رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب ساويرس : أنا مسيحي ومصلحة بلدي مقدمة على طائفتي.. ابتعدت عن السياسة لأكون نزيها .. عادل إمام أب روحي لي .. و"الجونة" ليس مهرجان فساتين

المهندس نجيب ساويرس
المهندس نجيب ساويرس
أدلى رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس بعدد من التصريحات خلال لقائه بقناة " سي إن إن بالعربية" التي استضافته منذ قليل.

الأوضاع في مصر


وفي البداية قال المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال: إن الرئيس الراحل حسني مبارك كان شخصا طيبا وأحدث استقرارا في مصر ولكن ظل في الحكم لمدة 30 عامًا وفي أواخر حكمه لم يتخذ قرارات تتواكب مع العصر ،علاوة على أنه لم يكن هناك حيز من الحرية والديمقراطية.

وأضاف :"الموبايل والإنترنت خلقوا مناخا جديدا وأصبح هناك طموحات في الحرية لا حدود ولا سقف لها، وعندما خنق نظام مبارك الناس كان الأمر صعبًا، إلي جانب أن مسألة التفكير في توريث الحكم لابنه جمال، والمشاكل التي كانت حول نزاهة انتخابات مجلس الشعب وقتها تسببت في غليان الشارع ونتج عنها ثورة 25 يناير.

وتابع: "وقفت مع ثورة 25 يناير من منطلق دعمي وتأييدي للحرية والديمقراطية برغم محبتي للرئيس الراحل مبارك كإنسان"، مضيفًا: "سأكتب في مذاكراتي أنني حاولت إنقاذ مبارك في النهاية وعمل مسعي لاستمرار الأمور وأن يصبح سليمًا ولكن الإصرار على مسألة التوريث كان سببا في فشل تلك المساعي بالنهاية".

وأكمل: "عملنا على إنقاذ مبارك بعد اندلاع الثورة وأنشأنا مجلسا أطلق عليه اسم مجلس الحكماء كنت عضوا فيه وكان هدفه المواكبة بين مطالب الشباب في الحرية والديمقراطية والتغيير وضمان عدم انزلاق البلاد في الفوضى وتجنب سرقة ثورة 25 يناير التي تم سرقتها من قبل جماعة الإخوان.

واتصلت بالرئيس وقتها واقترحت حلا وسطا وهو تولى اللواء عمر سليمان حكم البلاد لفترة انتقالية وتسيير الأمور لحين عمل انتخابات، ولكن للأسف المحاولة فشلت لعدة أسباب، فبرغم موافقة الرئيس مبارك شخصيا على المقترح الذي قدمه مجلس الحكماء، إلا أنه كان هناك اختلاف وعدم موافقة من قبل أسرته، وأصدقاء السوء حول مبارك حينها اعطوه نصائح سيئة، كما أن هناك أناسا كانوا يرفضون عمر سليمان شخصيا، إلى جانب أن الإخوان كانوا يلعبون من خلف الستار، فتجمعت هذه الأسباب لإفشال حل إنقاذ البلاد من شبح الفوضى وسرقة الثورة.

المصريين الأحرار

وحول التجربة الحزبية، قال "ساويرس" : إن حزب المصريين الأحرار الذي أسسه أدى مهمته في توقيته، لافتا إلي أنه عند تأسيس الحزب كان تنظيم الإخوان منظما وموجودا منذ 80 عامًا في حين أن الحزب كقوة ليبرالية علمانية كان وليد الساعة وليس له نفس التنظيم ، ولكن يجب أن يكون هناك تجمع وطني حر للتصدي للقوى الطائفية المتطرفة.

وتابع حزب المصريين الأحرار كان مقتنعا بالدولة الحديثة والاقتصاد الحر والتقدم بالبلد للأمام، وتصدينا للإخوان بقوة خلال فترة حكمهم وساهمنا بكثافة بقوة في ثورة 30 يونيو للتخلص من حكم الإخوان".

