بحلف اليمين بوصفه عضو مجلس الشيوخ في يناير 2005، وكان خامس عضو بمجلس الشيوخ من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة.
إرث بوش الثقيل
كما تناول الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه جملة من الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية وبالأخص الملف العراقي الذي ورثه من الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وتميز بأنه بين قلّة قليلة من المسئولين الأمريكيين الذين عارضوا اجتياح العراق عام 2003 مذ كان على مقاعد مجلس الشيوخ، وزيارته لبغداد قبل أن يصل لرئاسة البلاد.
وأوضح أوباما أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط في عهد بوش اقتصر علي حماية إسرائيل والنفط ومكافحة الإرهاب، قائلاً "سياستنا لم تكن من أجل تحسين حياة الناس.. بل من أجل الحفاظ علي النفط".
وكشف أيضا عن نشاطه السياسي المبكر وفي الحملة الرئاسية لعام 2008، حيث هزم هيلاري كلينتون في السباق التمهيدي الديمقراطي، ثم تغلب على المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات العامة، وأصبح أول قائد عام للولايات المتحدة الأمريكية من أصل أفريقي.
كما تحدث عن هدية غريبة منحها إلى قائد البحرية الذي أشرف على الغارة التي شنت على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عام 2011، وأسفرت عن مقتله.
وكتب أوباما: "أوضح ماكرافين في حديثه معي عن بُعد أنه كان ينظر إلى جثة أسامة بن لادن، وكان متأكدا من أنه زعيم تنظيم القاعدة، ولكي يؤكد وجهة نظره جعل مكرافين أحد أعضاء فريقه من البحرية البالغ طوله 6 أمتار يرقد بجوار الجثة لمقارنة ارتفاعه بهيكل بن لادن المزعوم الذي يبلغ 6 أقدام وأربعة".
ويركز أوباما على الجزء الأول من رئاسته وصراع التوازن فيشير إلى مفاوضات لا نهاية لها تسحب الاقتصاد من حافة الانهيار في أوائل عام 2009، ثم ينتقل إلى الجهود الجبارة اللازمة لنقل قانون الرعاية الميسرة في مارس 2010 حيث واجه أوباما، مقاومة من الجمهوريين واستياء بين الديمقراطيين. ينجو الاقتصاد من أزمة الرهن العقاري وأزمة الائتمان، ولكن يُنظر إلى البنوك الكبرى في وول ستريت والمصرفيين وهم يفلتون بسهولة. ثم التوسع في التأمين الصحي، ولكن بدون نظام حكومي.
التشكيك في إدارته
تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول عدد من القضايا الاقتصادية التي تؤثر بشكل كبير داخل الولايات المتحدة، مثل التعامل مع بعض الشركات في " وال ستريت"، ومحاولة دعم شركات السيارات الأمريكية من قبل الحكومة، نظراً للتراجع الذي شهدته خلال الفترة السابقة، ما يؤثر بالسلب علي نحو مليون عامل داخل هذا المجال.
وأشاد أوباما بكبير مسؤولي حملته "دينيس ماكدونو"، وتحدث عن بداية توليه لمنصب الرئيس الأمريكي، وكيفيه الاستعداد لتأدية المراسم الرسمية، كذلك سرد الرئيس الأمريكي السابق ما كان يشغله باله خلال هذه اللحظات وعن الأحداث التي مر بها خلال حياته حتي رئاسة أمريكا، بالإضافة إلي عرضه بعض القضايا التي كان يؤكد أنه يعلم أنها تشغل المواطنين الأمريكيين، بالإضافة ايضا إلي عدد من المخاوف التي لديهم، مؤكدا أن هذه اللحظات "علمته أن يري بلده من خلال عيون الآخرين".
