مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية يطلق جائزة باسم عبد الرحمن الشرقاوي
أعلن مركز القاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن منح جائزة سنوية بإسم الأديب "عبد الرحمن الشرقاوى"، يمنحها المركز للفائزين كل عام فى ذكرى ميلاده .
وأعلن الكاتب السياسى أحمد المسلمانى، رئيس المركز، عن تشكيل لجنة لبحث هذا الأمر، وتلقى الأعمال الأدبية بمختلف فروعها، مشيرا إلى أن عبد الرحمن الشرقاوى، كان موسوعة يُنافس نفسه بنفسه، وأشبه بشركة قابضة للأدب حيث تناول "القصة، الشعر، الأدب"وغيرهما .
وأضاف المسلمانى، خلال احتفالية مئوية الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، الذى وُلد فى العاشر من نوفمبر عام 1920، بحضور أسرة وأصدقاء الأديب والشاعر الراحل، أنه سيتم تشكيل لجنة لدراسة منح جائزة عبد الرحمن الشرقاوى للأدب فى مركز القاهرة، أو بالتعاون مع مؤسسات ثقافية آخرى، حسب ماتراه اللجنة لاحقا.
ولفت المسلمانى إلى أنه سيتم وضع تصور للسقف العمرى للمتقدم فى عدة مجالات أدبية، وتدشين صفحة بإسم الجائزة، ليتقدم المتسابقون، على أن تقر اللجنة أسماء الفائزين فى مجلات رئيسية أبرزها "المسرح الشعرى، الرواية، الدراسات النقدية"، على أن تتنوع الفروع ، فى مختلف المجالات " 3 فروع فى كل عام أو وفق ماتقره اللجنة .
من جانبه قال خالد الذهبى، مدير المسرح القومى سابقا، خلال الإحتفال بمئوية الشرقاوى، إن المبدع والشاعر صاحب رؤية موسوعية كبرى فى حياتنا، مشيرا إلى أنه اهتم بأهم مقدس فى حياة الإنسانية والبشر عموما، ألا وهى قيمة الحرية ، حيث اهتم بالمهمشين والفقراء والمستضعفين .
وتابع الذهبى حديثه:" الشرقاوى حدثنا عن الفقر والظلم والقهر من خلال أعماله، فشخصياته كلها حية، تنير فى أى مكان، وأَلقى عنه عدة قصائد منها " كلمة ، رسالة الى جونسون، الحسين ثائرا "، مشيرا إلى تجربته الحديثة من خلال برنامج "النص الأصلي" فى الاذاعة وتسجيل رواية الأرض، و"محمد رسول الحرية"، نظرا لقيمة الحرية عند الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوى.
وأكد الذهبى، أنه كان كلما شعر بقهر أو ظلم فى فترة صباه، يلجأ إلى عبد الرحمن الشرقاوى ليتناول احدى مسرحياته، ليجلس مع نفسه مؤديا لها، قائلا:" أداء هذه المقطوعات أشبه بالعلاج، كنت أتعاطاه كعلاج لحالات القهر والإحساس بالظلم كلما انتابنى .
فيما قال الفنان خالد عبد السلام نائب مدير المسرح القومى، إن عبد الرحمن الشرقاوى يعنى له الكثير منذ أن بدأ يحبو فى فن المسرح ، وتحديداً فى فترة مسرح الجامعة، لافتا إلى أنه أدي "الفتى مهران" فى فترة الجامعة ، حيث كانت تسكن الكلمة الحلوة وجرس الجُمل بداخلهم .
وتابع:" الكلمة بالنسبة للممثل هى الوسيط الأول بين الممثل والمتلقى، خاصة فى الوقت الحالى الذى تفتقد فيه الدراما نص جيد، مشيرا إلى أنه عندما يستعرض كلمات الشرقاى ودراماته يكتشف أن لدينا كنوز كثيرة .