وأكمل:"بعد ثورة 30 يونيو لم أجد المناخ يسمح بالتحرك في السياسة بالطريقة المناسبة، وفي الحقيقة مثلما قال سقراط: أردت أن أكون نزيها فابتعدت عن السياسة"، مضيفًا:"أنا نزيه واللى علي قلبي علي لساني ومش دبلوماسي يا ابيض يا اسود ..معنديش مواءمات والسياسة عايزة حد بعيد عن شخصيتي"، وأكد أنه لن يكرر تجربته الحزبية مجددًا.

مستقبل مصر

وحول رؤيته عن مستقل مصر أكد "ساويرس" أنا مش خايف على مصر لأنها مبروكة وهي اللى احتضنت العذراء مريم والمسيح".

وتابع:"مصر دولة غنية ولكن الإدارة السيئة في الخمسينيات والستينيات تسببت في تأخرها، ولكن إحنا دلوقتي علي عكس بعض البلدان نسبة النمو تصل إلي 5% رغم أزمة كورونا، وأن التعامل مع الجائحة من قبل الدولة كان رائعًا".

وأشار إلى أنه لا يجب لأحد أن يلوم ثورات الربيع العربية لأن أهدافها كانت نقية ومشروعة من حيث الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، معقبًا:"المشكلة في الثورة إنها كانت بدون قائد لذلك تم سرقتها من الشباب الأبرياء".

الوضع العربي

وحول الوضع العربي قال " ساويرس"، إنه تربطه علاقة صداقة بالوليد بن طلال ونجيب ميقاتي وكارلوس سليم، لافتا إلي أنه عندما خرج من الاستثمار في قطاع الاتصالات كان العالم بصدد أزمة اقتصادية في عام 2008 وأصبحت البنوك غير آمنة لذلك رأى أن الذهب هو الملاذ الاَمن لاستثمار أمواله في هذا القطاع.

وأضاف رجل الأعمال" إنه توسع في استثمار أمواله في الذهب ليصبح الشريك الأكبر في غرب إفريقيا"، لافتا إلي أنه وجد نفسه لديه رغبة قوية في استثمار أمواله في قطاع الذهب بإفريقيا.

وعن مظاهرات لبنان بسبب فرض ضرائب على مكالمات واتس اب، علق "ساويرٍس:" واتس اب وسيلة الفقراء في الاتصال والوضع الاقتصادي في لبنان كان سيئا جدًا، والوزير قرر منفردا اتخاذ هذا القرار، والخطوة كانت غير موفقة، وكانت الشرارة التي أشعلت الأمور في لبنان".

وأكد أن مشكلة لبنان الأساسية التي لم تحل حتى هذه اللحظة هي الطائفية ولا يمكن إدارة بلد على أسس طائفية، معقبًا:"اين الكفاءة والأمانة والإخلاص والطائفية تضيع الوطنية..أنا مسيحي قبطي في مصر ولو خيروني بين مصلحة طائفتي و مصلحة بلدي سأختار مصلحة بلدي دائما حتى لو كان هناك ضرر على طائفتي".

وتابع:"مشكلة لبنان كل السياسيين يضعون مصالحهم الشخصية أولا ثم الطائفة ومصلحة الوطن تكون في النهاية.

كما كشف "ساويرس" أن الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري كان من أعز الأشخاص إلى قلبه، قائلًا "كنت في دبي قبل عملية اغتيال رفيق الحريري بأسبوع، وكنت أتحدث عن قضية فلسطين وقلت وقتها طالما فشل السياسيون في حل الأزمة الفلسطينية فعليهم أن يعطوها لرجال الأعمال مثلنا ونحن قادرون على إيجاد الحلول، وقتها أشار إلى رفيق الحريري قائلًا: نجيب متعملش الغلطة بتاعتي.. ابعد عن السياسة وخليك في البيزنس، وطبعا أنا مسمعتش كلامه وطلع كلامه صح زي العادة.

التطبيع

وحول تطبيع بعض الدول العربية العلاقات مع إسرائيل علق ساويرس قائلًا "التمس العذر لهذه الدول لأن إحنا كلنا تعبنا مع القيادات الفلسطينية زي حماس اللى بتشجع وبتعمل عمليات إرهابية في سيناء ويطلقوا الصواريخ على المدنيين وفي نفس الوقت ليس لهم خطة أو رؤية أو رغبة أكيدة في السلام مع دولة إسرائيل التي لن تختفي.. 70 سنة شعارات ومبنعملش حاجة على الأرض وكذا فرصة جات وضيعناها من دعوة السادات إلي أوسلو، وللأسف فيه انقسام مع السلطة الفلسطينية".

