رئيس التحرير
عصام كامل

أداة بايدن لاستعادة القيادة الأمريكية.. من هي "سوزان رايس" المرشحة لتولي وزارة الخارجية؟

سوزان رايس
سوزان رايس
يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لوضع ملامح إدارته الجديدة واختيار وزرائها وسفرائها خارج الولايات المتحدة، ومن بين الأسماء البارزة المتوقع أن تتولى مراكز مهمة "سوزان رايس".




وبحسب مجلة «نيوز ويك» الأمريكية، قالت المصادر، إن جو بايدن، يسعى من خلال تولية سوزان رايس وزارة الخارجية الأمريكية، لإعادة ترميم صورة الولايات المتحدة في الخارج واستعادة القيادة العالمية بعد أربع سنوات مضطربة في عهد دونالد ترامب الذي يرفض قبول نتيجة الانتخابات إلى الآن.



و رايس سياسية مخضرمة، إذ شغلت سابقاً مناصب عدة، فهي كانت سفيرة سابقة للأمم المتحدة ومستشارة للأمن القومي في عهد باراك أوباما. ورُجح ترشيحها لمنصب نائب الرئيس قبل كامالا هاريس.



ورغم ارتباط اسمها بفضيحة بنغازي التي قٌتل فيها 4 أمريكيين بمن فيهم السفير الأمريكي جيه كريستوفر ستيفنز، لكن تبقى حظوظها في تولي وزارة الخارجية كبيرة.



الصين

تركز سياسة سوزان رايس الخارجية علي محاور عدة، أهمها الصين وروسيا والشرق الأوسط، وبما يتعلق بالصين، تقول التقارير، إن رايس ستعمل على تسوية الاختلالات التجارية بين بكين وواشنطن، إضافة إلى التصدي إلى عمليات التجسس الصينية الخارجية، واحترام حقوق الإنسان وأقلية الإيجور المسلمة التي تتعرض لاضطهاد كبير من قبل الصين، فهي تعزلهم في معازل خاصة بحجة منع انتشار التطرف بينهم.



كذلك أشارت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية والمدعومة من الدولة، إلى أن رايس تعتبر جزءاً من موجة أمريكية متشددة ضد الصين، وعلقت أن "هدف سياسة إدارة بايدن تجاه الصين يكاد يكون متطابقاً مع إدارة ترامب، وإن تم الإعلان عنها بلباقة أكبر".


وتوقعت الصحيفة، أن "تستمر إدارة بايدن في اعتبار الصين منافسها الرئيسي، فهي ترى في بكين تهديد للحفاظ على مكانة أمريكا العالمية".



روسيا


وبشأن بروسيا، تصف سوزان رايس موسكو بأنها التهديد الأول لأمريكا على غرار بايدن، الذي تعهد مراراً بالرد على تدخلات الكرملين الخارجية والعسكرية.


ووجهت رايس اللوم إلى ترامب مراراً لفشله في الوقوف في وجه بوتين، وقالت في أغسطس الماضي، إنها مقتنعة تماماً بأن روسيا ستتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 واتهمت ترامب والحزب الجمهوري بالتواطؤ مع روسيا لهزيمة بايدن.


وانتقدت ترامب أيضاً لرفضه اتخاذ إجراءات بعد تقارير عن منح روسية أموال لمقاتلي طالبان في أفغانستان لقتل عناصر من القوات الأمريكية. وأكدت رايس، "إن ترامب فشل تماماً في قيادة أمريكا عالمياً".


وترى رايس ترابط بين روسيا وموجة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي اندلعت في الولايات المتحدة مؤخراً، فهي لمحت مراراً إلى أن موسكو تدعم أطرافاً معينة تنادي بتفوق العرق الأبيض لإحداث شرخ كبير في المجتمع الأمريكي. 


الشرق الأوسط

وعن سياسة رايس تجاه الشرق الأوسط، تقول التقارير، إن إدارة بايدن تحتفظ بعلاقات متينة مع إسرائيل، وقاومت الأصوات الديمقراطية المطالبة بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لكن يُرجح أن تتبع سوزان رايس نهجاً أقل تسامحاً عما كان عليه الأمر في زمن إدارة ترامب.

وتنتقد وسائل الإعلام الإسرائيلية سوزان رايس، كونها تدعم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، والذي ترفضه تل أبيب تماماً، وترى فيه خطراً يهددها.



ورايس هي أيضاً من بين مجموعة من الدبلوماسيين والمسؤولين وقادة العالم الذين حذروا إسرائيل من المضي قدماً في قرارها بضم أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية، إذ وقالت إن إقدام نتانياهو على هذه الخطوة "سيؤدي إلى تراجع الدعم التقليدي القوي من الحزب الديمقراطي".



داعش

وترى رايس في الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ضرورة استراتيجية، حتى لو كان ذلك مصحوباً بمشاكل معقدة، حيث انتقدت أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ووصفته بأنه "كارثة استراتيجية".

ومن المرجح أن تواصل إدارة بايدن العمليات ضد داعش في سوريا بينما تحاول إبعاد روسيا وإيران والأسد عن المشهد.

مع ذلك واجهت رايس وإدارة أوباما انتقادات على نطاق واسع لفشلهم في الرد على تجاوز الأسد "الخط الأحمر" باستخدامه الأسلحة الكيماوية في الصراع الفوضوي الدائر منذ 2011.
الجريدة الرسمية