رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رمضان.. وبركان الغضب في مصر!

المؤمنون بأن إسرائيل هي العدو الأول.. أو حتى العدو الأوحد -وهي رؤية تحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر لوجود أعداء آخرين لمصر وللعرب- محقون في موقفهم من محمد رمضان.. فعلوه مع غيره من قبل وسيفعلونه مع أي فنان غيره إذا جاء بتصرف مشابه..


هؤلاء يؤمنون بأن إسرائيل ومن معها وراء كل المؤامرات الحالية على مصر من الإرهاب إلى إثيوببا وأن الصراع معها صراع وجود ومستمر إلى أن يقرر الله أمرا كان مفعولا.. لكن السؤال: من أين جاء كل هذا الغضب الشعبي الذي ربما لم تشهده مصر من قبل ضد شخص ما أو على الأقل لم تشهده منذ فترة طويلة؟ ما الذي دفع أصحاب المواقف الرمادية إلى إتخاذ موقف واضح ومحدد؟ من الذي دفع الممسكون بالعصا من المنتصف إلى إمساكها من رأسها والضرب بها في اتجاه محمد رمضان واتخاذ موقف حاسم؟! كيف غضب هؤلاء من رمضان ولماذا ؟!

تأديب محمد رمضان !

هل هو الغضب المكتوم من أعمال محمد رمضان التي نقلت العنف إلى الشارع المصري؟ هل هو الغضب المكتوم من طريقة محمد رمضان في الغناء مثلا؟! هل هي موضوعات أعماله؟ هل غاضبون لما جرى للطيار المسكين الذي تسبب محمد رمضان -تحت أي ظرف أو تبرير- إلى خراب بيته وقطع عيشه؟! أم الاستفزاز الدائم من السلوك الاستعراضي له؟ أم لإدراك المصريين يقينا إن إسرائيل فعلا هي العدو الأول وإنها ستظل تكره مصر وتدبر المؤامرات ضدها وإن المعاهدات الموقعة معها تمنعها من الظهور في التآمر علنا ولذلك تصدر وكلاء غيرها؟! أم كل ما سبق انفجر فجأة ووجد طريقه للتعبير عنه؟!

على كل حال سقطت نظرية إن ما بيننا وبين إسرائيل "ليس إلا حاجز نفسي" وانتصر قانون "إن الصراع مع إسرائيل صراع وجود وليس صراعا على الحدود" والأجمل: شعبنا الأصيل العظيم الذي رفع رؤوس كل المصريين وأثبت بعد أربعين عاما من السلام مع العدو إنه يدرك الأمر أكثر من مثقفين كثيرين واستوعب الفرق بين "الرسمي" و"الشعبي" وأن الأول للدولة ولها ظروفها والتزاماتها والثاني ملك للضمير الوطني العام يقرره الشعب وحده! فصار شعبنا اليوم مضرب المثل وحديث شعوب الأرض!
فخور كوني مصريا وحقكم أن تفخروا كذلك!
Advertisements
الجريدة الرسمية