وأكد خلال لقائه بقناة "سي إن إن بالعربية": "أنا شخصيا لن أطبع مع اسرائيل لأن القضية الفلسطينية لم تحل بعد، وترامب أعطي للإسرائيليين كل اللى هما عايزينه من نقل السفارة ولم يحل قضية شعب مشرد.. محدش يقبل الظلم وما يحدث مع الفلسطينيين ظلم ولابد من أن يكون هناك دولتان والسلام لن يتم إلا بحل الدولتين.

قطر

وعن الدور القطري قال " ساويرس"، إنه رغم علم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قطر هي المركز الرئيسي للإرهاب في المنطقة العربية الي جانب تركيا، إلا أنه لم يتخذ ضدهما أي قرار .

وأكد " أن قطر وتركيا هما من يحركان قوي التطرف وداعش في المنطقة، مضيفًا:"مصلحة قطر هي رغبتها بأن تمتلك أقوى جيش في العالم، وهو جيش الإرهاب الذي يقتل العزل والأبرياء في الشارع، وللأسف الشديد الغرب يغض بصره عن تصرفات تركيا وقطر ودعمهما للإرهاب".

وأضاف: "أنا كمسيحي لما علموا فيلم يستهزءوا فيه بالسيد المسيح مشاعري اتضايقت ومبقتش اشوف اللي عملوا الفيلم وأدين من قاموا بذلك لكن مش هقتل حد ولا اقطع راسه".

وأوضح: "أسيء فهم تصريحات ماكرون عن الحرية المطلقة بفرنسا ولكنه لم يكن مؤيدًا للرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، أردوغان بقى نط علي الحكاية وعمل فيها حامي حمي الإسلام وكأن الإسلام ليس له قائد غيره وهو مش هيكمل في الحكم اقتصاد بلده في الحضيض والليرة نزلت لأقل حاجة وضيع اقتصاد بلده".

وأشار إلى أن كل أصدقائه مسلمون ويدخل منازلهم، ومشكلته مع الإخوان تتعلق بمسألة قبول الاَخر ويرفعون شعار "الإسلام هو الحل" وتساءل:"طيب أنا مصري مش جزء من الحل علشان أنا مسيحي، والتفرقة غير مقبولة، لذلك الوطن لا يجب أن يفرق بين أبنائه على أساس ديني، كما أن الديمقراطية عند الإخوان وسيلة للوصول الي الحكم وبعدها يسير حكم المرشد وتنفذ أوامره، وادعاء الدين والتزمت.

طريق النجاح

وعن حياته الشخصية قال " ساويرس" ، إن التعليم الجيد والاجتهاد والقدرة على العمل لفترات طويلة والتصميم والإرادة والثقة في النفس من مقومات النجاح الأساسية في الأعمال والذكاء وحده لا يصنع النجاح.

وتابع :"أشعر أن إيماني بالله وراء نجاحي وأنه يعطيني قوة في الحياة"، لافتا إلي أن تفوق الشخص يمكن أيضا أن يكون في اقتناص الفرص إلي جانب المخاطرة.

ولفت إلي أنه نشأ في أسرة قوية لا سيما ان والده رجل أعمال وأنه منحه القوة للانطلاق في الأعمال، كما أن والدته زرعت بداخله الخوف من الله ومحبة الله أيضًا، معقبًا:"إيماني بربنا بيخليني مخافش من أي حد ولا أي حاجة".

وتابع:"عندي قصص فشل كتير في حياتي والمشكلة إن العالم يتحدث عن نجاحاتي ولا يلتفت للعثرات التي واجهتها"، مضيفًا: "كان حصل نوع من التعدي عليا في الجزائر وخدوا منى الشركة بأسلوب مش مظبوط واضطريت للجوء للمحاكم علشان أحصل على حقي وللأسف المحاكم لم تنصفني وخسرت فلوس كتير جدا ومخدتش حقي في الآخر بس ربنا جابلي حقي لأن اللي استولوا على أموالي في الجزائر كلهم في السجن وفلوسهم كلها مجمدة.. ربنا جابلي حقي والمحاكم لم تنصفني".

الزواج

وأوضح رجل الأعمال، إنه ضد فكرة الزواج للمرة الثانية، معقبًا:"اللى جربه مرة ميعملوش تاني"، مؤكدًاأنه يؤيد فكرة وصول امرإة لرئاسة الجمهورية في مصر وهناك الكثير من السيدات يصلحن لتولي الرئاسة في مصر ومنهن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد لا سيما بعد قراراتها القوية والحاسمة ضد كورونا والمحامية مني ذو الفقار ووزير التعاون الدولي ووزيرة التخطيط الدكتورة هالة سعيد.

وأضاف: "عندي 3 بنات وولد ومفيش مشكلة لو محدش منهم كمل البيزنس بعدي، وأنا مع مبدأ البس وكل اللى عايزة والتيشيرتات بتاعتي معمولة خصيصا ليا، وأولادي دايما بيقولولي أنا لسه مراهق ومش عايز أكبر، وأنا حاليا شبه متقاعد وبشتغل من 4 إلي 6 ساعات في اليوم وأعطي وقتا لأولادي اكتر ووالدي ووالدتي".

وأكمل: "أحلى مكان أصحى فيه الصبح في جزيرة بالكاريبي وأنا روحت هناك عملت فندق وعندي بيت على البحر والطبيعة هناك والهدوء غير طبيعي، وأحب أكلة السوشي، وأحلي غروب علي نهر النيل في الأقصر وأسوان، وبحب أسهر كمان".

وأستطرد: "عادل إمام بيضحكني اكتر من هنيدي، وإليسا بتطربني اكتر، وجورج وسوف أيضا، وأحب تمثيل ليلي علوي، وتامر حسني من أحب المطربين ليا، وهند صبري نجحت اكتر من هيفاء وهبي.

وأتابع عمرو أديب اكتر من عماد أديب، ولميس الحديدي اكتر من مني الشاذلي، وأحب المطبخ المصري أكتر من الإيطالي".

الهوايات

وكشف نجيب ساويرس، إنه يحب الرسم والموسيقي والشعر والسينما منذ الصغر، مضيفًا: "أنا غاوي سينما جدا وفن وموسيقي وبروح حفلات كتير".

وأكد: "مبرتحش في مجتمع رجال الأعمال قد ما برتاح في مجتمع الفن"، لافتًا إلي انه تربطه علاقة قوية بالزعيم عادل إمام ويعتبره مثل أخ وأب روحي، إلي جانب اعتزازه بصداقته مع عمرو دياب ومحمد هنيدي وخالد الصاوي وراغب علامة.

وأضاف: "حب الناس اكتر شيء بيجعلني سعيد إلي جانب التواجد في الطبيعة والاستماع للموسيقي وعمل الخير والنكتة أيضا تعطيني نوعا من السعادة".

ولفت إلي أنه يتلقي يوميًا أكثر من 350 طلبا والحالة التي يشعر بأنها تستحق وسكنت قلبه يقدم لها الدعم والخدمة، مشيرًا إلي أنه يستمتع بأغاني عمرو دياب وراغب علامة وإليسا ونانسي عجرم.

وأوضح أنه يقرأ حاليا كتابا للكاتب ابراهيم عيسي اسمه "كل الشهور يوليو" عن ثورة 23 يوليو، إلي جانب كتاب للألماني "كافكا"، لافتًا إلي أنه يحب أفلام نجيب الريحاني كلها إلي جانب فيلم "الكيت كات".

مهرجان الجونة

ولفت إلي انه لا يوجد تعارض في دعم مهرجان الجونة السينمائي للفن والسينما بالتحديد وتنشيط السياحة في نفس الوقت، مضيفًا: "من ينتقد المهرجان لم يأت إليه وهو ليس مهرجانا للفساتين وهناك مجهود كبير يتم خلف السجادة الحمراء من ورش وأفلام"، مشددًا على أن شعار المهرجان السينما من أجل الإنسانية، متابعًا "مهرجان الجونة السينمائي أعاد مصر كقبلة للفن".
الجريدة الرسمية