في عيد ميلاده الـ85.. مجدي يعقوب جراح قلب الإنسانية | صور
تحتفل مصر والعالم أجمع اليوم بعيد ميلاد خيرة من أنجبت مصر، ومن أعظم من ارتووا
بنيلها العظيم، إنه السير مجدي يعقوب، الذي يبدو هرما رابعا رائعا يطال أهرامات الجيزة
ويباري معابد وادي الملوك.
لم تخطفه الميديا بل عاش زاهدا كأنه ناسك متصوف يفر من الأضواء كأنها نار تحرق، ويسعد بابتسامة طفل تماثل للشفاء .
ولد الجراح العالمي مجدي يعقوب في السادس عشر من نوفمبر عام 1935 بمحافظة الشرقية، ورث المهنة وحبها عن والده الدكتور حبيب يعقوب الجراح بوزارة الصحة، والذي تنقل للعمل بين معظم محافظات مصر، وأُطلق اسمه على أحد شوارع حي العجوزة بالقاهرة.
وإنجازاته تتحدث عنه فهو صاحب الأكثر من ألفي عملية زراعة وما يقرب من 40 ألف عملية قلب مفتوح.
"ابن الوز عوام"
ومقولة "ابن الوز عوّام" لم تأت من فراغ، حيث كان والد الدكتور مجدي يعقوب جراحا أيضا، ما أعطاه إلهاما أكبر لاختيار هذه المهنة، وحصل على تعليمه الطبي في جامعة القاهرة وفي عام 1957، قرر أن يتخصص في جراحة القلب، خاصة أن عمته توفيت عن 23 عاما بسبب مرض القلب، وكان يعقوب آنذاك في سن السابعة، ورأى كيف تأثر والده كثيرا لوفاة شقيقته، حسب ما أفاد به يعقوب في أحد لقاءاته التلفزيونية.
الانتقال إلى بريطانيا
انتقل يعقوب إلى بريطانيا عام 1962، ثم عمل مدرسا في جامعة شيكاجو، وأصبح مستشارا في جراحة القلب في مستشفى هاريفيلد عام 1973.
وعين مديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992 في المستشفى، كما عين أستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.
جوائز وأوسمة
نال السير يعقوب الكثير من التكريمات المدنية؛ مثل وسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة بارما، ووسام مدينة أثينا، وجائزة "راي فيش" من معهد القلب في تكساس للإنجاز العلمي في أمراض القلب والأوعية الدموية عام 1998.
كما حصل على جائزة الإنجاز المتميز عام 1999، وجائزة "جولدن هيبوكريتس" الدولية للتميز في جراحة القلب عام 2003، وجائزة الجمعية الدولية لجراحة القلب وزرع الرئة عام 2004، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب عام 2006، وجائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية الإنسانية عام 2006، ووسام الاستحقاق من رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية عام 2007، وقلادة النيل العُظمى للعلوم والإنسانية عام 2011 وغيرها.
لقب سير
بالإضافة لكل ذلك، تم منح يعقوب لقب "فارس" من جانب الملكة إليزابيث الثانية عام 1966، وحصل على جائزة فخر بريطانيا عام 2007، بحضور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، إثر إنجازه أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا.
حياته.
تزوج السير مجدي يعقوب ألمانية توفيت عام 2012، وله منها 3 أبناء؛ هم أندرو وصوفي وليزا، وأشار في وقت سابق إلى وجود 3 أحفاد له، كلهم يعملون أعضاء هيئة تدريس في بلد إقامتهم.
جراحات لا يصدقها عقل
أجرى يعقوب في عام 1980 عملية نقل قلب لمريض يدعى دريك موريس، وبات آنذاك أكبر من خضع لجراحة نقل قلب على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005.
وفي عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عاما حتى توفي جون عام 2016.
وأخيرا ديفيد أجات، أكبر مريض زرع قلب الذي احتفل في أكتوبر قبل الماضي بعيد ميلاده الـ90، بعد 35 سنة من عملية زراعة قلب أجراها له الدكتور مجدي يعقوب عام 1984، وأُخذ القلب المزروع آنذاك من طفلة توفيت في عامها الرابع عشر، وأخبره الدكتور يعقوب حينها أنه سيعيش 10 سنوات إضافية، إلا أن ديفيد عاش بعدها 35 سنة حتى وصل الآن إلى عمر التسعين، بحسب موقع DAILY MIRROR.
عن ذلك قال ديفيد أجات إن "عملية زرع القلب منحته القدرة على العيش لكي يستكمل عمله ضابط شرطة، حيث إنه شارك خلال عامين فقط في التحقيق في 23 جريمة قتل".
وفي تلك المناسبة، أرسل "ديفيد" تحياته إلى الدكتور مجدي يعقوب، وشارك السير في تهنئة ديفيد بعيد ميلاده، مبديا سعادته بقصته، مؤكدا أهمية التبرع بالأعضاء لمنح الآخرين فرصة العيش وتقديم النفع لمجتمعاتهم.
استدعاء ملكي
كشف أيضا مجدي يعقوب عن جراحة لا ينساها، حيث وصل إليه استدعاء من الملكة إليزابيث لإجراء عملية جراحية جديدة من نوعها، تتمثل في استئصال وليس زراعة قلب، المريضة كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتمت زراعة قلب لها بجوار قلبها لمساعدتها في الحياة لتصاب بعد ذلك بالسرطان، وتدخل الجراح المصري لاستئصال القلب الجديد للطفلة بعد استدعاء ملكة بريطانيا له.
ونجحت الجراحة، لتصل الطفلة في الوقت الحالي إلى عمر 24 عاما، ليس ذلك فحسب، بل إن الفتاة بصحة جيدة وأنجبت أطفالا صغارا.
وشاح بن راشد
وقلَّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور مجدي يعقوب، وشاح "محمد بن راشد للعمل الإنساني"، تقديراً لجهوده التي قدّمها في مجال الطب والأبحاث العلمية على مدار أكثر من 50 عاماً.
ودمج يعقوب بين العلم والعمل الإنساني، بتأسيس مؤسسة "سلسلة الأمل" الخيرية بالمملكة المتحدة، لتقديم العلاج مجاناً للمرضى الذي يعانون أمراضا خطيرة في القلب، وعلى مدار سنوات طويلة تمكنت المؤسسة من تشخيص 600 حالة وإجراء عمليات زراعة قلب لها.
وعلى مدار 5 عقود اهتم يعقوب بتخصيص جراحات لإنقاذ حياة الأطفال، عبر طاقم طبي متخصص ووحدات طبية متخصصة في جراحة القلب للأطفال، لينجح في استقطاب نحو 70 عالماً وطبيباً إلى مؤسسة "سلسلة الأمل" للمشاركة في جراحات زراعة القلب للأطفال.
وكانت أول جراحة نادرة يجريها مجدي يعقوب في مركز أسوان لجراحات القلب في عام 2009 لطفل عمره 12 سنة ويعاني ضيقاً خلقياً في الصمام الأورطي، واستغرقت العملية 11 ساعة كاملة وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية وبعدها نفذ المركز المئات من عمليات القلب المفتوح.
لم تخطفه الميديا بل عاش زاهدا كأنه ناسك متصوف يفر من الأضواء كأنها نار تحرق، ويسعد بابتسامة طفل تماثل للشفاء .
ولد الجراح العالمي مجدي يعقوب في السادس عشر من نوفمبر عام 1935 بمحافظة الشرقية، ورث المهنة وحبها عن والده الدكتور حبيب يعقوب الجراح بوزارة الصحة، والذي تنقل للعمل بين معظم محافظات مصر، وأُطلق اسمه على أحد شوارع حي العجوزة بالقاهرة.
وإنجازاته تتحدث عنه فهو صاحب الأكثر من ألفي عملية زراعة وما يقرب من 40 ألف عملية قلب مفتوح.
"ابن الوز عوام"
ومقولة "ابن الوز عوّام" لم تأت من فراغ، حيث كان والد الدكتور مجدي يعقوب جراحا أيضا، ما أعطاه إلهاما أكبر لاختيار هذه المهنة، وحصل على تعليمه الطبي في جامعة القاهرة وفي عام 1957، قرر أن يتخصص في جراحة القلب، خاصة أن عمته توفيت عن 23 عاما بسبب مرض القلب، وكان يعقوب آنذاك في سن السابعة، ورأى كيف تأثر والده كثيرا لوفاة شقيقته، حسب ما أفاد به يعقوب في أحد لقاءاته التلفزيونية.
الانتقال إلى بريطانيا
انتقل يعقوب إلى بريطانيا عام 1962، ثم عمل مدرسا في جامعة شيكاجو، وأصبح مستشارا في جراحة القلب في مستشفى هاريفيلد عام 1973.
وعين مديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992 في المستشفى، كما عين أستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.
جوائز وأوسمة
نال السير يعقوب الكثير من التكريمات المدنية؛ مثل وسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة بارما، ووسام مدينة أثينا، وجائزة "راي فيش" من معهد القلب في تكساس للإنجاز العلمي في أمراض القلب والأوعية الدموية عام 1998.
