رئيس التحرير
عصام كامل

43 عاما على إصدار أول صحيفة معارضة فى مصر بعد الثورة

الدكتور صلاح قبضايا
الدكتور صلاح قبضايا

فى عام 1977 دخلت مصر فى مرحلة سياسية جديدة بتشكيل ثلاث منابر سياسية تحولت بسرعة الى ثلاث احزاب هى حزب الوسط واسمه حزب مصر ، وحزب اليمين واسمه حزب الاحرار الاشتراكيين بقيادة مصطفى كامل مراد  وحزب اليسار وهو حزب التجمع التقدمى الوحدوى .بقيادة خالد محيى الدين .



وتم اجراء اول انتخابات فى ظل التعددية الحزبية واجمع الكثيرين على انها كانت انتخابات نظيفة ونزيهة وعادلة وفاز حزب مصر فيها بالاغلبية ، وشكل رئيسه ممدوح سالم الوزارة الذى اصدر جريدة "مصر" تتحدث بلسان الحكومة .
وحصل حزب الاحرار على زعامة المعارضة طبقا لعدد المقاعد التى فاز بها فى هذه الانتخابات ، وتولى رئيسه المغفور له مصطفى كامل مراد زعامة المعارضة فى مجلس الشعب فكان بذلك اول زعيم للمعارضة فى مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952 .

اصبح من حق الاحزاب طبقا للدستور والقانون اصدار الصحف دون الحصول على تصريح بذلك ، ويكفى اخطار مجلس الشورى باسم الجريدة ورئيس تحريرها ليصبح لها الحق الشرعى فى الصدور .

وكانت جريدة الاحرار هى اول جريدة معارضة تصدر فى مصر فى مثل هذا اليوم 14 نوفمبر 1977 طبقا لنظام عودة الاحزاب وصدور اول جريدة فى مصر لاتخضع للحكومة ولا تنتمى الى الحزب الحاكم .ـ
ويشرح الدكتور صلاح قبضايا أول رئيس تحرير لجريدة معارضة فىى مصر بعد الثورة فى كتاب صدر له عن دار اخبار اليوم باسم (صحفى ضد الحكومة ) كيف صدرت الجريدة وكيف تولدت المعارضة من رحم جريدة الاحرار .

بدأ الصدور فى حجرتين بمبنى كورنيش النيل حيث مقر الحزب ،وتم الاتفاق بين الحزب والجريدة بعدم تدخل الحزب نهائيا فى شئون التحرير او فرض رقابة عليها على ان يكون من حق الحزب نشر بياناته وآرائه على صفحات الجريدة ،
الذكرى السادسة لرحيل فارس المعارضة صلاح قبضايا
 
بدأت الجريدة بقرض من بنك مصر ومبلغ من شركة التوزيع تحت حساب التوزيع ، وخرج العدد الاول بالمانشيت ( استجواب ممدوح سالم )واتهامه بإخفاء انهيار محصول القطن بما عرف بكارثة القطن فى الوجه القبلى التى تتضمن خسارة مليون قنطار .قدم الاستجواب العضو محمد عبد الشافى .وشارك سيدمرعى رئيس المجلس فى مناقشة الاستجواب الذى اعترف بصحة بيانات الاحرار .
وتوالت الخبطات الصحفية منها ارتفاع سعر الأرز من 5 الى 15 قرشا بعد تعبئته فى اكياس وتقدم وزير التموين زكريا توفيق عبدالفتاح ببلاغ الى امن الدولة ضد رئيس التحرير ، وايضا مهاجمة القرار 119 بتحديد هامش الربح وعارض كل من علوى حافظ ومصطفى مرادد القرار ، ثم كانت قضية بيع السينما الى الشيخ صالح كامل ضد  وزير الثقافة عبد المنعم الصاوى ، ثم جاءت قضية شقق المحافظة فى حى مدينة نصر التى فجرها الصحفى سعيد عبد الخالق التى تم تأجيرها ب6 جنيه فى الشهر الى الصفوة والفنانين وكانت نادية لطفى قد امدت الاحرار بالمعلومات .ثم كان استجواب بيع هضبة الهرم .الذى انتهى بقرار السادات بوقف البيع .
يتحدث وجيه ابو ذكرى رئيس تحرير جريدة مصر عن الاحرار المعارضة قائلا : كانت الاحرار أكبر عون لجريدة مصر، فقد أصبح هناك حوار بين طرفين وليس من طرف واحد.. دخلنا أنا وصلاح قبضايا في معارك صحفية عديدة، كان يقول الرأي، وأنا أقول الرأي الآخر والعكس. وكنا نلتقى بعد العمل ننا قش كافة القضايا السياسية وننتهى دائما الى حوار مثمر يؤدى فى النهاية الى ترسيخ مبادئ الصحافة الحرة .

الجريدة الرسمية