كما أشار أوباما إلي أنه لاحظ أن هناك العديد من الأقليات التي تري أنها تكبدت العديد من الخسائر بسبب أمريكا، لافتاُ الي الاتهامات التي تم توجيهها إلي المخابرات الأمريكية في دعم انقلاب في إندونيسيا، والعنصرية التي يتعرض لها الأمريكيون الهنود أو الباكستانيون وكم التهميش الذي يتعرضون له، كما لفت إلي عمليات التفتيش والبحث في المطارات منذ 11 سبتمبر، مضيفا أن "لون بشرته جعله مختلفا ومميزا عن باقي الرؤساء في أمريكا".
وقال أوباما إنه في بداية كل يوم كان هناك مجلد ينتظره علي طاولة الإفطار أطلقت عليه زوجته ميشيل "الموت والدمار" وعرف رسميا باسم "صحيفة الرئيس اليومية"، وكان يتراوح ما بين 10 إلي 15 صفحة، كانت تعده وكالة المخابرات المركزية خلال الليل بالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الأخري.
وأضاف أوباما أن المجلد كان يهدف لتزويد الرئيس بملخص الأحداث العالمية، مؤكدا أن المجلد كان يركز بشكل خاص أيضا علي القضايا التي يحتمل أن تمس أمريكا أو الأمن القومي الأمريكي مشيراً إلي أنه في بعض الأيام كان يقرأ عن الخلايا الإرهابية في الشرق الأوسط أو محاولات الصين وروسيا من أجل تطوير الأسلحة.
وأوضح أوباما أنه دائما ما كان هناك ذكر لـ "مؤامرات إرهابية محتملة"، ولفت إلي أنه كان يمتلك محللين وخبراء للملفات الشائكة في الشرق الأوسط، مثل الأوضاع في العراق أو قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلي متخصصين في الشأن الصيني والروسي، وقال أوباما: "في كثير من الأحيان ركزت مناقشاتنا الصباحية علي الاحتجاجات العنيفة والصراعات والانقلابات والتهديدات النووية ومعظم الحروب في العالم".
علاقته بجو بايدن
جو بايدن اختاره المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما ليكون نائبه في الانتخابات الرئاسية 2008 وذلك لكونه عضواً قديما في الكونجرس الأمريكي وعلى دراية جيدة في مجال السياسة الخارجية وقضايا الدفاع، وقد استطاع مع أوباما تحقيق الانتصار في الانتخابات ليصبح نائبا للرئيس. و 2017 فاجأه الرئيس باراك أوباما وقبل أيام من ترك الأخير لمنصبه في البيت الأبيض بمنحه أعلى وسام مدني في البلاد وهو وسام الحرية خلال حفل أقيم في البيت الأبيض.
مصر
وعن زيارته لمصر قال أوباما: "في يونيو 2009، تحولت شوارع القاهرة، التي كان يسكنها حينها 16 مليون نسمة إلى دروب خاوية، فالطرقات جميعها خلت من الناس عدا رجال الأمن الذين انتشروا في كل مكان، لتأمين ما قد يكون كنزًا ثمينًا للجماعات الإرهابية".
وكتب أوباما أنه بعد لقائه مبارك "أصبح لديه انطباع سيصبح مألوفا جدا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين، وهو أنهم منغلقون على أنفسهم داخل قصورهم، وكل تفاعل لهم يكون من خلال الموظفين المتعصبين الذين يحيطون بهم، كما أنهم غير قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم".
ووصف أوباما، الرئيس مبارك بأنه "كان يبلغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا، لكنه كان لا يزال عريض الكتفين وقويًا، وله أنف روماني، وشعر داكن ممشط من جبهته، وعينان كثيفتا الجفون أعطته هواء رجل اعتاد على القيادة ومضجر منها قليلًا".
وقال أوباما في مذكراته إنه "بعد التحدث مع مبارك حول الاقتصاد المصري وطلب اقتراحات حول كيفية تنشيط عملية السلام العربية الإسرائيلية، أثرت موضوع حقوق الإنسان، واقترحت خطوات قد يتخذها للإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة".
وأضاف أن "مبارك كان يتحدث الإنجليزية بلهجة مقبولة، وتمكن من صرف مخاوفي بأدب حول الحريات في مصر، وأصر على أن أجهزته الأمنية تستهدف المتطرفين الإسلاميين فقط، وأن الجمهور المصري يؤيد بقوة منهجه الحازم".وبالرغم من عدم لقاء أوباما، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قط، إلا أنه تحدث عنه ووصفه بالـ"أكثر شعبية في المنطقة".
وأوضح أوباما في مذكراته أنه "في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، قام عقيد في الجيش يتمتع بشخصية جذابة ومهذب اسمه جمال عبد الناصر، بتدبير إنهاء الملكية المصرية، وأسس دولة علمانية ذات حزب واحد، وبعد فترة وجيزة، قام بتأميم قناة السويس، متغلبًا على محاولات التدخل العسكري من قبل البريطانيين والفرنسيين، ما جعله شخصية عالمية في الكفاح ضد الاستعمار، والزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي".
وأشار أوباما، إلى أن عبد الناصر اتخذ العديد من القرارات التي كان هدفها في النهاية هو القضاء على كل بقايا الحكم البريطاني والماضي الإقطاعي في مصر.
وأضاف أنه "في الخارج، روج بنشاط للقومية العربية العلمانية والاشتراكية الغامضة، وخاض حربًا خاسرة ضد الإسرائيليين، وساعد في تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، وأصبح عضوًا في ميثاق حركة عدم الانحياز، والتي رفض ظاهريًا التحيز إلى أي طرف في الحرب الباردة، لكنه أثار شكوك واشنطن وغضبها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن عبد الناصر كان يقبل مساعدات اقتصادية وعسكرية من السوفيت".
وتابع إن "جمال عبد الناصر اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة واستهدف بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين، التي سعت إلى تشكيل حكومة إسلامية، من خلال التعبئة السياسية الشعبية والأعمال الخيرية، ولكن تضمنت أيضًا أعضاء حولوا نشاط الجماعة إلى العنف".
السعودية
كذلك كشف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته "أرض الميعاد"، عن تفاصيل مثيرة خلال زيارته للسعودية سنة 2009، قائلاً إن زيارته للسعودية "تركت انطباعا قاتما عنها وفصلها الصارم بين الجنسين، والأعراف الدينية السائدة فيها".
وكتب "أوباما" أنه صدم من الشعور بالحزن الذي يولده مثل هذا المكان الذي يمارس الفصل، وقال: "كأنني دخلت فجأة إلى عالم كانت فيه كل الألوان صامتة"، كما كشف أن القصر الملكي حاول منحه مجوهرات فاخرة وقت زيارته.
وأضاف أوباما أنه سأل العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مأدبة عشاء رسمية عام 2009، كيف تمكن من الحفاظ على منزله مع زوجاته الـ12 وأبنائه الـ40 وعشرات الأحفاد وأحفاد الأحفاد، وكان رد العاهل السعودي عليه: "الأمر أكثر تعقيدا من سياسات الشرق الأوسط".
وأضاف أوباما: "التوافق لم يكن موجودا في بعض الملفات.. ولكن خفت حدة الحديث خلال مأدبة الظهيرة التي أقامها الملك لوفدنا، لقد كانت فخمة جدا، كأنها من قصص الخيال.. طاولة طولها 50 قدما (15.24 متر)، مليئة بالحِملان الكاملة المشوية وأكوام من الأرز بالزعفران وكل أنواع الأطباق التقليدية والغربية".
وتابع: "من بين 60 شخصا كانت مديرة جدولي أليسا ماستروموناكو وكبيرة المستشارين فاليري جاريت اثنتان من ثلاث نساء فقط حاضرات، وبدت أليسا مبتهجة بما يكفي وهي تتحدث مع المسؤولين السعوديين عبر الطاولة، رغم أنها كان لديها بعض المشاكل على ما يبدو في الحفاظ على الحجاب الذي كانت ترتديه من السقوط في وعاء الحساء".
