رئيس التحرير
عصام كامل

الصيد الثمين!

نحن على مشارف الإنتهاء من الانتخابات البرلمانية بعد فرز الأصوات للمرحلة الثانية، وإجراء الإعادة للمرحلتين الأولى على مدى ثلاثة أيام تنتهي يوم ٢٣ نوفمبر الجاري بالخارج، ويومين فقط بالداخل، والمرحلة الثانية تنتهي ٨ ديسمبر القادم، وبعدها يتم الإعلان عن تشكيل مجلس النواب من ٥٦٨ عضوًا، ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من الأعضاء بالمجلس لا تزيد خمسة في المائة..


الانتخابات هذا العام لم تشهد مشاركة إيجابية من أحزاب المعارضة التي اختفت بشكل قاطع باستثناء معارضة صغيرة لم تستطع أن تفرض نفسها على الناخبين، ولعب المال السياسي دورًا في عملية اختيار المرشحين الذين تنافسوا في الدعاية الانتخابية والتي لم تراع قواعد التباعد الاجتماعي، وقاموا بإغداق الأموال من أجل الوصول إلى مقعد البرلمان الذي يخطف الأبصار، ويحقق الطموحات لهم دون النظر إلى مصالح المواطنين الذين كان ينبغي عليهم انتخاب الأفضل، الذي يتوفر لديه الكفاءة والقدرة على التواجد تحت قبة البرلمان، دون النظر إلى أشياء أخرى..

الطابور الخامس.. ومنابر الإرهاب!

لأن المجلس يتولى إقرار المعاهدات والاتفاقات وإقرار الخطة والموازنة والرقابة على الحكومة، ومناقشة بيان رئيس الدولة، وتعديل الدستور وإقرار إعلان الحرب والطوارئ.. من هنا نستطيع أن نجزم أن أغلبية المجالس النيابية السابقة فشلت في تحقيق طموحات وآمال المواطنين في مراقبة أداء الحكومة، وتحسين الحياة الاقتصادية والسياسية..

وهذا يرجع إلى عدم قدرة الناخبين على الاختيار الأفضل للمرشحين أو نتيجة لعزوف طبقة مثقفة من المجتمع عن المشاركة بالتصويت.. كنت أظن أن كل مرشح لديه برنامج انتخابي يطرحه على أبناء دائرته، ويتم مناقشته لكن الشواهد والحقائق تؤكد أن الانتخابات الحالية شكل تاني يختلف تمامًا عن الواقع، والكل يلعب بالسلاح الذي يمتلكه ويستطيع من خلاله أن يرمي شبكته فتأتي بالصيد الثمين.
الجريدة الرسمية