أحمد زكي يروي رحلة الشقاء والحب فى حياته
جاء الشاب الريفى العبقرى البعيد عن الوسامة إلى القاهرة، فهو ليس فى جمال حسين فهمى وأنور وجدى، بل نموذج لشخص عادى بسيط غلبان، لكنه تألق على الشاشة وأصبح نجم شباك فى سنوات قليلة، يقدم وجوهًا أكثر صدقًا للمصرى الأصيل.
يتحدث أحمد زكى عن مواقف وأحداث فى حياته.. هى عبارة عن رحلته فى طريق الفن منذ الميلاد.. خلال حوار أجراه معه الصحفى سيد زايد.. ونُشر بمجلة "اليمامة" عام 1998.
فعن حياته الأولى يقول: كان جميع أفراد العائلة فى منزل جدتى لأمى.. حيث كنت أعيش.. يعاملوننى بحياد فى المشاعر، فلم يشعروني بالحنان أو حتى القسوة، فإذا نجحتُ يقولون لى مبروك، بلا مشاعر وبلا طعم أو لون، لقد عشتُ ونشأتُ فى اللون الرمادى.. وكنتُ محتاجا للونين الأبيض والأسود.. وقد ظللتُ هكذا حتى أتممت عامى العشرين، فوجدت نفسى مغلقا على ذاتى.. لا أبوحُ بألمى للآخرين؛ حتى لا أستدر عطفهم، كما لا أبوح بفرحى، فأصبحت شخصية تأملية.. أتأمل نفسى والآخرين من حولي.
في عيد ميلاده الـ 71.. جوجل يحتفل بإمبراطور السينما المصرية أحمد زكي
وعن المسرح يقول: المسرح هو عشقى الأول فى الفن لأن المسرح هو لقاء مباشر بين الفنان والجمهور؛ مما يحقق المتعة للممثل، وقد أدمنتُ فى بداية مشوارى متابعة بروفات الممثلين فى المسرح القومى والمسرح الحديث، حيث كنت زبونًا دائمًا فى المسرح، وخرجتُ منها بحصيلة تجارب كبيرة، إلا أن التجارب التى قدمتها فيما بعد كانت فى أدوار صغيرة هامشية؛ لأنى لم أجد النص الجيد.
وفى السينما طالما حلمتُ بالعالمية، وكانت أفلامي كلها خطوة نحو العالمية.. فقد رشحنى مخرج تونسى لفيلم من بطولة داتسون هوفمن والنجمة كارتين دينيف.. وكان دور شاب أسمر صومالى لكنى اعتذرت، ثم رُشِّحت لفيلم في أفغانستان واعتذرتُ أيضا لأنى كرهتُ السفر والغربة، وربما السبب كما قال الفنان عمر الشريف: (أنه لولا عدم قدرة أحمد زكى على التحدث بالإنجليزية لأصبح الأفضل عالميا لأنه كممثل له قدرة فائقة فى التمثيل).
ويقول عن احوال السينما: تغيرت السينما كثيرا عما كانت عليه، وزادت الشخصيات تعقيدا، والسينما الواقعية اليوم ليست تلك التى تنزل فيها الكاميرا إلى الشارع فقط، بل أيضا تلك التى تتحدث عن إنسان الحاضر بكل أفكاره ومشاكله.
وعن الشخصيات التى أداها يقول: صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشى فى فيلم "احلام هند وكاميليا وطائر على الطريق وكابوريا"، لكن كل دور كان شخصية مختلفة، وشخصيات اليوم غالبا رمادية ليست بيضاء وليست سوداء، ليست خيرة تماما، وليست شريرة تماما، وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التى من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجتهد كثيرا فى سبيل فهم هذه الأحوال.
وقد تسبب لونى الأسمر وشعرى الاكرت في تأخر نجوميتى حيث رفضنى القائمون على السينما الذين اعتادوا الاستعانة بالشاب الوسيم الجان، فعندما عرضوا عليَّ فيلم الكرنك مع سعاد حسنى رفض المنتج رمسيس نجيب وقال: "ماينفعش واد أسود يحب السندريلا".
أتعامل مع التليفزيون بحذر شديد؛ لأن كثرة المسلسلات تحرق الممثل وتجعل منه آلة؛ مما يفقده عنصر الصدق؛ لذلك فأعمالى مقلة جدا فيه لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.