العراق
كذلك تحدث أوباما في مذكراته عن العراق قائلاً: "كان هدفي المباشر مراجعة كل جانب من جوانب استراتيجيتنا العسكرية حتي يمكننا اتباع نهج مدروس لما سيأتي بعد ذلك، وبفضل الاتفاقية التي وقعها بوش ورئيس الوزراء المالكي قبل حوالي شهر من تنصيبي".
وحتى يمكننا اتباع نهج مدروس لما سيأتي بعد ذلك.. وأضاف: "الخطوط العريضة للانسحاب الأمريكي من العراق تمت تسويتها إلى حد .. تحتاج القوات القتالية الأمريكية إلى أن تكون خارج المدن والقرى العراقية بنهاية يونيو 2009 وجميع القوات الامريكية ستغادر البلاد بحلول نهاية عام 2011.
وتابع: وكان السؤال الوحيد المتبقي ما إذا كان بإمكاننا أو يجب أن نتحرك أسرع من ذلك. خلال الحملة الانتخابية ، التزمت بسحب القوات القتالية الأمريكية من العراق في غضون ستة عشر شهرًا من تولي المنصب. ولكن بعد الانتخابات أخبرت بوب جيتس أنني سأكون على استعداد لإظهار المرونة في وتيرة الانسحاب طالما بقينا ضمن اتفاقية وضع القوات.
كما دعا الاتفاق إلى الحفاظ على القوة المتبقية من خمسين إلى خمسة وخمسين ألف فرد أمريكي من غير المقاتلين ، والذين سيبقون في البلاد حتى نهاية عام 2011 ، لتدريب ومساعدة الجيش العراقي.
واضاف: البعض في البيت الأبيض شكك في ضرورة الأشهر الثلاثة الإضافية والقوة الكبيرة المتبقية ، ذكروني أن كلا من الديمقراطيين في الكونجرس والشعب الأمريكي فضلا بشدة خروجًا سريعًا وليس تأخيرًا.
وتابع: لقد وافقت على خطة أوديرنو على أي حال ، بالسفر إلى كامب ليجون في شمال كارولينا ، للإعلان عن القرار أمام عدة آلاف من مشاة البحرية. مثلما أنني عارضت القرار الأصلي للغزو ، فقد صدقت أمريكا الآن على انسحاب كان له مصلحة إستراتيجية وإنسانية في استقرار العراق.
وبالنظر إلى هشاشة الحكومة العراقية الجديدة ، وتمزق قواتها الأمنية ، وما زال الوجود النشط للقاعدة في العراق، ومستويات عالية من العداء الطائفي داخل البلاد ، عليه من المنطقي استخدام وجود القوات المتبقية كنوع من بوليصة التأمين ضد العودة إلى الفوضى. “بمجرد أن نخرج” ، أخبرت رام ، شارحًا ، “آخر شيء أريده هو أن نعود مرة أخرى.”
إسرائيل
وروى أوباما أيضا تفاصيل علاقته المضطربة أحيانًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التى تعود إلى عام 2009، عندما تولى كلا الزعيمين المنصب، ويصف أوباما نتنياهو بأنه «ذكى، حكيم، صارم ومتواصل موهوب مع الآخرين» ويمكن أن يكون «ساحرًا، أو على الأقل حريصًا».
ويشير أوباما إلى محادثة دارت بين الاثنين فى صالة بمطار شيكاغو فى عام 2005، وذلك بعد فترة وجيزة من انتخاب أوباما لمجلس الشيوخ، حيث كان نتنياهو «يثنى عليه» بسبب «مشروع قانون غير هام مؤيد لإسرائيل»، كان السيناتور المنتخب حديثًا قد أيده عندما خدم فى المجلس التشريعى لولاية إلينوى. لكن عندما يتعلق الأمر بالخلافات السياسية، لاحظ أوباما أن نتنياهو كان قادرًا على استغلال معرفته بالسياسة الأمريكية ووسائل الإعلام للرد على قرارات إدارته.
