رئيس التحرير
عصام كامل

إقليم تيجراي .. صراع الشمال الإثيوبي "القصة وما فيها"

آبي احمد
آبي احمد
احتل إقليم تيجراى الذي يقع في شمال إثيوبيا ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن جنوبها إقليم أمهرة عناوين الصحف في الآونة الأخيرة نظراً لتجدد الصراع داخل الإقليم.


ويقود الخلاف "جبهة تحرير تيجراي" وهي عرابة الائتلاف السابق "الجبهة الديمقراطية الثورية"، وقادت المشهد السياسي في إثيوبيا من 1991 إلى 2018، قبل أن تغادره بوصول آبي أحمد لرئاسة الوزراء في أبريل 2018. 

وتطور الخلاف بين آبي أحمد والجبهة بعد رفض الجبهة الانضمام إلى حزب الازدهار الذي شكله رئيس الوزراء الحالي مؤخرا، كائتلاف جديد بديلا للائتلاف السابق المسمى بـ"الجبهة الديمقراطية الثورية". 

واشتعلت الأزمة في الأيام الأخيرة بإصدار الحكومة الإثيوبية توجيهاتها لقوات الدفاع بالتدخل لحماية البلاد من هجمات جبهة تحرير تيجراي، بإقليم تيجراي، شمالي البلاد.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إنه "صدرت أوامر لقوات دفاعنا تحت قيادة مركز القيادة للقيام بمهمتها لإنقاذ البلاد ، موضحا أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي هاجمت معسكرا للدفاع الوطني وحاولت احتلال منطقة قوات درع شمال البلاد في منطقة دانشا "، بإقليم أمهرة.

هذه الأزمة تولدت عنها العديد من القرارات من قبل الحكومة الفيدرالية، إذ لم يكن قرار التدخل العسكري في إقليم تيجراي، هو الوحيد والأخير، حيث ترتبت عليه العديد من القرارات الداخلية بالبلاد.

إعلان الطوارئ
وكان ضمن تلك القرارات: إعلان حالة الطوارئ بإقليم تيجراي لستة أشهر، ومنع تحليق الطيران المدني بالمنطقة، وإعادة 4 جنرالات متقاعدين إلى الخدمة العسكرية بقوات الدفاع الإثيوبية بجانب تعديلات أجراها آبي أحمد ، في الحكومة والجيش، شملت الخارجية ورئيس هيئة أركان الجيش، ومدير الأمن والمخابرات العامة والشرطة .

بوادر المواجهة
وظهرت بوادر المواجهة العسكرية الأخيرة عندما اتهمت حكومة إقليم أوروميا ، جبهة تيجراي الحاكمة، بمساعدة جماعة " أونق شني " المسلحة المنشقة عن جبهة تحرير الأورومو ، في أعمال القتل التي شهدتها منطقة واللغا، غرب أوروميا، وراح ضحيتها 32 شخصا وجرح العشرات فضلاً عن حرق منازل. 

وحينها قال مفوض الشرطة بإقليم أوروميا ، الجنرال أرارسا مرداسا، إن الجريمة نفذتها جماعة " أونق شني " المسلحة ، بمساعدة جبهة تحرير تيجراي، موضحا أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم بعد الهجوم، اعترفوا بأنهم كانوا يتلقون تدريبات برعاية جبهة تحرير تيجراي من خلال السفر باستمرار إلى الإقليم الواقع بشمال إثيوبيا . 

وجماعة "أونق شني"، هي جماعة مسلحة منشقة عن جبهة تحرير أورومو المعارضة، وتختبئ في مناطق بإقليم أوروميا، وتتهمها حكومة الإقليم بتنفيذ أعمال قتل من وقت لآخر بالمنطقة، راح ضحيتها مدنيين ورجال شرطة.

محاولات أممية للتهدئة
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة في منطقة تجراي بإثيوبيا، وحث على التهدئة.

ودعا، في بيان بشأن الوضع في إثيوبيا، إلى "اتخاذ تدابير فورية لتهدئة التوترات وضمان حل سلمي للنزاع"، مشددا على "أهمية استقرار إثيوبيا لمنطقة القرن الأفريقي".
الجريدة الرسمية