هل يستطيع ترامب إنهاء "حروب لا نهاية لها" قبل مغادرة الرئاسة؟
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركته الأخيرة ضد الصراعات الأمريكية المفتوحة التي يسميها ”الحروب التي لا نهاية لها“، وأعلن البنتاجون هذا الأسبوع أنه سيخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 جندي بينما سينخفض العدد في العراق من 3 آلاف إلى 2500، كما ستغادر القوات الأمريكية الصومال، على الرغم من عدم الإعلان عن العدد الدقيق.
ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب بحلول 15 يناير2021، أي قبل أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، ويأتي ذلك بعد عملية تطهير مفاجئة بعد الانتخابات لكبار المسؤولين العسكريين، وفقا لما أعلنه وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، بعد 8 أيام فقط من الإطاحة بسلفه مارك إسبر.
ولم يكن قرار ترامب بمثابة صدمة، فمنذ ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2016، عارض الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج، وأكسبه خطابه المناهض لهذه الالتزامات حلفاء غير متوقعين بين اليساريين والليبراليين الذين جادلوا طويلا بأن الجمود قد أصبح متجذرا في الوجود العسكري الأمريكي عالميا، والذي لم يعد يقدم فائدة تذكر للأمريكيين أو البلدان التي يقاتلون فيها.
ورحب مؤيدو هذه الرؤية بقرار ترامب في اللحظة الأخيرة بسحب القوات، وكتب ويليام روجر، مرشح ترامب ليكون سفيرا للولايات المتحدة في أفغانستان، ورجان مينون من كلية مدينة نيويورك في افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست: ”إن التحرك بسرعة يتميز بتصعيب الاسترخاء السياسي“.
ومع ذلك، حتى لو فاز ترامب في هذه المعركة، يبدو أنه خسر الحرب الأكبر لإعادة الجنود الأمريكيين إلى ديارهم، فحتى تحركاته الأخيرة، لن يكون لها تأثير يُذكر على القوات الأمريكية المتمركزة في الخارج والبالغ عددها 200 ألف جندي، ولم تحرز خطط ترامب لنقل 12 ألف جندي من ألمانيا تقدما يذكر، ويبدو أن جهوده لإنهاء الحروب التي لا نهاية لها لن تشكل فارقا كبيرا.
وفي سعي ترامب، وفشله، لإعادة القوات الأمريكية إلى أمريكا، تشبه جهوده سجلات الرؤساء في الفترة الأخيرة، حيث كثيرا ما أكد سلفه، الرئيس باراك أوباما، أنه ما من شيء يسمى ”حلا عسكريا“، وقال ذات مرة إن الحرب كانت ”تعبيرا عن الحماقة الإنسانية“، وخلال فترة ولايته الأولى، أشرف على خطة طموحة لسحب حوالي 150 ألف جندي أمريكي من العراق.
إلا أنه في نهاية المطاف، فشل أوباما في تقليص التزامات أمريكا في الخارج، وبعد أن ملأ تنظيم داعش الفراغ في بلاد الشام، أعاد آلاف الجنود الأمريكيين إلى العراق، كما بدأ بقصف التنظيم في سوريا، وزاد بقدر كبير من أعداد القوات في أفغانستان على أمل تحقيق انتصار حاسم على حركة طالبان والتي ظلت مراوغة حتى ترك أوباما منصبه في عام 2017.
وكان ترامب من أشد المنتقدين لسياسات إدارة أوباما في العراق وأفغانستان، والآن، حتى العديد من حلفائه على اليمين يقولون إنه يرتكب نفس الأخطاء، ووصفت صحيفة ”واشنطن فري بيكون“ الانسحاب من أفغانستان والعراق بأنه ”هدية فراق للإرهابيين“، في حين قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إن ”الخروج الأمريكي المبكر سيكون على الأرجح أسوأ“ من انسحاب أوباما من العراق في عام 2011.
وفي الوقت نفسه، يجادل المنتقدون الليبراليون بأن إدارة ترامب كانت ميالة إلى أسوأ جوانب حرب أوباما على الإرهاب، وتظهر البيانات الصادرة عن مجموعة ”إير وورز“ التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، أن وفيات المدنيين خلال غارات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ارتفعت بنسبة 300 % تقريبا في السنة الأولى من ولاية ترامب.
وكثيرا ما تصادمت تصرفات ترامب العدوانية على الساحة العالمية مع مثله العليا المعلنة، فقد أدت الاحتكاكات المتصاعدة مع إيران إلى زيادات هائلة في حجم القواعد الأمريكية في دول الخليج مثل قطر، كما أوصلت الضربة الأمريكية في يناير التي قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، البلدين إلى حافة الحرب.
وحتى في الوقت الذي كان فيه البنتاجون يقوم بتحركات لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، كانت هناك حاجة لأن يقنع المستشارون ترامب بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.
