رئيس التحرير
عصام كامل

كيف قدمت "سكة السلامة 2000" أجرأ رفض للتطبيع مع إسرائيل؟ | فيديو

فيتو

في الوقت الذي تتزايد فيه حدة ردود الأفعال المصرية والعربية رفضًا لصورة الفنان محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير ادام، معتبرين أنها إحدى صور التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، يتسابق رواد مواقع السوشيال ميديا في إبداء آرائهم الرافضة للتطبيع، ما بين منشورات عبر صفحات التواصل الإجتماعي أو إستعادة للأعمال الفنية التي قدمت رسائل واضحة وصريحة لتعلن عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل.



وكان من أبرز الأعمال وأكثرها وضوحًا في تقديم رسالة مباشرة لرفض التطبيع مع إسرائيل مسرحية الفنان محمد صبحي "سكة السلامة 2000"، على الرغم أن مسرحية سكة السلامة 2000 مأخوذة عن مسرحية سكة السلامة 1964 من تأليف سعد الدين وهبة وإخراج سعد أردش.

"سكة السلامة 1964" كانت تدور أحداثها عن راكبي أتوبيس يضلون طريقهم في الصحراء الغربية بمصر، وتقدم المسرحية النماذج البشرية المتمثلة في ركاب الأتوبيس وأخطاء وذنوب كل راكب وعندما يوشكون على الموت جوعاً وعطشاً يعلن كل منهم توبته ويقرر الإصلاح من نفسه، إلا ان الفنان محمد صبحي أعاد صياغتها بشكل جديد لتقديم إحدى القضايا القومية لتدور الأحداث حول مجموعة من المسافرين إلى (شرم الشيخ) داخل أتوبيس، يضلون الطريق ويصبحون بمفردهم في صحراء سيناء الشاسعة.

وتستعرض المسرحية سلبيات كل شخصية والتي تُظهرها الظروف المحيطة بهم، وعندما يوشكون على الموت، يبدأ كل منهم في التكفير عن خطاياه. 

وأضاف صبحي في صياغته طابعًا سياسيًا عن الصراع "العربي – الإسرائيلي" من وجهة نظر مصرية، ويوضح مفهومه عن السلام من خلال ديناميكية الشخصيات في المسرحية.



ورغم أن الفن العربي والمصري مليء بالأعمال الفنية الرافضة للتطبيع وان كان في أغلبها رسائل ضمنية أو حتى بشكل غير مباشر، إلا أن مسرحية سكة السلامة 2000 كانت صاحبة الرسالة الأجرأ والأوضح من خلال مشهد النهاية في الفصل الأخير لحظة العثور على المقبرة الجماعية التي ضمت جثث لأسرى حرب يونيو 1967 بعد قتلهم على يد جنود الإحتلال الإسرائيلي وهم مكبلي الأيدي وعزل من السلاح.

وكان النص الحواري صريح وواضح بدأ من "المجذوب" (عبد الله مشرف)، قائلًا: "من سكة السلامة ومن هنا سكة الندامة ومن هنا سكة اللي يروح ميرجعش"، ليتداخل معه في الحوار "الصحفي فكري عبد السلام" (خليل مرسي): "دا اتفاق وسلام"، فيرد عليه قرني الريجيسير (محمد صبحي): "ملعون أبو دا إتفاق لو كان اللي ماتوا دول التمن"، لتختتم المسرحية بالأوبريت الغنائي الأكثر حماسية "من هنا سكة سلامتك".

الجريدة الرسمية