كتب أوباما أن «تنصيب نتنياهو نفسه كمدافع رئيسى عن الشعب اليهودى ضد النوائب والكوارث سمحت له بتبرير أى شيء ــ تقريبًا ــ من شأنه أن يبقيه فى السلطة».
وقال الرئيس السابق إن رئيس أركانه، وعمدة شيكاغو السابق رام إيمانويل، حذره عندما تولى منصبه قائلا: «لا يمكنك إحراز تقدم فى السلام عندما يأتى الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الإسرائيلى من خلفيات سياسية مختلفة».
وأضاف أوباما إنه بدأ يفهم هذا المنظور لأنه قضى بعض الوقت مع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وعندما ينظر أوباما إلى الوراء يتساءل أحيانا عما إذا كانت «الأمور كانت ستسير بشكل مختلف» إذا كان هناك رئيس مختلف فى المكتب البيضاوى، وإذا كان هناك شخص آخر غير نتنياهو يمثل إسرائيل وإذا كان عباس أصغر سنًا.
واشتكى الرئيس السابق أيضًا من المعاملة التى تلقاها من قادة لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، الذين شككوا فى سياساته تجاه إسرائيل.
وكتب أوباما أنه كلما تتحرك السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، كلما تغيرت المواقف السياسية الكبيرة لـ AIPAC، «حتى وإن اتخذت إسرائيل إجراءات تتعارض مع السياسة الأمريكية»، وأن المشرعين والمرشحين الذين «انتقدوا سياسة إسرائيل بصوت عالٍ يجازفون بأن يوصفوا بأنهم» مناهضون لإسرائيل (وربما معادون للسامية)، ويواجهون خصوما ممولين بشكل جيد فى الانتخابات القادمة».
كما كتب أوباما أن نائب مستشار الأمن القومى السابق بن رودس، الذى عمل ككاتب خطابات فى حملته عام 2008، أخبره أن الهجمات التى تعرض لها كانت نتيجة لكونه «رجلًا أسود يحمل اسمًا مسلمًا يعيش فى نفس الحى الذى يعيش فيه لويس فرخان ــ زعيم التنظيم السياسى والدينى أمة الإسلام (NOI) منذ عام 1981– بالإضافة إلى كونه مسيحيا يذهب إلى كنيسة جيرميا رايت» ولم تكن الهجمات بناءً على آرائه السياسية التى تتماشى مع مواقف المرشحين السياسيين الآخرين.
وأشار الرئيس السابق أنه أثناء وجوده فى الكلية، كان مفتونًا بتأثير الفلاسفة اليهود على حركة الحقوق المدنية. وأشار إلى أن بعض «أصدقائه ومؤيديه» يأتون من الجالية اليهودية فى شيكاغو وأنه قد أعجبه كيف أن الناخبين اليهود «يميلون إلى أن يكونوا أكثر تقدمية» فى القضايا من أى «مجموعة عرقية أخرى».
وأضاف أن شعوره بالالتزام تجاه المجتمع اليهودى يرجع إلى وجود «قصة مشتركة عن المنفى والمعاناة» جعلته «يحمى بشدة» حقوق الشعب اليهودى فى أن تكون له دولة خاصة به، لكن أيضا هذه القيم جعلته «من المستحيل أن يتجاهل الظروف التى أُجبر الفلسطينيون ــ فى الأراضى المحتلة ــ على العيش فيها».
وفقًا لأوباما، بينما كان المشرعون الجمهوريون أقل اهتمامًا بحق الفلسطينيين فى أن تكون لهم دولة خاصة بهم، فإن أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ــ الذين يمثلون مناطق بها عدد كبير من السكان اليهود ــ كانوا مترددين فى التحدث علنًا عن هذا الأمر لأنهم «قلقون» بشأن فقدان الدعم من المانحين الرئيسيين لإيباك وتعريض فرص إعادة انتخابهم للخطر.
وفى مذكراته، تذكر أوباما زيارته لحائط المبكى كمرشح رئاسى فى صيف عام 2008 ونشر صحيفة إسرائيلية رسالة الصلاة التى وضعها فى شقوق الجدار.
وكتب أن ذكر هذه الواقعة فى مذكراته بمثابة تذكير له بالمكسب الذى جاء من وراء الزيارة التى جعلته يصعد إلى المسرح العالمى. كان يقول لنفسه «لتعتد على ذلك. إنه جزء من الصفقة».
ليبيا
وفي حديثه عن التدخل العسكري في ليبيا، أكد أوباما أنه كان هو صاحب القرار في ذلك، لا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقال إن بعض القادة العرب، اقتنعوا بضرورة سحق التظاهرات بصورة منظمة وبلا شفقة، مستخدمين العنف الضروري، ضاربين بعرض الحائط ما سيقوله المجتمع الدولي.
وأعرب الرئيس أوباما عن استغرابه من موقف جامعة الدول العربية التي فاجأت الجميع بإعلانها الموافقة على تدخل دولي في ليبيا، وهو ما وصفه بالنفاق الذي شعر تجاهه بالاحتقار، وعزا السبب إلى رغبة بعض الدول بتحويل الأنظار عن خرق الحقوق الأساسية التي تمارسها بحق شعوبها.
وكان معمر القذافي حاضرا في كتاب أوباما وقد وصفه بأنه أبرز عرابي الإرهاب العالمي، مستذكرا حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية بانام فوق لوكربي والتي أودت بحياة 189 أمريكياً، إضافة لضحايا من 21 دولة أخرى.
ولفت إلى محاولة القذافي ارتداء ما وصفها بثياب محترمة، عبر التخلي عن تمويل الإرهاب الدولي، والتخلص من برنامجه النووي الوليد، أملا باستئناف الدول الغربية ومعها الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع نظامه، في حين لم يطرأ أي تغيير يذكر على سياساته في الداخل الليبي.
ومضى أوباما باستعراض تطور الأحداث في ليبيا، وكيف أطلقت قوات أمن القذافي النار على مجموعة من المدنيين قبل أن تنتشر الاحتجاجات ويقتل فيها أكثر من 100 شخص ولم يمضِ إلا أسبوع حتى دخلت البلاد في حالة عصيان مفتوح، وسيطرت المعارضة على مدينة بنغازي، وبدأ الدبلوماسيون المؤيدون للقذافي الانشقاق وتقديم استقالاتهم وبينهم السفير الليبي في الأمم المتحدة الذي دعا الأمم المتحدة للتدخل ومساعدة الشعب الليبي، وفي المقابل قرر القذافي إحراق كل شيء. وهكذا، ارتفعت حصيلة القتلى بحلول مارس إلى أكثر من 1000.
الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية، بحسب أوباما، إلى التفكير بتوقيف القذافي ودعوته للانسحاب من السلطة بذريعة أنه ما عاد يتمتع بأي شعبية، لكن اللجوء لعمل عسكري كان مستبعدا، فتم تجميد مليارات الدولارات التابعة له ولعائلته، والضغط على مجلس الأمن لحصار ليبيا وتقديم القذافي وآخرين أمام المحكمة الجنائية الدولية، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، وفي المقابل استمر بطش القذافي، واتجهت قواته نحو بنغازي، حيث أشارت تقارير إلى احتمال وقوع مجازر بالآلاف في حال وصل إليها.
وبدأت أصوات المطالبين بتدخل أمريكي ترتفع شيئا فشيئا، بدءا بإعلاميين وبعض المنظمات غير الحكومية، وصولا إلى الكونجرس، وذلك ما اعتبره أوباما تقدما أخلاقيا بعد أن كانت فكرة إرسال قوات لمنع حكومة من قتل شعبها مستبعدة لأن عنف الدول كان أمرا دارجا. وأشار أوباما في هذه المرحلة إلى شعوره بالتردد في إعطاء الأمر بعمل عسكري في ليبيا، رغم أن غريزته كانت تدفعه لإنقاذ الأبرياء المهددين من قبل المستبدين.
قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبعد تعرضه إلى انتقادات سيئة لدعمه الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي، فجأة دعم الشعب الليبي وتحالف لتحقيق ذلك مع رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، إذ كانا يبحثان عن تلميع صورتيهما في بلديهما، بهذه العبارات لخص أوباما الموقف الفرنسي البريطاني مما يجري في ليبيا، وأضاف أن الرجلين قررا تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يسمح للتحالف الدولي بإقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، غير أنها فكرة لم تكن ذات جدوى، إذ إن القذافي يستخدم بشكل شبه دائم القوات البرية، وبالتالي فإن الوسيلة الوحيدة لمنعه من الهجوم على بنغازي كانت تقتضي استهداف قواته مباشرة من خلال الضربات الجوية. وهو أمر رفضه رئيس هيئة الأركان مايك مولين ووزير الدفاع روبرت جيتس، منعا لزيادة الضغوط على القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وذكر الكتاب أن مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سوزان رايس هي من أقنعت أوباما بضرورة التدخل العسكري، وتم بعدها عرض مشروع قرار على مجلس الأمن بتوجيه الضربات وتعطيل أنظمة القذافي، وهو ما حصل بموافقة 10 أعضاء وامتناع خمسة بينهم روسيا. ووصف أوباما رد فعل ساركوزي وماكرون بعد أن أبلغهما بقرار التدخل كمن تلقى للتو خشبة الخلاص التي أنقذتهما من مأزقيهما أمام الرأي العام الداخلي في بلديهما. وبعدها بأيام تم تشكيل التحالف واكتملت أركانه تحت لواء حلف الأطلسي.
إيران
كذلك تحدث أوباما عن إيران، قائلا: إنها أكبر تهديد أمني منفرد علي إسرائيل.. وإنها ترسل أسلحتها للمسلحين الذين ينوون قتل الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وأشار الرئيس الأمريكي السابق إلي أن سقوط صدام حسين، صاعد في تعزيز موقع إيران في المنطقة، حيث تولت حكومة شيعية خاضعة لإيران السلطة في العراق.
كما كشف، عن تفاصيل لقائه مع فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الروسية آنذاك، في يوليو 2009، وقال إن بوتين صرح له، في بداية لقائهما الذي جرى في مقر رئيس الوزراء الروسي بضواحي موسكو، بأنه كان يشعر بتعاطف إزاء سلف أوباما، الرئيس جورج بوش الابن، وتابع: " تذكر بوتين أنه اتصل ببوش شخصيا ليعرب عن تضامنه معه بعد هجمات 11 سبتمبر، بل و"عرض له المساعدة في بناء العلاقات مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين".
ويتابع أوباما: "لكنه أعلن بعد ذلك أن بوش اعتدى على العراق واتهمه بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط كله"، ووفقا للرئيس الأمريكي السابق فقد انفجر بوتين بخطبة غاضبة طويلة اتهم فيها الولايات المتحدة بمظالم وخيانات عديد ارتكبها الأمريكيون بحق الشعب الروسي
.
ويروي أوباما أن مرافقيه من موظفي البيت الأبيض حاولوا قطع كلام بوتين بعد أن تحدث على مدار 35 دقيقة دون توقف، لكن أوباما قرر عدم وقف خطبته التي دامت 45 دقيقة حتى انتهت ورد أوباما على كل أطروحاتها، موضحا أن المحادثات استغرقت ساعتين كاملتين، وكانت "بمثابة سباق ماراثون".
وذكر أوباما أن بوتين بدا له شخصا منفتحا رغم أنه "لم يُظهر حماسا" إزاء وجهة نظره.