إلا أن فشل ترامب في إعادة القوات إلى بلاده يعكس حقيقة الجيش الأمريكي بقدر ما يعكس حقيقة ترامب، حيث تطغى المواقف العسكرية المتأصلة في كثير من الأحيان على القرارات المدنية.
ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب بحلول 15 يناير2021، أي قبل أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، ويأتي ذلك بعد عملية تطهير مفاجئة بعد الانتخابات لكبار المسؤولين العسكريين، وفقا لما أعلنه وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، بعد 8 أيام فقط من الإطاحة بسلفه مارك إسبر.
ولم يكن قرار ترامب بمثابة صدمة، فمنذ ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2016، عارض الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج، وأكسبه خطابه المناهض لهذه الالتزامات حلفاء غير متوقعين بين اليساريين والليبراليين الذين جادلوا طويلا بأن الجمود قد أصبح متجذرا في الوجود العسكري الأمريكي عالميا، والذي لم يعد يقدم فائدة تذكر للأمريكيين أو البلدان التي يقاتلون فيها.
ورحب مؤيدو هذه الرؤية بقرار ترامب في اللحظة الأخيرة بسحب القوات، وكتب ويليام روجر، مرشح ترامب ليكون سفيرا للولايات المتحدة في أفغانستان، ورجان مينون من كلية مدينة نيويورك في افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست: ”إن التحرك بسرعة يتميز بتصعيب الاسترخاء السياسي“.
ومع ذلك، حتى لو فاز ترامب في هذه المعركة، يبدو أنه خسر الحرب الأكبر لإعادة الجنود الأمريكيين إلى ديارهم، فحتى تحركاته الأخيرة، لن يكون لها تأثير يُذكر على القوات الأمريكية المتمركزة في الخارج والبالغ عددها 200 ألف جندي، ولم تحرز خطط ترامب لنقل 12 ألف جندي من ألمانيا تقدما يذكر، ويبدو أن جهوده لإنهاء الحروب التي لا نهاية لها لن تشكل فارقا كبيرا.
وفي سعي ترامب، وفشله، لإعادة القوات الأمريكية إلى أمريكا، تشبه جهوده سجلات الرؤساء في الفترة الأخيرة، حيث كثيرا ما أكد سلفه، الرئيس باراك أوباما، أنه ما من شيء يسمى ”حلا عسكريا“، وقال ذات مرة إن الحرب كانت ”تعبيرا عن الحماقة الإنسانية“، وخلال فترة ولايته الأولى، أشرف على خطة طموحة لسحب حوالي 150 ألف جندي أمريكي من العراق.
إلا أنه في نهاية المطاف، فشل أوباما في تقليص التزامات أمريكا في الخارج، وبعد أن ملأ تنظيم داعش الفراغ في بلاد الشام، أعاد آلاف الجنود الأمريكيين إلى العراق، كما بدأ بقصف التنظيم في سوريا، وزاد بقدر كبير من أعداد القوات في أفغانستان على أمل تحقيق انتصار حاسم على حركة طالبان والتي ظلت مراوغة حتى ترك أوباما منصبه في عام 2017.
وكان ترامب من أشد المنتقدين لسياسات إدارة أوباما في العراق وأفغانستان، والآن، حتى العديد من حلفائه على اليمين يقولون إنه يرتكب نفس الأخطاء، ووصفت صحيفة ”واشنطن فري بيكون“ الانسحاب من أفغانستان والعراق بأنه ”هدية فراق للإرهابيين“، في حين قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إن ”الخروج الأمريكي المبكر سيكون على الأرجح أسوأ“ من انسحاب أوباما من العراق في عام 2011.
وفي الوقت نفسه، يجادل المنتقدون الليبراليون بأن إدارة ترامب كانت ميالة إلى أسوأ جوانب حرب أوباما على الإرهاب، وتظهر البيانات الصادرة عن مجموعة ”إير وورز“ التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، أن وفيات المدنيين خلال غارات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ارتفعت بنسبة 300 % تقريبا في السنة الأولى من ولاية ترامب.
وكثيرا ما تصادمت تصرفات ترامب العدوانية على الساحة العالمية مع مثله العليا المعلنة، فقد أدت الاحتكاكات المتصاعدة مع إيران إلى زيادات هائلة في حجم القواعد الأمريكية في دول الخليج مثل قطر، كما أوصلت الضربة الأمريكية في يناير التي قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، البلدين إلى حافة الحرب.
وحتى في الوقت الذي كان فيه البنتاجون يقوم بتحركات لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، كانت هناك حاجة لأن يقنع المستشارون ترامب بالعدول عن توجيه ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.
إلا أن فشل ترامب في إعادة القوات إلى بلاده يعكس حقيقة الجيش الأمريكي بقدر ما يعكس حقيقة ترامب، حيث تطغى المواقف العسكرية المتأصلة في كثير من الأحيان على القرارات المدنية.