8 أعوام على تجليس البابا .. الحكمة والمحبة في رحاب الكاتدرائية
في مثل هذا اليوم من عام 2012، تم تجليس البابا تواضروس الثاني، على كرسي البابوية بالإسكندرية، أصبح بطريركا للكرازة المرقسية، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
ولد البابا تواضروس يوم الثلاثاء 4 نوفمبر عام 1952، والمثير أنه كان نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012.
ولد لأب يعمل مهندس مساحة، ووالدة تلقت تعليمها في دير القديسة دميانة، وهذا الاختلاط الروحي ـ المادي شكل شخصية البابا تواضروس، الذي تمتع منذ نعومة أظافره بالحكمة والعلم والمحبة.
عاش البابا في المنصورة حتى سن 5 سنوات، وسوهاج حتى التاسعة، ودمنهور والإسكندرية بجانب أخوته الثلاثة، بدأ الخدمة في صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 في كنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع الأب ميخائيل جرجس.
حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ومع أنه كان يحلم بأن يصبح صيدليا، بسبب مرض والده بقرحة في المعدة، ومساهمته في إراحة والده من الأوجاع، فوجد في ذهنه رباطا بين الصيدلي، والشخص الذي يريح الآخرين.
حصل البابا على بكالوريوس الكلية الإكليريكية من إكليريكية الإسكندرية عام 1983، وبعدها بعامين حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985 – لندن وأعقبها بدراسات عُليا في الهندسة الصيدلية في جامعة الإسكندرية، وعمل بالفعل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.
ترهبن عام 1988، واختار له البابا شنوده اسم "ثيودور"، وبعد الرهبنة أصبح مسئولًا عن استقبال الزوار، ثم انتقل للخدمة بإيبارشية البحيرة بدمنهور بعد رسامته كاهنًا بشهرين.
نال درجة الأسقف عام 1997 في عيد العنصرة، وأصبح أسقفا عاما يساعد الأنبا باخوميوس المطران في حقل إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية.
بعد وفاة البابا شنودة الثالث في مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عاماً، ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي منهم تواضروس .
أُجريت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية، وبعدها أقيم قداس القرعة الهيكلية، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً؛ عن طريق الطفل بيشوي جرجس سعد ـ 6 سنوات ـ أنذاك، بعد أن سحب الاسم من بين ثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين، ليصبح تواضروس هو البابا الجديد الـ 118 للبلاد.
