فى ذكرى ميلادها.. صباح تعترف: "أحببت عمي الصحفي أكثر من والدي.. وكنت عفريتة ودمي خفيف"
فى مجلة سيدتى عام 1987 تحدثت المطربة اللبنانية صباح عن طفولتها وبدايتها الفنية بمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها.
فعن طفولتها الأولى قالت: استُقبلتُ عند ميلادى استقبالا غير مرغوب فيه لرغبة والدي فى إنجاب الذكور.. وكان يملك محلا للحلاقة وتاكسي أجرة.
وكان لدينا جيران أحببتهم كثيرا، وكنت ألعب مع أولادهم.. وكانوا أفضل ماديًّا منا؛ لدرجة أن إحدى جاراتنا طلبت منى يوما أن أغسل لها الغسيل لعدم وجود غسالة كهربائية وقتها مقابل ليرة فى كل مرة.. وكانت هذه الليرة تمثل شيئا كبيرا بالنسبة لفتاة فقيرة مثلي.. ولما عرف أبي كانت علقة لا أنساها.
وأضافت: أن والدى أطلق عليَّ اسم "جانيت" نسبة إلى المطربة اللبنانية المحبوبة جانيت، وبالرغم من ذلك فأمى كانت تعتبرني وش الخير على الأسرة.. وقد اعترفوا جميعهم بذلك فيما بعد.
والحقيقة أن أمى كانت ست الدنيا، كانت امرأة رائعة بكل معنى الكلمة.. حنونة وكريمة.. وكانت تخفف عني وعن إخوتي من قسوة أبينا.. كانت حلوة فى كل شيء.. الله يرحمها.
أما عمى أسعد فضالى فكان أكثر من أحببته فى هذا العالم؛ فقد شجعنى كثيرا وكان يهدينى القصص ويحببنى فى القراءة.. حقا ساهم فى تكوينى فكريا وثقافيا.. وأيضا فى ذوقى الفني.. وقد حملت اسمه فيما بعد.. وسمونى "الشحرورة"؛ لأنه كان يسمى "شحرور الوادى"، وكان كاتبا وزجالا، تعرفت من خلاله على الوسط الصحفى اللبنانى، حتى إنه ساعدنى فى أن أغنى فى نقابة الصحفيين.
كنت تلميذة عفريتة، لكن صوتى الجميل كان يغفر لى العفرتة، طبقا لقاعدة الحسنات يُذهبن السيئات.. وكنتُ فى مدرسة الراهبات فى بيروت، وتعلقتُ بالغناء والفن هذه الفترة.. وكنت أذهب لأشاهد أفلام ليلى مراد التى أحببتها كثيرا.. وكنت أحفظ أغانيها وقد تمنيت أن أصبح مثلها.. وكثيرا ما قلدتُها فى المرآة.
صباح مع والدها ووالدتها
وعندما أعود إلى البيت كنت أقف أمام المرآة، وأغني وأمثل المعاني التى أغنيها، وإذا ارتفع صوتى بالغناء، وسمعنى والدي كان نصيبي علقة ساخنة.
هويدا: كان نفسي أمثل بعيد عن الصبوحة
بعد مقتل شقيقتي جولييت برصاصة طائشة صفعنى أبي لأول مرة حين سقط من يدي أخي الصغير "أنطون"، وأنا ألاعبه، فقررت بعدها أن أتجه بكل طاقتي إلى الموسيقى والغناء هربًا من قسوة أبي الذى كان يظن أن الحنان يفسد تربيتنا.
فى مدرسة الرهبات عرفتُ الوقوف على خشبة المسرح من خلال فريق تمثيل المدرسة، وغنيتُ لأول مرة في حفل عام فى نقابة الصحفيين بدمشق، حيث كان عمى الحبيب صحفيًّا ونجحت نجاحا كبيرا.. وخرجت الصحف كلها تتحدث عنى وأنا لم أجاوز الثالثة عشرة.
تبنتنى المنتجة آسيا واختارت لى هي والمخرج هنرى بركات والشاعر صالح جودت اسم "صباح" بمعنى الوجه المضيء وكانت بدايتى السينمائية مع فيلم "القلب له واحد"، مقابل 150 جنيهًا، تبعه فيلم "هذا جناه أبي" للمخرج حلمى رفلة، ووصل عدد أفلامى فى النهاية إلى 85 فيلما بين مصرى ولبناني.
تقول صباح عن بدايتها الفنية: حين أتيتُ إلى القاهرة فى بداية حياتى الفنية كنت كالببغاء.. أقبل ما يُطلب مني، وأردد ما يكتب لى، سواء كان جيدا أو دون المستوى، ومع كل فيلم كنت أقبله كانت تتفتح أمامي عوالم جديدة فى عالم السينما.
كنت أتعلم من تجاربي وأصبحتُ أكثر تدقيقا وتركيزا فى عملى بفضل المخرجين بركات وحلمي رفلة والمنتجة آسيا، ومن قبلهم عمي أسعد فضالي.