قدم خالد عبد السلام، عرض مسرحى فى ختام معرض الكتاب عام 2018 ، بعنوان كلمات لعبد الرحمن الشرقاوى ، إلى جانب أدائه ثلاثة أدوار آخرى للشرقاوى .
من جانبه قال الصحفى والشاعر سيد محمود، إن دار الشروق أعادت طبع كتابه الصغير "قراءات فى الفكر الإسلامى" لعبد الرحمن الشرقاوى، لايزيد عدد صفحاته عن 103 صفحة، لافتا إلى أنه يرى أن كل مايٌقال عن تجديد الخطاب الدينى سواء كان تحذير من احتكار الطبقة التى تسمى نفسها "رجال الدين"، حيث يُعد اقتصار تناول الفكر الإسلامى على طبقة رجال الدين هو نوع من الإحتكار، نظرا لأن تناول الفكر الإسلامى يحتاج إلى عقلية مستنيرة .
وطالب سيد محمود ، بتدريس كتاب "قراءات فى الفكر الإسلامى" بالمدارس ، مشيرا إلى أننا فى مواجهة صريحة مع جماعات الإسلام السياسى، وضرورة تناول هذه الالموضوعات ببداية شديدة ، قائلا:" لا أحد يزايد على اسلامنا ولا وعى مثقفينا بالإسلام".
وقال محمود حسن ، مدير احدى الشركات، إن عبد الرحمن الشرقاوى حينما كتب "الحسين ثائرا ،الحسين شهيدا، والفتى مهران"، كان يكتب عن نفسه مرة فى صورة الحسين ثائرا، ومرة عن الحسين شهيدا، موضحا أن النقطة الأهم فى شعر الشرقاوى، أنه فى فترة ما، ألغز الشعراء وذهبوا إلى الغموض والتعمية، فعاقبهم الجمهور وانصرفوا عنهم، مشيرا إلى أن الشرقاوى لم يلغز وقت أن هرب متوسطو الموهبة أو عديموها إلى الإلغاز والتعمية، وخصوصا هذا الشق الكبير من الشعراء الذين جعلوا الناس ينصرفون عن الشعر زمنا طويلا، والدليل أن كلمات الشرقاوى مازالت صالحة لأن تعمل قروناً آخرى .
جدير بالذكر، أن مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، هو مركز مستقل ومؤسسة تفكير استراتيجى تعنى بالسياسة والاقتصاد، وكذلك بالقوة الناعمة المتمثلة فى الأدب والثقافة، بدأ المركز العمل الفعلى عام 2020.
استضاف المركز محاضرة فى السياسة الخارجية لوزير الخارجية المصرى السابق نبيل فهمى، وتم استضافة مؤخرا ورشة عمل لحرب أرمينيا وأذربيجان، وحضر بها سفير أذربيجان فى القاهرة، حيث أجرى المركز محاضرة عن التحولات الجارية فى قارة آسيا ،وحاضر بها مدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد فايز فرحات .
قام برنامج دراسات القوة الناعمة بمركز القاهرة للدراسات الإستراتيجية ، باقامة احتفالية مئوية "عبد الرحمن الشرقاوى " الأديب والمفكر والشاعر الموسوعى فى ذكرى ميلاده، والتى تُعد أولى محاضرات القوة الناعمة بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد هذا العملاق الذى أبدع فى كل مجال دخل إليه سواء فى مجال الشعر او المسرح أو الكتابة الإسلامية، الرواية ، المقال الصحفى فى الأهرام وغير الأهرام ، كما أنه يحظى بإحترام واسع فى المؤسسة الثقافية المصرية ، ورغم تناقضات المجتمع الثقافى المصرى، إلا أن عبد الرحمن الشرقاوى يحظى بإجماع حقيقى سواء على مستوى الفكر أو على مستوى التميز الأخلاقى والسمعة الطبية التى تركها فى الوسط الثقافى المصرى والعربى .