رئيس التحرير
عصام كامل

المبادرات.. إستراتيجية الكنائس الثلاث لمواجهة «تباعد كورونا».. «التحرش» و«الإلحاد» على القائمة.. والمرأة والرجل والمجتمع «ثلاثية مستهدفة»

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
في خضم أزمة تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد، والتي فرضت على الجميع أوضاعا جديدة، لم تكن الكنيسة الأرثوذكسية بعيدة عن المشهد، حيث بدأت البحث عن أفكار «من خارج الصندوق» لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها لشعبها، وفى الوقت ذاته مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي فرضتها الحكومة، في إطار مواجهة «كورونا»، ولعل المبادرات التي تطلقها الكنائس الثلاث، من وقت إلى آخر، تعد وسيلة هامة للتواصل مع الأقباط بمختلف طوائفهم، لتعليمهم مهارة جديدة، أو المساعدة في سد احتياجات بعض الأسر، أو تعديل سلوك يرى القيادات أنه بحاجة لتدخل.


مبادرات كنسية

المبادرات الكنسية تهدف إلى إتاحة عشرات الأفكار المتنوعة التي تساعد الأقباط على إسعاد أسرهم وإفادة وبناء فكرهم ووجدانهم، ومنحهم المتغيرات المطلوبة التي تتماشى مع الأوضاع الجديدة أو ما يطرأ على عالمنا.
لجنة المرأة المنبثقة عن اللجنة المجمعية للأسرة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أطلقت مؤخرا مبادرة جديدة موجهة للأمهات والزوجات تحت عنوان «غيري الطريقة».

وتهدف المبادرة إلى توعية الأمهات فيما يخص طريقة معاملتهن مع أولادهن في أمور حياتهم المختلفة، ولا سيما في موضوع استذكار المواد الدراسية، كما تقدم المبادرة عدة أفكار مبتكرة لمساعدة الأمهات على أداء أدوارهن بشكل فعال، خاصة في التعامل مع الأبناء في مراجعة الدروس.

فكرة المبادرة يقدمها القمص ابرآم إميل، مقرر لجنة خدمة المرأة بالمجمع المقدس، ووكيل قداسة البابا تواضروس الثاني بالإسكندرية.

وقتك غالي

وفى السياق ذاته أطلقت «لجنة المرأة» مبادرة لربات الأسر تحت عنوان «وقتكِ غالي» لمساعدة الزوجات والأمهات على استثمار أوقات فراغهن بشكل ممتع وبَنَّاء بما يعود بالنفع عليهن وعلى أسرهن في ظل قضاء وقت أطول بالمنزل. 

وتقدم مبادرة «وقتكِ غالي»، لربة الأسرة عشرة أفكار متنوعة تساعدها على إسعاد أسرها وإفادة وبناء فكرهم ووجدانهم، والتعرف على أمور عديدة ومختلفة مثل «التربية والمشورة والمهارات الحياتية والثقافة العامة»، حتى يتم الاستفادة من الوقت بشكل مفيد.

إلى جانب «مبادرات المرأة» أطلقت الكنيسة الأرثوذكسية العديد من المبادرات، فقد سبق وأن أطلقت لجنة المرأة التابعة للجنة المجمعية للأسرة بالمجمع المقدس، مبادرة توعوية تحت عنوان «كونوا رجالًا»، وتقدم المبادرة، مجموعة من النصائح والتوجيهات السلوكية للرجل، تحمل المفاهيم الصحيحة التي يجب أن يؤمن بها الرجل نحو المرأة، من بينها الاحترام والحنو والاحتواء.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يشغلها أيضا الأوضاع الداخلية لمصر، حيث أطلقت في وقت سابق مبادرة بعنوان «عظيمة يا بلدى»، دعت فيها المصريين بالخارج إلى الاتجاه إلى تنظيم رحلات سياحية لمصر، وذلك في إطار مواقفها الوطنية المشهودة، وطالبت الكنيسة المصريين بتنشيط السياحة الداخلية، ودعت مصريي الداخل ممن لديهم خطط وبرامج لرحلات ترفيهية وسياحية للدول الخارجية للاتجاه للسياحة الداخلية.

التحرش الجنسي 

فيما أطلقت كنائس وسط القاهرة مبادرة لمناهضة التحرش الجنسي بالطفل، ببرامج توعوية فعالة، تناسب الأطفال من سن إعدادي لبداية سن المراهقة، وتهدف المبادرة لحماية الطفل من التحرش الجنسي، والتوعية بخطورة تنامي فكر الزواج المثلي والفكر الإلحادي، وتنامي فكر الشذوذ الجنسي.

وقالت الكنيسة: إن أخطر أساليب العنف ضد الأطفال هو الأذى الجنسي والذي يحدث من الأشخاص المحيطين بالطفل، سواء من الأسرة أو الأقرباء أو في دور الحضانة أو المدارس وخلافه، وينبغي التعرف على أنواع الأذى الجنسي، وهو الأذى السمعي والأذى باللمس والأذى بالنظر».

وتابعت : إن بيت العيلة أخطر مكان يمكن أن يتوفر فيه كل هذه الأنواع الثلاثة، ومن جانبه أكد القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن المبادرات التي تطلقها الكنيسة تهدف إلى مساعدة الأسر على استغلال أوقاتهم، وفتح آفاق جديدة وتدريبهم على أمور حياتيه تساعدهم على مواجهة الأزمات المختلفة.

وأوضح متحدث «الأرثوذكسية»، أن «الكنيسة تهتم بخدمة المرأة في كل المجالات، والظروف التي فرضتها أزمة كورونا دفعت إلى التفكير في مبادرة تشغل الأسرة المسيحية، على أن تكون مدعومة بآيات من الكتاب المقدس.
الكنيسة الأرثوذكسية ليست وحدها التي تطلق مبادرات، فالكنيسة الإنجيلية، هي الآخرى أطلقت العديد من المبادرات التي تدعم المجتمع بأكمله، حيث أطلق رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.، الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، عدة مبادرات مجتمعية.

منها مبادرة «نقدر نحميها» لمجتمعات العمل في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، ومبادرة «مجتمعات آمنة من فيروس كورونا» لمحافظات (سوهاج، المنيا، وبني سويف)، واستهدفت هذه المبادرات تنفيذ حملات تعقيم بالشوارع والمؤسسات من الجوامع والكنائس في مئات القرى والعزب والنجوع، وتوزيع حقائب المطهرات والوقاية وتنفيذ حملات للتوعية من خلال السيارات المتنقلة، بهدف تخفيف معاناة المواطنين المتأثرين بهذه الكوارث والأزمات ومساعدة الأفراد على مواجهة احتياجاتهم الأساسية، والتقليل على قدر الإمكان من حدة التداعيات والتأثيرات الناجمة عن هذه الأزمات.

التغيرات المناخية

كما أطلقت «الإنجيلية» مبادرة بعنوان «حماية إنتاجك من التغيرات المناخية»، وتهدف لتقديم الخدمات لصغار المزارعين،ـ وتخدم أكثر من عشرين ألفا من صغار المزارعين في محافظات صعيد مصر، وذلك بهدف حماية الإنتاج الزراعي من أي تغيرات مناخية متوقعة.

وقال رئيس الإنجيلية: «سنستمر في تنفيذ هذه المبادرات لتكون مجتمعاتنا أكثر متانة ومرونة، ولديها من القدرات ما يمكنها من إدارة وتنظيم المواطنين، والمؤسسات والكيانات، بهدف زيادة جاهزيتهم سواء في مواجهة أزمة فيروس كورونا، أو التخفيف من حدة تأثيره وتداعياته على المواطنين.

بجانب التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي والإدارات المحلية والحكومية بجانب الاستعانة بالاستشاريين والمتخصصين».

الخدمة السودانية

الكنيسة الكاثوليكية أيضا لم تكن بعيدة عن المجال المجتمعي، حيث أعلنت عن تدشين مبادرة مجتمعية جديدة تحت مسمى «الخدمة السودانية»، تحت رعاية الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، وبإشراف الأب كيرلس نظيم، مسئول مكتب دياكونيا للتنمية.

وذكرت الكنيسة أن «المبادرة تهدف لتقديم خدمات التوعية وتعليم اللغتين العربية والإنجليزية وتمكين السودانيين من خلال حرف التفصيل وتصفيف الشعر بواقع 4 أيام أسبوعيا»، موضحة أن «المبادرة تهدف إلى دمج السودانيين في المجتمع المصري، بهدف التعرف على الثقافة المصرية، وذلك من خلال لقاءات توعوية تهدف إلى تعرف السودانيين على التاريخ المصري، إضافة إلى العادات والتقاليد المصرية».

وتهدف المبادرة إلى تدريب السودانيين على إتقان اللغة العربية الفصحى والعامية، واللغة الإنجليزية، كما ستوفر الخدمة أيضًا لقاء بين مجموعة من المتطوعين المصريين والإخوة السودانيين، حتى يتعرفوا على الثقافة السودانية، كما تتيح المبادرة فرصة تدريبية للتمكين على حرف التفصيل، وتصفيف الشعر، مما يساهم ويساعد في عملية التوظيف.

«الكاثوليكية» اتخذت من المباردات وسيلة لتقديم الخدمات المجتعمية، والتواصل مع أبنائها في مختلف الأعمار والمجتمعات كلا حسب احتياجه، ولاقت هذه المبادرات إقبالا كبيرا من الجميع.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية