رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة الرياضيين بالسكتة القلبية.. رحيل طفلين في الشرقية بعد التمرين.. طبيب قلب: الضحايا مصابون بأمراض وراثية.. والكشف الدوري هو الحل

ارشيفية
ارشيفية
الزائد عن حده ينقلب لضده، رغم أن الرياضة تنشط الدورة الدموية في الجسم وتحمي من الإصابة بالأمراض، إلا أنه من الممكن أن تكون الطريق السريع للوفاة، بإصابة ممارسيه بسكتات قلبية مفاجئة بما يؤدي للوفاة في الحال.


طفل 14 عاما
شهدت مدينة العاشر من رمضان بالشرقية وفاة طفل يبلغ من العمر 14 عاما متأثرا بإصابته بتوقف عضلة القلب أثناء حضوره تدريبات السباحة بأحد الأندية الكائنة بالمدينة.

وبانتقال الأجهزة الأمنية وسؤال أسرته وشهود العيان وزملائه تبين أن المتوفى لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء وجوده داخل أحد الأندية الكائنة بالمدينة بعد سقوطه مغشيا عليه أثناء حضوره تدريبات السباحة داخل نادي (الرواد)، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين عدم وجود إصابات ظاهرية بالجسم، وأن الوفاة طبيعية إثر أزمة قلبية مفاجئة، ولا توجد شبهة جنائية في الواقعة.
تم التحفظ على جثة المتوفى بالمستشفى، وتحرر محضر بالواقعة.. وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالها.. وبالعرض على النيابة صرحت بالدفن.

ضحية كرة السرعة
نفس النادي شهد في آخر شهر أكتوبر الماضي وفاة الطفل "عمر عبد العظيم" 13 عاما بعد سقوطه مغشيا عليه بعد الانتهاء من أدائه تدريبات رياضة كرة السرعة.

اللحظات الأخيرة فى حياة عمر عبد العظيم سجلت وصوله نادى الرواد بصحبة شقيقته التوأم وشقيقته الكبرى الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الطب، ودخل التمرين من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة وبعدها سقط مغشيا عليه، وأسرعت إليه شقيقته وضمته إليها وفارق الحياة بين يديها.

محمد عبدالوهاب
الواقعاين أعادتا إلى الأذهان واقعة لاعب الأهلي  "محمد عبد الوهاب" عقب وفاته بعد أزمة قلبية فى التدريبات الصباحية باستاد مختار التتش، خلال تدريبه.

اللاعب البالغ من العمر 23 عاما سقط مغشيا عليه في أرض الملعب دون احتكاك مع أي من زملائه وتم نقله على الفور إلى المستشفى الذي أكد وفاة اللاعب بمجرد توقيع الكشف الطبي عليه بسبب سكتة قلبية مفاجئة.

1 ما بين 50 ألفا
وفق ما أثبتته الدراسات وأكده المركز الأمريكى “MyoClinic”، واحد من كل 50 ألف رياضي في العالم يتعرض إلى توقف القلب الفجائي الذي يعتبر المسبب الأول للوفيات لدى الرياضيين الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين 12 و35 عاما.

في هذا الاطار، تشير الدراسات إلى أنه يوجد عوامل يمكنها أن تجعل من الرياضة عاملا مؤثرا في الموت، منها وجود مشكلات صحية في الأصل، منها الشوائب في تكوين القلب (العضلة، الصمام أو مشكلة خلقية في شرايين القلب).

كما أن من أكثر هذه الأمراض شيوعا مرض اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic Cardiomyopathy)، والتي تعد المسبب الأول للوفيات لدى الرياضيين الشباب، أو مشكلات في كهرباء القلب مثل مرض خلل التنسج البطيني الأيمن (Arrythmogenic Right Ventricular Dysplasia) ومتلازمة كيو تي الطويلة (Long QT Syndrome) ومتلازمة ولف باركينسون هوايت (Wollf Parkinson White)، وهي قائمة من الأمراض الوراثية.

وقد يحدث توقف القلب الفجائي كذلك نتيجة التهاب في عضلة القلب (myocarditis)، أو عقب تلقي ضربة قوية على الصدر أو ما يعرف طبيا بـCommotio Cordis.

التفسير الطبي
وفي نفس السياق، يقول الدكتور محمد عزيز مدير معهد القلب بإمبابة أن الرياضيين في الطبيعي يعانون من تضخم قوي في عضلة القلب بما يغيير في رسم القلب، وبمرور الوقت يقل ضخ الدم الواصل للقلب، ومن الممكن أن يكونوا في الطبيعي يعانون من أمراض خلقية ومع الجهد الزائد يصابون بسكتات قلبية ومن ثم الوفاة.

وأكد "عزيز" أنه لابد من إجراء كشف وفحص كامل من حين للآخر لكل لاعبي الرياضة، لمتابعة حالتهم الصحية لتفادي بذلهم الكثير من الجهد في حالة إصابتهم بأي من الأمراض.

التفسير النفسي
وفي نفس السياق، يقول دكتور سامي أيوب أستاذ الأمراض النفسية والعصبية، أن "كل ميسر لما خلق له"، حيث يعمل القلب على تدفق الدم ليغذي الجسم، فلا يصح أن يبذل شخص جهدا فوق طاقته لأن القلب لم يستطع التحمل فوق طاقته سيتوقف.

وتابع قائلا: الطب الرياضي في مصر ضعيف جدا، وغيب عنه أمر هام جدا ومتعارف عليه في كل دول العالم وهو تقييم قدرة كل شخص على بذل الجهد، فلم يصل الطب الرياضي في مصر لمرحلة كافية للعلاج أو تفادي الإصابة، قائلا "نحن مستهلكي علم وليس من منتجي علم".
الجريدة الرسمية