الصومال
ووصف أوباما في مذكراته الصومال بالبلد الفاشل، وتحدث عن إحدي عمليات الخطف التي نفذتها عصابة صومالية واحتجزت سفينة يقودها أمريكي وطاقم مكون من 20 شخصا، ما دفعه إلي إرسال مدمرتين للتعامل مع الحادث، كذلك أكد الرئيس الأمريكي السابق أن السودان دولة فاشلة ومقسمة بين أمراء الحروب والعشراء، و"مؤخرا ظهرت حركة إرهابية شريرة تدعي الشباب".
الهند
تحدث أوباما في كتابه، عن حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض وفترة ولايته الأولى، والتي زار خلالها الهند عندما كان حزب المؤتمر المعارض في السلطة، ويحتوي الكتاب على انطباعاته عن رئيس الوزراء، آنذاك، مانموهان سينج، ورئيسة الحزب سونيا غاندي وابنها راهول غاندي.
فيما وصف أوباما سينج بأنه "مهندس رئيسي للتحول الاقتصادي في الهند" و"تكنوقراطي يتمتع بإنكار الذات وقد كسب ثقة الناس ليس من خلال مناشدة عواطفهم ولكن من خلال تحقيق مستويات معيشية أعلى والحفاظ على سمعة مكتسبة عن جدارة بعدم الفساد"، ويقول أوباما إن الوقت الذي أمضاه مع سينج أكد انطباعاته الأولية عنه كرجل "يتمتع بالحكمة واللياقة" على الرغم من أن سينج كان "حذرا في السياسة الخارجية".
وقال أوباما إن غاندي يبدو "ذكيا وجادا.. بمظهره الجيد الذي يشبه والدته"، وكتب أوباما أنه كان هناك أيضًا "صفة عصبية غير مصقولة فيه، كما لو كان طالبا قد أكمل واجباته الدراسية وكان حريصا على ترك انطباع جيد لدى المعلم، لكنه كان يفتقر في أعماقه إلى الكفاءة أو الشغف لإتقان الموضوع".
أسامة بن لادن
جاء في المذكرات أيضا، أن باراك أوباما منح الأميرال وليام مكرافين قائد البحرية الذي أشرف على الغارة التي شنت على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عام 2011، وأسفرت عن مقتله، "شريط قياس" بسبب واقعة حدثت أثناء التأكد من هوية جثة أسامة بن لادن، وعندما عاد جنود البحرية إلى جلال أباد في أفغانستان، ومعهم جثة ابن لادن بعد الغارة التي شنت في الصباح الباكر على مجمعه في أبوت آباد في باكستان، أجرى ماكرافين، الذي كان حينها رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة اتصالاً بأوباما عبر تقنية "الفيديو كونفرنس".
وكتب أوباما :"أوضح ماكرافين في حديثه معي عن بُعد أنه كان ينظر إلى جثة أسامة بن لادن، وكان متأكداً من أنه زعيم تنظيم القاعدة، ولكي يؤكد وجهة نظره جعل مكرافين أحد أعضاء فريقه من البحرية البالغ طوله 6 أقدام يرقد بجوار الجثة لمقارنة ارتفاعه بهيكل بن لادن المزعوم الذي يبلغ 6 أقدام وأربعة".
وتابع أوباما متذكراً: مازحت مكرافين قائلاً له "هل أنت جاد يا بيل؟"، كل هذا التخطيط ولا يمكنك إحضار شريط قياس؟" لافتاً إلى أن "تعليقه لمكرافين كان أول شيء طريف يقوله في ذلك اليوم".
كما كتب باراك أوباما في مذكراته الجديدة أنه بعد عودة الأدميرال وليام مكرافين إلى الولايات المتحدة بعد غارة أسامة بن لادن، زاره في المكتب البيضاوي، حيث لم يقدم له أوباما فقط "شكراً صادقاً لقيادته غير العادية"، بل منحه أيضاً "شريط قياس وضعه أوباما على لوحة".