رئيس التحرير
عصام كامل

استعجال إجراء تحليل البصمة الوراثية لثالث ضحايا "سفاح الجيزة"

هيكل عطمي_أرشيفية
هيكل عطمي_أرشيفية

طلبت نيابة الجيزة استعجال إجراء تحليل البصمة الوراثية للجثة الثالثة لـ"سفاح الجيزة" ، وكلفت الطب الشرعي بالتشريح لمعرفة سبب الوفاة، وكتابة تقرير الصفة التشريحية للمتوفية .


ويتم أخذ عينة من الهيكل العظمي للمجني عليهم ومطابقته ابالبصمة الوراثية لأقاربهم، تمهيدا لاستخراج تصريح بالدفن.

كما كشفت زوجة سفاح الجيزة عن كواليس حياتها معه خلال ٩ أشهر زواج قبل اكتشاف جرائمه. 

وقالت زوجة المتهم إنها لم تكن تتوقع ما اكتشفته خاصة أنه كان يعاملها بكل لين وطيبة وأسرتها جميعا تحبه وتثق به وأضافت أنها أجهضت حملها ٣ مرات، واكتشفت أنها كانت تفقد جنينها فور علمها بالحمل  حيث كان زوجها يحضر لها أطعمة وعصائر وحلويات، قائلة: كان بيجيبلي حاجات من بره، حلويات وعصاير وأكل جاهز، وكان بيجبرني آكله مخصوص أول ما يعرف إني حامل وماشكتش فيه للحظة، وعرفت أنه كان بيحطلي حاجات في الأكل تجهضني. 

ولفتت إلى أنها حاولت الوصول إليه يوم القبض عليه في 11 مايو لكنها لم تستطع، مضيفة أنه اتصل بها هاتفيًا اليوم التالي وأخبرها أنه ذهب إلى القاهرة، لكنها لم تطمئن للوضع.

وذكرت أنه كان يتواصل معها يوميًا من داخل محبسه، لكنه كان يعطيها مبررات مختلفة، حتى أخبرها أن أشخاصا ورطوه في جريمة وتم حبسه وكان حديثه متناقضا حتى علمت بحبسه في جرائم كثيرة. 

وأشارت إلى أن السكرتيرة الخاصة بالمتهم أرسلت لها أوراقًا وسبع بطاقات شخصية له، قدمتها لقسم سيدي جابر، ذاكرة أنه تزوجها بشخصية وكان عقد الشقة التي تسكن فيها باسم مختلف.

وكشفت أنه كان قد قال لها إن الشقة التي تسكنها تمليك، متابعة: «رابع يوم من اختفائه البواب قال لي إنها إيجار، ولقيت صاحب الشقة أعطاني عقدا باسم محمد مصطفى أحمد محروس، ومن هنا اكتشفت إني متجوزة نصاب».

وأوضحت أنها اكتشفت أن عقد الزواج مزور، معربة عن استيائها وأهلها مما حدث لها.

واستطردت: كان شخصا غامضا، لكنه خير وأي صلاة يسيب اللي في إيده ويجري على الجامع ويحسسك إنه بني آدم طبيعي ومتدين»، لافتة إلى أنه رغم ذلك كانت للمتهم علاقات جنسية متعددة.

ونوهت بأنها اكتشفت ذلك من خلال الرسائل الموجودة على هاتفه المحمول، موضحة أنه كان ينفي ذلك عندما كانت تواجهه.

وواصلت: عشت معه ٩ أشهر، وتعرف عليا من خلال والدي أثناء الصلاة في الجامع، والشخص اللي قدمه قال إنه مهندس كهرباء ومسجل في النقابة، أول مرة جاء وحده والثانية مع خالته وقال المرة الجاية هجيب خالي وعرفنا بعد كده إنهم مش قرايبه أصلا. 

وأكدت أنه كان متعجلًا إتمام الزواج منها، إضافة إلى أنه أصر على أن يأتي بمأذون من طرفه. 

كما تبين من التحقيقات أيضا أن هناك تضاربا فى أقوال المتهم حيث اعترف بقتله زوجته وصديقه بجرعتى "سم فئران" ثم عدل عن أقواله أثناء الإجراء وقال لمحقق النيابة إنه قام بقتل صديقه بالضرب على رأسه بأداة حادة، وقتل زوجته برطم رأسها فى الحائط.

