رئيس التحرير
عصام كامل

مترجم "شوجي بين ": الرواية مدهشة وأشعر بمسئولية أكبر تجاه القارئ

ميسرة صلاح الدين
ميسرة صلاح الدين
بين الموهبة المتفردة و الإخلاص فى العمل ، لمع اسم الشاعر ميسرة صلاح الدين ، مترجم رواية " شوجي بين " للمؤلف الاسكتلندي دوجلاس ستيوارت والتى فازت مؤخرا بجائزة المان بوكر البريطانية لعام 2020 .


سنوات متواصلة قضاها المبدع الإسكندراني بين كتابة الشعر وتحقيق الأحلام الوردية على خشبة المسرح والترجمة ليصل به قطار العمل إلى محطة جديدة من محطات النجاح ، وخلال السطور القادمة يحدثنا مترجم الرواية الفائزة وعن ملامح مؤلفها الاسكتلندي الأمريكي  . 
 
وقال الشاعر والمترجم ميسرة صلاح الدين ، أن رواية " شوجي بين " هى رواية محلية تدور أحداثها فى أحد ضواحى اسكتلندا منطقة جلاسيكو  التى كان يعيش فيها عدد كبير من العمال خصوصا عمال المناجم ، خلال فترة الثمانينات تحدث أزمة اقتصادية كبرى حيث يتم تسريح العماله على أثرها ، كما تدور حول الحب غير المشروط بين الأم آجنيس باين التى تعاني من إدمان الكحول بسبب ظروف حياتها القاسية وبين ابنها الأصغر شوجي بين خصوصا بعد هروب زوجها وتركه للبيت .



وأشار مترجم العمل، إلى أن شوجي بين هى رواية متميزة جدا وتستحق بجدارة أن تحصد جائزة البوكر البريطانية لعام 2020، وهذا يرجع إلى عدة أسباب وهى أنها رواية محلية فالأعمال المحلية تكون مدهشة بالنسبة للآخر الأجنبى الذى يقرأها ، لأنها تفتح أفق جديدة للتعرف على الثقافات الأخرى ، بالإضافة إلى أنها يمكن أن نقول عنها تشريحا لذات المؤلف حيث أن هناك تماس كبير بين أحداث الرواية وبين سيرة حياة دوجلاس ستيوارت مؤلف العمل فى مرحلة طفولته وشبابه ، أيضا الرواية تتناول مأساة إنسانية تتكرر فى دول العالم كله ،  فهى خلطة بين الإغراق فى المحلية و النفس الإنسانية المتكررة فى كل مكان مهما اختلفت جنسيتها . 



وأضاف ميسرة ، أن أهم ما يميز المؤلف الاسكتلندي دوجلاس ستيوارت هو المصداقية ، فـ شوجي بين هى روايته الأولى ، حيث أنه بدأ الكتابة وهو كبيرا فى السن ، وأخد وقتا طويلا ما يقرب من 10 سنوات حتى انتهى من كتابتها ، ورأى بعض النقاد بناء على إشارات قالها المؤلف نفسه أن الرواية تؤرخ بشكل من الأشكال إلى قصة حياة الكاتب وطفولته ، مؤكدا على أنه لم يكن يتوقع فوزها بالبوكر ن فعندما بدأ العمل على ترجمتها شعر بأنها عمل متميز ، حيث فازت رواية  " شوجي بين " بجائزة كتاب العام  "ووترستون " وهى من أهم الجوائز البريطانية لأنها تضع الكتاب فى بؤرة الضوء بشكل كبير  ، لافتا إلى أن الكاتب دوجلاس ستيوارت بعد فوز روايته الأولى بأكبر الجوائز الأدبية عالميا ، فى مأزق وأمامه تحدى كبير خلال الفترة القادمة حتى يحافظ على درجة نجوميته ، خصوصا وأن الرواية هى أول أعماله ، ولم يعمل فى مجال الكتابة من قبل ولكنه يعمل فى مجال الأزياء .




ومن ناحية أخرى ، كشف ميسرة صلاح الدين عن طقوسه فى التعامل مع النصوص لترجمتها ، قائلا " الترجمة عمل مرهق للغاية ولو اخلصت له بيكون أكثر إرهاقا ، ولكى أكون مترجم أمين على النص لازم أدرس البيئة التى يعيش فيها المؤلف الأصلى للعمل وأنا أعمل على الترجمة " . 


وأضاف أنه يعمل على ثلاث محاور رئيسية فى الترجمة، أولها فهم البيئة التى يحاول الكاتب التعبير عنها ، من خلال مشاهدة الصور والفيديوهات والخرائط والأفلام الوثائقية  المتاحة عنها ، ومعرفة الحقبة الزمنية للعمل وعادات وتقاليد الناس الذين كتب عنهم المؤلف ، حيث يساعده ذلك فى الاندماج والتوحد مع النص.

ويأتي ثانيا محاولة فهم الكاتب نفسه من حيث طريقة أسلوبة الأدبى والأفكار التى تسيطر عليه فى كتاباته وتصريحاته فى حواراته الصحفية ، حتى يستطيع رسم صورة ذهنية عنه تساعده فى فك شفرات النص الأدبى.


أما ثالثا فيأتي الاجتهاد فى الوصول إلى أسلوب الكاتب الذى يتحدث به، بحيث لا يستخدم لغته الخاصة فى التعبير، بل يستخدم أسلوب كاتب النص نفسه، حتى يستمتع القارئ ويشعر أن العمل المترجم واضح ومتماسك.


واختتم ميسرة صلاح الدين حديثه لـ« فيتو» بأن فوز الرواية كان بمثابة فرحة غير متوقعة بالنسبة له، كما كان يقابلها مسئولية كبيرة ألقيت على عاتقه تجاه القراء الذين يقدم لهم الأعمال المترجمة.

الجريدة الرسمية