رئيس التحرير
عصام كامل

عادل عبد الحفيظ يكتب: جامعة جنوب الوادي.. لماذا تأخرت النهضة العلمية في الصعيد؟!

 الدكتور يوسف غرباوى
الدكتور يوسف غرباوى

هى من أهم المشروعات التنموية التى تمت على أرض جنوب الصعيد خلال الـ 50 عامًا الأخيرة.. وكان من المفترض أن تكون منارة إشعاع ثقافى وحضارى تنقل محافظات الجنوب وخاصة محافظة قنا التى تحتضنها، ومعها محافظتا الأقصر والبحر الأحمر، وحتى أسوان قبل أن تستقل بجامعتها، كان مفترضا ان تنقلهم إلى مكانة أخرى.. ولكن لأسباب كثيرة تأخرت الانطلاقة الحقيقية للجامعة.. لعل أبرزها حالات الترهل الإدارى وانغماسها فى قضايا سياسية محلية وإقليمية ودخولها فى معارك افتراضية غير حقيقية.


عن جامعة جنوب الوادى نتحدث، وهى التى بدأت الدراسة بها باعتبارها فرعًا من جامعة أسيوط سابقا، في أكتوبر 1970.. وتم فصل جامعة جنوب الوادي عن جامعة أسيوط في 2 يناير 1995 بالقرار الجمهوري رقم 142.

كلمة حق.. بدأت الجامعة ومنذ بداية العام الدراسى الماضى بداية مختلفة تماما عما كانت عليه, بدأت تلتصق اكثر وأكثر بالمجتمع المحلى المحيط بها.. حيث شهدت أكثر من 90 قافلة طبية وبيطرية قدمت خدماتها بالمجان لمناطق فقيرة وبسيطة محرومة من هذه الخدمات، وكانت بمثابة بديل قوى لوزارة الصحة هناك.

ومنذ تولى الدكتور يوسف غرباوى رئاسة الجامعة قرر أن يكون جل جهده ووقته وعمله فقط داخل اسوار الجامعة, يقضى معظم يومه بين الطلاب وزملائه من هيئة التدريس.

جامعة جنوب الوادى بعد أن كانت مكانا مفضلا لقضاء أوقات الفراغ من الطلبة وحتى غير الطلبة, أصبح دخولها بصعوبة لغير الطلبة، وأصبح الطالب لا يدخلها إلا من أجل تلقى العلم وفقط, وأصبح الجميع يعرف جداول محاضراته مسبقا وقبل بداية العام.

ثورة التصحيح التى استمرت لهذا العام أطاحت بـ 7 من عمداء الكليات و13 رئيس قسم ووكيل كلية، وبات الحسم والحزم شعارًا لا تحيد عنه الجامعة.

وعن المستشفيات الجامعية فحدث ولا حرج.. ورغم الضغط الشديد على المستشفيات الجامعية، فلك أن تتخيل أنها استقبلت مايزيد عن 65 ألف مريض خلال العام الحالى فقط وأجرت أكثر من 2000 عملية جراحية دقيقة غير العمليات ذات اليوم الواحد والتى يتم استخدام الليزر فيها.

إلا أن العجيب أن خفافيش الظلام ما زالوا يحلقون ليلا من أجل عودة ساعات الزمن للوراء بحثا عن فوضى يستفيدون منها أو مخالفات يكنزون منها أو ربما عدم عدم التزام لا يذهب معه الموظف الجامعى إلا يومًا في الأسبوع، وبقية الأسبوع يعتمد على خطابات التأمين الصحى المضروبة، ومفضلا جلوسه في منزله.

كلمة حق أخرى وأخيرة.. جامعة جنوب الوادى بقنا في ثوبها الجديد أصبحت قلعة علمية وحاضنة للعلماء.. ويتبقى فقط أن يعلم المسؤولون التنفيذيون بالمحافظة والمحافظات المجاورة أن هناك جامعة وقلعة، ويتبادلوا معها الخبرات وتأهيل العمالة المترهلة وغير المدربة لديهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية