لماذا ترفض فرنسا التراجع عن استئصال الإسلاميين ؟ .. تعيش معهم صراع وجود .. باحث: لن يجدِي معهم كل محاولات التقارب والتعايش
لا تستسلم فرنسا في حربها أمام ضغوط الإسلامييين من كل التيارات الإرهابية، هكذا يبدو واقع الحال من خلال الاستمرار في تعقب كل منابع التطرف في البلاد، طُرد حتى الآن ما يقرب من 250 أجنبيا في عدة تهم، أقلها الترويج للعنف والإرهاب والتعاطف معه، أغُلقت مساجد بعضها مؤقت، وبعضها بشكل دائم بسبب احتضانها للمتشدديين وأفكارهم.
تكثف فرنسا من مراقبة الشبكات الإجتماعية، رفعت مستوى التأهب لمكافحة الإرهاب إلى أقصى حد، نشرت جنودا إضافية لحماية المدارس والمواقع الدينية وسط ترحيب من الرأي العام الفرنسي والأوروبي الذي كان يرفض بالأساس أي تضييقات على الحريات بما فيها الحرية الديينية.
ولكن في ظل سعى التيارات الدينية لنشر أفكار الخلافة واستقطاب المراهقين والمهمشين من هذه المجتمعات، والانحراف عن قيم الحرية والمساواة، التنازل عن جزء من ثقافة راسخة أصبح من سمات المرحلة.
معركة تكسير عظام
يقول مصطفى طوسه، الكاتب والباحث، إن السلطات الفرنسية تعيش معركة تكسير عظام مع الإسلام السياسي، لافتا إلى أنها معركة وجود للجمهورية الفرنسية في شكلها الحالي.
يوضح طوسه أن صراع فرنسا مع الإسلام السياسي، لم يكن مفاجئا، فنظامها العلماني لا يمكن أن يتأقلم مع الأفكار الظلامية التي ينشرها الإسلاميون على شرائح واسعة من المجتمع الفرنسي، وهو ما وصفته السلطات الفرنسية بالانعزالية والتقوقع على الذات.
يضيف طوسه مؤكدا أن فرنسا قررت ضرب الثور نفسه، وممارسة أقصى الضغوط الممكنة على مكونات الإسلام السياسي ومن يقدم أي احتضان أو حتى تعاطف مع الخطاب الديني المتطرف، وإعادة هؤلاء إلى دولهم الأصلية.
لكن عبد الله حسن، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى القضية من زاوية أخرى، فغياب التسامح عند التيارات الدينية يعني استمرار إرث الكراهية، ونبذ الآخر، وعدم القبول باختلافه، وهي معضلة توجب على فرنسا وأي دولة أخرى الخلاص من هؤلاء.
يوضح حسن إلى أن انضباط القيم والسلوك، يكفل تعايش الجميع بين مكوّنات المجتمع، مردفا: طالما إرث الكره والحقد يهمين على تصورات إناس بعينهم، لن تجدِ كل محاولات التقارب والتعايش، يضيف: في وجود الكراهية، سيظل الإيذاء في المعتقد والعرق واللون وغيرها من المنغصات التي تطلّ علينا بوجهها البغيض.
الشك في المسلمين
يتفق حالد السليمان، الكاتب والمحلل السياسي مع رؤية حسن، ويؤكد أن التنظيمات الإرهابية وأذرعتها المختلفة، شوهت صورة الإنسان العربي والإسلامي وجعلته موضع ريبة وشك في كل المجتمعات الغربية.
يوضح السليمان أن التفجير والاغتيالات وخطف الطائرات، يخسرنا كثيرا تعاطف العالم حتى مع القضية الفلسطينية العادلة، ويردف: لم يكسب المسلمون شيئا من أعمال الجماعات الجهادية التي تتمسح بالإسلام وهو منها براء.
يختتم: كل هؤلاء قدموا كل مبرر لإيذاء العالم الإسلامي وشن الحروب العسكرية والاقتصادية والثقافية على شعوبهم .