رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدنى يكتب: السائلون عن أعمالي يستعجلون موتي

الكاتب محمود السعدنى
الكاتب محمود السعدنى
عاش مثل الكثير من أبناء جيله يناضل من أجل الحرية ويدفع الثمن داخل المعتقلات او الهروب الى الخارج ورغم ذلك تبقى الابتسامة لا تغادر الوجه ، له مقولته الشهيرة (لقد دفعت دفعا من مرحلة الطفولة الى مرحلة الكهولة دون ان امر بمرحلة الشباب ، سأعيش صحفيا وأموت صحفيا وسأحشر يوم القيامة فى زمرة الصحفيين ). 


هكذا يرى نفسه الكاتب الساخر محمود السعدنى الذى ولد فى مثل هذا اليوم 20 نوفمبر 1927 بمحافظة المنوفية ، كان يتمنى ان يستمر فى لعب الكرة بجانب الصحافة لكن الحظ لم يساعده وفى هذا يقول (من حظى العسر اني كنت لعيب كرة محترم ومتهور يشار اليه بالبنان وبالنعال ، لكن مفيش نصيب ،أبدى الناس اعجابهم بلعبى كما ابدوا احتقارهم لجسمى الذى كان هزيلا وكانت عظامى بارزة كأنها أسلاك شائكة حول بعض المعسكرات فاكتفيت بارتداء ملابس الكرة والجلوس على الخط وتشجيع اللعيبة اثناء اللعب وتوزيع البرتقال عليهم بين الشوطين" .

شارك السعدنى فى تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية فى مصر وخارجها كان اهمها جريدة الجمهورية التى أصدرتها الثورة ورأس تحريرها ، عمل سكرتيرا لتحرير مجلة روز اليوسف عام 1958 وفى عام 1960 عمل فى مجلة صباح الخير وبعد سبع سنوات أصبح رئيسا لتحريرها.

تعرض للاعتقال فى عهدى السادات وعبد الناصر فهرب إلى الخارج عام 1979 وأصدر مجلة 23 يوليو من منفاه فى العاصمة البريطانية لندن على إثر زيارة السادات إلى القدس ، وعاد إلى مصر من منفاه بعد رحيل السادات عام 1982 .

أسس جريدة الجمهورية فى بيروت وكتب فى صحف السفير فى لبنان وجريدة الشرق الأوسط وملحق السياسة الكويتية.  

كان له عمود أسبوعى فى جريدة اخبار اليوم بعنوان "أما بعد "وكانت له صفحة فى مجلة المصور بعنوان "على باب الله " وعمود فى مجلة الشباب ، واصدر العديد من المؤلفات أشهرها الولد الشقى ، الولد الشقى فى المنفى ، أمريكا ياويكا ، مصر من تانى ، مسافر على الرصيف ، حمار من الشرق ساخرا فيه من أوضاعنا فى العالم العربى ، ثم اعتزل العمل الصحفى والحياة العامة عام 2006 بعد ان تملك منه المرض . 

حول هذه المرحلة يقول السعدنى (منذ ان اضطربت صحتى وارتفعت نسبة السكر والملح والاطباء ينصحونى بالاقلاع عن أكل اللحوم والخبز والنشوبات وعدم التدخين وعدم السهر وعدم التركيز وعدم الكتابة وعدم الكلام وعدم القراءة ..باختصار ينصحوننى بعدم الحياة . 

كان كلما سئل عن آخر اعماله التى ينوى كتابتها فيقول (لدى هموم ثقافية كثيرة اخشى ان اكتبها فيكون ضمنها آخر عمل وأموت بعدها ، وآخر أعمالى لم اكتبها بعد والذين يريدون منى كتابتها ينتظرون لحظة موتى أو إنهم يستعجلون أجلى .

الجريدة الرسمية