كما حصل على جائزة الإنجاز المتميز عام 1999، وجائزة "جولدن هيبوكريتس" الدولية للتميز في جراحة القلب عام 2003، وجائزة الجمعية الدولية لجراحة القلب وزرع الرئة عام 2004، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب عام 2006، وجائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية الإنسانية عام 2006، ووسام الاستحقاق من رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية عام 2007، وقلادة النيل العُظمى للعلوم والإنسانية عام 2011 وغيرها.
لقب سير
بالإضافة لكل ذلك، تم منح يعقوب لقب "فارس" من جانب الملكة إليزابيث الثانية عام 1966، وحصل على جائزة فخر بريطانيا عام 2007، بحضور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، إثر إنجازه أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا.
حياته.
تزوج السير مجدي يعقوب ألمانية توفيت عام 2012، وله منها 3 أبناء؛ هم أندرو وصوفي وليزا، وأشار في وقت سابق إلى وجود 3 أحفاد له، كلهم يعملون أعضاء هيئة تدريس في بلد إقامتهم.
جراحات لا يصدقها عقل
أجرى يعقوب في عام 1980 عملية نقل قلب لمريض يدعى دريك موريس، وبات آنذاك أكبر من خضع لجراحة نقل قلب على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005.
وفي عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عاما حتى توفي جون عام 2016.
وأخيرا ديفيد أجات، أكبر مريض زرع قلب الذي احتفل في أكتوبر قبل الماضي بعيد ميلاده الـ90، بعد 35 سنة من عملية زراعة قلب أجراها له الدكتور مجدي يعقوب عام 1984، وأُخذ القلب المزروع آنذاك من طفلة توفيت في عامها الرابع عشر، وأخبره الدكتور يعقوب حينها أنه سيعيش 10 سنوات إضافية، إلا أن ديفيد عاش بعدها 35 سنة حتى وصل الآن إلى عمر التسعين، بحسب موقع DAILY MIRROR.
عن ذلك قال ديفيد أجات إن "عملية زرع القلب منحته القدرة على العيش لكي يستكمل عمله ضابط شرطة، حيث إنه شارك خلال عامين فقط في التحقيق في 23 جريمة قتل".
وفي تلك المناسبة، أرسل "ديفيد" تحياته إلى الدكتور مجدي يعقوب، وشارك السير في تهنئة ديفيد بعيد ميلاده، مبديا سعادته بقصته، مؤكدا أهمية التبرع بالأعضاء لمنح الآخرين فرصة العيش وتقديم النفع لمجتمعاتهم.
استدعاء ملكي
كشف أيضا مجدي يعقوب عن جراحة لا ينساها، حيث وصل إليه استدعاء من الملكة إليزابيث لإجراء عملية جراحية جديدة من نوعها، تتمثل في استئصال وليس زراعة قلب، المريضة كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتمت زراعة قلب لها بجوار قلبها لمساعدتها في الحياة لتصاب بعد ذلك بالسرطان، وتدخل الجراح المصري لاستئصال القلب الجديد للطفلة بعد استدعاء ملكة بريطانيا له.
ونجحت الجراحة، لتصل الطفلة في الوقت الحالي إلى عمر 24 عاما، ليس ذلك فحسب، بل إن الفتاة بصحة جيدة وأنجبت أطفالا صغارا.
وشاح بن راشد
وقلَّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور مجدي يعقوب، وشاح "محمد بن راشد للعمل الإنساني"، تقديراً لجهوده التي قدّمها في مجال الطب والأبحاث العلمية على مدار أكثر من 50 عاماً.
ودمج يعقوب بين العلم والعمل الإنساني، بتأسيس مؤسسة "سلسلة الأمل" الخيرية بالمملكة المتحدة، لتقديم العلاج مجاناً للمرضى الذي يعانون أمراضا خطيرة في القلب، وعلى مدار سنوات طويلة تمكنت المؤسسة من تشخيص 600 حالة وإجراء عمليات زراعة قلب لها.
وعلى مدار 5 عقود اهتم يعقوب بتخصيص جراحات لإنقاذ حياة الأطفال، عبر طاقم طبي متخصص ووحدات طبية متخصصة في جراحة القلب للأطفال، لينجح في استقطاب نحو 70 عالماً وطبيباً إلى مؤسسة "سلسلة الأمل" للمشاركة في جراحات زراعة القلب للأطفال.
وكانت أول جراحة نادرة يجريها مجدي يعقوب في مركز أسوان لجراحات القلب في عام 2009 لطفل عمره 12 سنة ويعاني ضيقاً خلقياً في الصمام الأورطي، واستغرقت العملية 11 ساعة كاملة وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية وبعدها نفذ المركز المئات من عمليات القلب المفتوح.