كيف انتحر الإسلاميون ذاتيًا بالقضاء على حرية الفكر داخل صفوفهم ؟ .. خالفوا منهج «القرآن» .. باحث: لعنة السمع والطاعة
لا تسمح الجماعات الدينية الإسلامية، بمختلف ألوانها وأشكالها بأي معنى لحرية الرأي والتعبير للأفراد التابعين لها، تمنع عنهم التفكير المستقل، بل إن ظهور ملامح فكرية تعارض بعض ثوابتها على أي تابع لها، يعني بداية أول مراحل الطرد من جنة التنظيم.
منهج القرآن
الغريب أن منهج التيارات الدينية ضد قواعد الإسلام نفسه، فالدين الحنيف يعلم أبناءه أهمية الحرية بداية من الوفاء بالتزاماتهم تجاه الله، مروروا بإعطائهم الحق في الإيمان من عدمه، وهذا لن يتحقق بالطبع إلا بحرية الفكر والضمير.
لكن هذا النهج السمح للإسلام تعارضه الحركات الإسلامية، التي ترفض تحرير أفكار أعضائها بل وتسعى جاهدة لفرض المزيد من القيود عليهم، اعتقادًا منها أن القبضة الحديدية للتنظيم هي التي بإمكانها فرض منطقها على العالم.
ترفض التيارات الدينية الاحتكام حتى للقرآن نفسه، والذي ينص على حرية الإرادة منذ خلق الله الإنسان الأول، وأكد في أحكام آياته، أن آدم وحواء أُعطيا إرادة حرة، بعد أن اختبرهما الله، وفشل كل منهما في اختباره، مما يعني أن القرآن يحترم الإرادة الحرة، بل إنها في المنطق الإسلامي، تعني أحد أسباب خلق البشر.
التفكك ذاتيا
يقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن أفراد الحركات الدينية الإسلامية لا يتمتعون بالحد الأدنى من حرية التفكير.
يوضح عبد الحافظ أن طبيعة تلك الحركات تتعارض مع أن يكون للفرد المنتمي إليها حرية في التفكير، لافتا إلى أنه لا يصلح أن يكون أحدهم عضوًا في تنظيم كهذا، وفي ذات الوقت يكون لديه حرية في أن يفكر، فالأمران متعارضان؛ كما أن الطبيعة التنظيمية للحركات لا تؤدي إلى هذا ولا تسمح به.
يضيف عماد مؤكدا أن الحركات تقوم على الاعتقاد بصحة أفكارها وأهدافها ووسائلها بشكل مطلق، كما تقوم على مبدأ ضرورة الثقة في القيادة والسمع والطاعة، مردفا: كل حركة تعتقد بأنها هي من تملك الفهم الصحيح للدين، وعليها مهمة إنقاذ المجتمع وإقامة دولة إسلامية.
يلفت الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن الحركات تنطلق نحو تحقيق أهدافها بالاعتماد على تنظيم قوي محكم يضم عددًا كبيرًا من الأفراد لديهم قناعة تامة وثقة في الأفكار والأهداف والوسائل الرئيسية والقيادة، ومهمتهم فقط هي التنفيذ.
وبالتالي حرية التفكير غير مسموح بها، ومنهج التنظيم لا يجوز أن يكون محل خلاف، بل أن التفكير في ذلك يعد خللًا لدى الفرد لا يعالجه إلا العدول عنه أو الخروج من التنظيم.
واختتم عبد الحافظ مؤكدا أن القضاء على ملكة التفكير لدى أفراد الجماعات الدينية سيودي في النهاية لانهيار هذه التنظيمات من داخلها، على حد قوله.