رئيس التحرير
عصام كامل

«الإسكندرية» تغرق «زي كل سنة».. المحافظ يؤكد: الأمطار أكبر من طاقتنا.. ونائب سابق يكشف كارثة «نقاط الاختناق»

أمطار الإسكندرية
أمطار الإسكندرية
«لا جديد يذكر.. لكن هناك قديم يعاد».. فرغم الوعود القاطعة التي أطلقتها قيادات المحافظة، والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الجهات المعنية بالأمر، إلا أن النتيجة كانت قريبة الشبه - إن لم تكن متطابقة- بالأعوام السابقة.. «الإسكندرية تغرق». 


غرق الإسكندرية

تكرار غرق عروس البحر المتوسط في مياه الأمطار، بعد تساقط الأمطار بغزارة خلال الأيام الماضية، أثار غضب أهالي المدينة، وسط تساؤلات عن الأسباب الحقيقية لغرق المدينة بعيدا عن الأسباب التي يتم الإعلان عنها.

وفى هذا السياق قال النائب البرلماني السابق، حمادة منصور: تكرار غرق الإسكندرية يرجع لعدة أسباب منذ أيام المستشار إسماعيل الجوسقي محافظ الإسكندرية الأسبق، حيث كان هناك مشروع تم تنفيذه باتفاقية حكومية مع وكالة التنمية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة للمستشار الجوسقي.. وتم إلغاء شبكة صرف الأمطار وضمها لشبكة الصرف الصحي، وإهدار مياه الأمطار التي يتم الاستفادة منها بجميع الدول.

تصريف المياه

وأضاف «منصور» أن «محافظة الإسكندرية ارتكبت غلطة كبيرة في ذلك الوقت، بإلغاء خط تصريف الأمطار وضمه للصرف الصحي الذي بات لا يستوعب حتى مياه المنازل، وهنا تكمن الأزمة الكبرى، فكان يجب الحفاظ على استمرارية وجود خط تصريف الأمطار، منفصلا حيث كان يصب مباشرة في البحر وترعة مريوط، كما أن الاعتماد على رفع المياه من محطات الصرف فاقم الأزمة، فكان يجب أن تكون محطات انحدار من خلال الدفع النفقي، هذا إضافة إلى أن المحطات متهالكة وتحتاج إلى صيانة وكذلك طلمبات الرفع».

نقاط الاختناق

«منصور» كشف، أنه وقت أن كان عضو مجلس محلي محافظة الإسكندرية أثناء تولي اللواء عادل لبيب المحافظة، رفض الأخير والمجلس تسلم مشروع العجمي لوجود مشكلات فيه، تمثلت في ١١ نقطة اختناق، وهي التي تسبب أزمات في حي العجمي حاليا، وشبكة العجمي كان بها 21 مشكلة بعد التنفيذ ورفضت المحافظة الاستلام.

وبعد عدة جلسات للجهاز التنفيذي للصرف الصحي وبحضور مهندس باسم بحيري تم حل 10 نقاط قبل يناير 2011، وتبقت 11 نقطة تسبب مشكلات وغرق شوارع العجمي، هذا إلى جانب وجود مشكلات في محطة ريدمبكس والألماني، وفوجئنا بعد ٢٥ يناير، بقيام المحافظة بتسلم المشروع بل وقيام رئيس الوزراء في ذلك الوقت إبراهيم محلب بالإشراف على هذا التسليم رغم كل العيوب الموجودة في المشروع.

على الجانب الآخر أوضح اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي، أن قدرة استيعاب محطات الصرف الصحي محددة بمليون متر مكعب، ومع تساقط الأمطار بغزارة لا تستوعب كل هذه المياه، وبالتالي تغرق الشوارع بشكل وقتي، ويتم رفعها بشكل سريع من خلال سيارات رفع المياه، والتي تتخطى أكثر من ١٠٠ سيارة بالمحافظة.

وأضاف «نافع»: نحتاج لأكثر من مليار جنيه لمشروعات الصرف الصحي والمعدات، والمليار جنيه التي سبق أن خصصت للمحافظة ذهبت للري في تبطين الترع وتوسيعها وتعويضات للفلاحين، وما تبقى ٧٥ مليون جنيه ما زالت موجودة، وهناك خطط مستمرة لمواجهة مياه الأمطار من خلال صيانة المحطات الموجودة تحت أيدينا ونماذج المحاكاة، وكذلك صيانة الطلمبات ورفع قدرة الشنايش.

شبكة مياه الشرب

وتحتوى الإسكندرية على أطول شبكة لمياه الشرب بطول 9280 كم، وشبكة للصرف الصحى بطول 6983 كم، وتم تنفيذ 6 مشروعات لمياه الشرب بقيمة 456 مليون جنيه، و29 مشروع مياه الشرب للإحلال والتجديد بقيمة 1 مليار جنيه، و2 مشروع لمياه الشرب جار تنفيذها بتكلفة 550 مليون جنيه.

وفى السياق ذاته قال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية: الأمطار التي تساقطت على المحافظة، هي الأكبر والأعنف، فخلال ساعات قليلة تساقطت أمطار بسعة أكثر 2.1 مليون متر مكعب مياه، في حين أن الطاقة الاستيعابية للصرف الصحي هي مليون و900 ألف متر مكعب، منهم مليون متر مستخدمة بالفعل في الصرف الصحي، ورغم ما تم من تجهيزات واستعدادات إلا أن كمية الأمطار كانت أكبر من طاقتنا.

وشدد المحافظ، على أن هناك حلولا يتم تنفيذها حاليا بالتعاون مع كلية الهندسة والأجهزة المختلفة منها: إنشاء خطوط صرف جديدة وتزويد محطات الصرف بطلمبات لسرعة رفع المياه، وزيادة عدد الشنايش والعمل الجماعي في سرعة رفع المياه وغيرها من الحلول غير التقليدية، لحين تنفيذ التغييرات الشاملة لمحطات الصرف الصحي.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية