من «الحرانية» إلى «العالمية» .. مركز «ويصا واصف» 70 عامًا من الحلم | فيديو وصور
«70 عامًا
مرت ولا يزال الحلم مستمرا.. يكبر ويشتد عوده».. في خمسينيات القرن الماضي،
وتحديدًا في بداية هذا العقد، كان المهندس رمسيس ويصا واصف، لا يترك دقيقة واحدة
من دقائق يومه تمر دون أن يفكر في طريقة لتحقيق حلمه، لم يكن يحلم بمنصب، فهو أبعد
ما يكون عن هذه المنطقة، لكنه كان يحلم بـ«الفن والبسطاء»، وهي «توليفة» صعبة، لا
سيما وأن هناك شريحة كبيرة كانت وقتها تؤمن أن «الفن رفاهية لا يجب أن تتوافر
للفقراء»، غير أن المهندس «ويصا»، الذي كان يعمل وقتها مهندسًا معماريًا ورئيس قسم
«العمارة وتاريخ الفن» في كلية الفنون الجميلة، كان له مغاير تمامًا.. حيث قرر أن
يحلم، ليس هذا فحسب، لكن الفقراء والبسطاء كانوا «رمانة ميزان» حلمه.
رحلة البحث عن «أرض» قابلة لـ«الزراعة ببذور الأحلام» لم تكن بالسهلة، فصاحب الحلم، كان يريدها أرض خصبة، لم تزرع من قبل، كان يريدها «بكر» لم تمسسها يد بسوء، وبعد رحلة من البحث والتقصي كان «الحرانية».. «أرض الحلم» الصالحة لاستقبال «بذرة» كبرت بمرور الأيام لتصبح مركز «ويصا واصف» في قرية الحرانية، التابعة لمحافظة الجيزة.
وعن «لحظات البداية»، تروي «سوزان واصف» ابنة المعماري الراحل المهندس رمسيس ويصا واصف: والدي كان مهندس معماري، وكان رئيس قسم العمارة وتاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة، على دراية بجميع الحضارات التى مرت على مصر طوال تاريخها، وكان يدرك جيدًا التطورات التى حدثت فى البلد، ومن واقع هذه الرؤية أصبحت لديه قناعة بأن «الميكنة» بعدما دخلت إلى حياتنا ساهمت إلى حد كبير فى إيقاف كثير من الأنشطة الحرفية التى كانت تضفي على الحياة مسحة جمالية، هذا إلى جانب أن الحرفي – في عصر ما قبل دخول الماكينة- كان يتمتع بمكانة كبير في المجتمع، لا سيما وأنه كان ينتج كل ما يستخدمه الناس.
«القرية.. الأرض البكر».. شرط وحيد وضعه «رمسيس واصف» لتحقيق حلمه، أراد ألا تعكر صفو حلمه أية أمور من الماضي، ولهذا وقع اختياره بعد رحلة من التجوال على قرية الحرانية، «اختار قرية في الخمسينيات، سنة خمسين، لأن القرى لم تكن هناك أية أمور خاصة بالأطفال، كما أن طفل القرية حر وبكر ولم يتأثر بأي تأثيرات، على عكس طفل المدينة، بدأ يبحث عن قرية ليست بعيدة عن الجيزة، ووجد الحرانية هنا أهلها بسطاء جدا، ووقع اختياره على الحرانية لأنها لم يكن بها نشاط حرفي في السابق حتى لا يتأثروا به».
ولأن «الفن كالعلم.. في الصغر كالنقش على الحجر»، اختار «المهندس الحالم» أن يبدأ أولى خطوات تحقيق حلمه بمشاركة 15 بنت وولد، كانت أعمارهم تتراوح ما بين 8 إلى 15 عامًا، وبعدما تمكن من بناء أول «غرفة» في المكان الذي تحول بمرور السنوات إلى مركز «ويصا واصف»، اشترى على نفقته الخاصة الأنوال والخيوط، ليس هذا فحسب، لكنه جلس معهم مرة تلو الأخرى، ليعلمهم كيفية استخدام الأنوال والنسيج، وبعدما تأكد أنهم استوعبوا كثيرًا مما شرحه، قرر أن يتركهم لـ«إبداعهم»، «قال لهم عاوز أشوف هتعملوا إيه، وقال لهم لو حبيتوا ده ممكن يكون مستقبل ليكم، أنا عندى أمل أنكم تبقوا فنانين، خصوصا إنهم مكانش عندهم وسيلة تعبير غير النسيج».
«الدافع» أمر ثاني لم يغفله المهندس «رمسيس» في خطوات تحقيق حلمه الأولى، فإلى جانب لعبه على وتر «الشغف»، كان يمنح الأطفال مكافأة على أعمالهم فى النسيج، «بعد فترة لاحظ أنهم أصبحوا يحترموا ما يفعلونه، وكان يدفع لهم فلوس حتى يحترم كل طفل عمله»، لتبدأ بعد ذلك «الانطلاقة الكبرى» وتحديدًا فى العام 1957، والذي شهد خروج «إبداعات الحرانية» إلى العالم، حيث نظم – لأول مرة – معرض لـ«منتجات المركز» في محافظات «القاهرة، بورسعيد، الإسكندرية».
«العالمية».. خطوة لم تتأخر كثيرًا، فالمهندس «رمسيس» الذي كان يتمتع بعلاقات طيبة في المجتمع الفنى والدبلوماسي، نجح فى تنظيم أول معرض عالمى لـ«منتجات المركز»، بعدما تواصل معه المحلق الثقافي السويسري في القاهرة، آنذاك، وكان يتابع أعمال «المشروع الحلم»، وطلب تنظيم المعرض في مدينة «بال» السويسرية، عام 1958، ليحمل قطار «الإبداع» أعمال «أنواع الحرانية» إلى بقية الدول الأوروبية، ليس هذا فحسب، لكن هناك متاحف فنية عدة فى بعض الدول الأوروبية اختارت قطع من المركز لتعرضها في صالاتها.
رحلة البحث عن «أرض» قابلة لـ«الزراعة ببذور الأحلام» لم تكن بالسهلة، فصاحب الحلم، كان يريدها أرض خصبة، لم تزرع من قبل، كان يريدها «بكر» لم تمسسها يد بسوء، وبعد رحلة من البحث والتقصي كان «الحرانية».. «أرض الحلم» الصالحة لاستقبال «بذرة» كبرت بمرور الأيام لتصبح مركز «ويصا واصف» في قرية الحرانية، التابعة لمحافظة الجيزة.
وعن «لحظات البداية»، تروي «سوزان واصف» ابنة المعماري الراحل المهندس رمسيس ويصا واصف: والدي كان مهندس معماري، وكان رئيس قسم العمارة وتاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة، على دراية بجميع الحضارات التى مرت على مصر طوال تاريخها، وكان يدرك جيدًا التطورات التى حدثت فى البلد، ومن واقع هذه الرؤية أصبحت لديه قناعة بأن «الميكنة» بعدما دخلت إلى حياتنا ساهمت إلى حد كبير فى إيقاف كثير من الأنشطة الحرفية التى كانت تضفي على الحياة مسحة جمالية، هذا إلى جانب أن الحرفي – في عصر ما قبل دخول الماكينة- كان يتمتع بمكانة كبير في المجتمع، لا سيما وأنه كان ينتج كل ما يستخدمه الناس.
«القرية.. الأرض البكر».. شرط وحيد وضعه «رمسيس واصف» لتحقيق حلمه، أراد ألا تعكر صفو حلمه أية أمور من الماضي، ولهذا وقع اختياره بعد رحلة من التجوال على قرية الحرانية، «اختار قرية في الخمسينيات، سنة خمسين، لأن القرى لم تكن هناك أية أمور خاصة بالأطفال، كما أن طفل القرية حر وبكر ولم يتأثر بأي تأثيرات، على عكس طفل المدينة، بدأ يبحث عن قرية ليست بعيدة عن الجيزة، ووجد الحرانية هنا أهلها بسطاء جدا، ووقع اختياره على الحرانية لأنها لم يكن بها نشاط حرفي في السابق حتى لا يتأثروا به».
ولأن «الفن كالعلم.. في الصغر كالنقش على الحجر»، اختار «المهندس الحالم» أن يبدأ أولى خطوات تحقيق حلمه بمشاركة 15 بنت وولد، كانت أعمارهم تتراوح ما بين 8 إلى 15 عامًا، وبعدما تمكن من بناء أول «غرفة» في المكان الذي تحول بمرور السنوات إلى مركز «ويصا واصف»، اشترى على نفقته الخاصة الأنوال والخيوط، ليس هذا فحسب، لكنه جلس معهم مرة تلو الأخرى، ليعلمهم كيفية استخدام الأنوال والنسيج، وبعدما تأكد أنهم استوعبوا كثيرًا مما شرحه، قرر أن يتركهم لـ«إبداعهم»، «قال لهم عاوز أشوف هتعملوا إيه، وقال لهم لو حبيتوا ده ممكن يكون مستقبل ليكم، أنا عندى أمل أنكم تبقوا فنانين، خصوصا إنهم مكانش عندهم وسيلة تعبير غير النسيج».
«الدافع» أمر ثاني لم يغفله المهندس «رمسيس» في خطوات تحقيق حلمه الأولى، فإلى جانب لعبه على وتر «الشغف»، كان يمنح الأطفال مكافأة على أعمالهم فى النسيج، «بعد فترة لاحظ أنهم أصبحوا يحترموا ما يفعلونه، وكان يدفع لهم فلوس حتى يحترم كل طفل عمله»، لتبدأ بعد ذلك «الانطلاقة الكبرى» وتحديدًا فى العام 1957، والذي شهد خروج «إبداعات الحرانية» إلى العالم، حيث نظم – لأول مرة – معرض لـ«منتجات المركز» في محافظات «القاهرة، بورسعيد، الإسكندرية».
«العالمية».. خطوة لم تتأخر كثيرًا، فالمهندس «رمسيس» الذي كان يتمتع بعلاقات طيبة في المجتمع الفنى والدبلوماسي، نجح فى تنظيم أول معرض عالمى لـ«منتجات المركز»، بعدما تواصل معه المحلق الثقافي السويسري في القاهرة، آنذاك، وكان يتابع أعمال «المشروع الحلم»، وطلب تنظيم المعرض في مدينة «بال» السويسرية، عام 1958، ليحمل قطار «الإبداع» أعمال «أنواع الحرانية» إلى بقية الدول الأوروبية، ليس هذا فحسب، لكن هناك متاحف فنية عدة فى بعض الدول الأوروبية اختارت قطع من المركز لتعرضها في صالاتها.