وعندما واجه فريق المباحث والنيابة العامة المتهم بأقواله الأولية أكدها، حيث إنه قتلهما بالسم ثم ضربهما على رأسيهما للتأكد من مقتلهما، وأن زوجته عندما بدأ السم يسرى فى جسدها حاولت الاستغاثة والصراخ لشكها فيه وتعمد أذيتها بالطعام المسموم فقام برطم رأسها فى الحائط عدة مرات قبل أن تفضحه وسط الجيران.

وأوفدت مباحث الجيزة مأمورية أمنية إلى محافظة الإسكندرية لإجراء تحريات حول مكان الجريمة الرابعة التى اعترف المتهم بتفاصيلها، كما يتم البحث عن مكان دفن الجثة فى مخزن محل أجهزة كهربائية كان استأجره المتهم منذ عدة سنوات وقام بقتلها ودفنها به.

ويتولى فريق البحث الذى توجه إلى الإسكندرية جمع التحريات حول نشاط المتهم خلال السنوات التى أقامها بالمحافظة وتزوجه من عدة سيدات ببطاقات هوية مزيفة لمواجهته بها.

واعترف المتهم أنه استغل حصوله على بطاقة صديقه المهندس القتيل وتمكن من وضع صورته عليها لانتحال صفته ولم يستخدم اسمه الحقيقى طوال تلك السنوات حتى ألقى القبض عليه بتهمة السرقة وتم سجنه باسم صديقه.

وتوصلت التحقيقات والتحريات فى القضية، إلى أن المتهم محترف فى القتل، وأنهى حياة 4 أشخاص حتى الآن، هم: صديقه رضا محمد عبد اللطيف 48 سنة محاسب، وزوجته فاطمة الزهراء زكريا على 33 سنة، وشقيقتها رودينا زكريا على، ودفنهم فى شقة بمنطقة بولاق الدكرور، بالإضافة إلى قتل إحدى الفتيات فى الإسكندرية، ودفنها فى مخزن بمنطقة العصافرة.

وكشفت التحريات بأن شقيق المجنى عليه "رضا"، تقدم ببلاغ إلى نيابة الهرم، يطلب فيه فتح التحقيق فى محضر رقم 4332 إداري بولاق الدكرور لسنة 2015، الخاص بتغيب شقيقه، متهما محاميه "قذافى. ف" بأنه وراء الاختفاء.

وأضاف المبلغ أنه خلال الكشف عن شقيقه فى سجلات وزارة الداخلية منذ اختفائه فى أبريل 2015، خشية أن يكون سبب الاختفاء القبض عليه، تبين أنه فى ديسمبر 2019 حكم بالحبس على شقيقه رضا فى قضية سرقة بسيدى جابر بالإسكندرية، وأنه بعد التواصل مع سيدة تدعى أنها زوجته، اكتشف أن صديق شقيقه المحامى هو منتحل اسمه، وتزوج من تلك السيدة، وأنه هو المحبوس فى قضية السرقة.

وقررت النيابة استدعاء "رضا محمد عبد اللطيف" من محبسه فى سجن استئناف القاهرة، وتبين للنيابة العامة بأن من حضر أمامها هو "قذافى. ف"، وأنه منتحل اسم المجنى عليه، وبمواجهته اعترف بأنه انتحل الاسم وسرق أمواله، لكنه لم يعترف بقتله.

وبتكثيف التحريات، واجهت النيابة العامة المتهم بما أسفرت عنه، واعترف بقتل صديقه رضا محمد عبد اللطيف بسبب خلافات مالية، كما اعترف بقتل زوجته فاطمة الزهراء زكريا على، ودفنهما فى شقة بشارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور.

وأضافت التحريات، أنه بعد التحقيق مع المتهم لمده 5 أيام اعترف بارتكاب واقعتين جديدتين، وهما قتل رودينا شقيقة زوجته الثانية، ودفنها فى مقبرة بولاق الدكرور، بالإضافة إلى قتل فتاة فى الإسكندرية حصل منها على مبلغ 45 ألف جنيه، وعندما طلبت منه رد المبلغ، قتلها ودفنها فى مخزن بمنطقة العصافرة.

 وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها بحثا عن ضحايا جدد فى محافظتى الإسكندرية والدقهلية.

الجريدة الرسمية