نجاة الصغيرة تكتب: لست سارقة النغم

فى مجلة الكواكب العدد 390 عام 1959، كتبت الفنانة نجاة الصغيرة مقالا تدافع فيه عن نفسها، وتنفي الاتهام الذي وجهه البعض لها بسرقة الأغانى من الآخرين، قالت فيه: كنت أعمل فى لبنان، وكنت ألاقي نجاحا كبيرا.. وكان أهل لبنان يحبون صوتى، وأنا أؤدى أغنيات أم كلثوم أداءً سليمًا، وكنت أجلس ذات يوم فى شرفة حجرتى بفندق طانيوس الشهير، تاركة لأفكارى العنان.


كنت أشعر برغبة ملحة فى التحرر من الطابع الذى اكتسبته بتقليد أغانى أم كلثوم، فقد كنت تواقة إلى أن تكون لى شخصيتى الخاصة وطابعى المميز بين المطربات.

وأفقت من استغراقى فى خواطرى على رنين جرس التليفون، وأتاني صوت مألوف عرفت من لهجته أنه من مواطنى مصر.. وقال لى: أنا كمال الطويل.

وهبطت مسرعة إلى بهو الفندق لأستقبل كمال الطويل، وكان فى زيارة لبنان.. وبعد برهة تحول الحديث إلى إنتاجه الفني، ودس كمال يده فى جيبه وأخرج كلاما لأغنية قال إنها آخر ما لحنه.

أسمعنى المطلع وأعجبت به إعجابا كبيرا.. ورحب كمال باستعدادى لغناء الأغنية.. وقال إنه فكر وهو يكتبها أن صوتى أنسب من يؤديها.

وعدنا إلى القاهرة، وبدأت أحفظ الأغنية، وصادفت هوى فى قلبى، ودفعت ثمنها لحنا وتأليفا.

خمسة أشقاء من الأطفال لإحياء حفلات نجاة الصغيرة الأولى

وحتى هذه اللحظة لم أكن أعلم أن ليلى مراد تغنيها أو أن الأغنية ستثير هذه الضجة التى أثارتها.. وعندما ذهبت للإذاعة لأعرف رأي لجنة النصوص ولجنة الاستماع فى الأغنية قال لى أحد المسئولين، فروى لى القصة.. وقال إن ليلى مراد تقدمت بالأغنية إلى الإذاعة، واعترضت على بعض كلماتها لجنة النصوص.

وقال لى المسئول إن الكلمات هذه أفضل من سابقتها.

وسجلتُ الأغنية باسمى فى الإذاعة.
 
وتذكرتُ ماحدث مع أغنية "اوصفوا لى الحب" التى غنتها شادية فى أحد أفلامها، وغضبتُ لأنى لا أحب أن يقال عنى سارقة نغم.

واتصلتُ بكمال الطويل، وروى لى أنه أخذ الكلمات من مأمون الشناوى، وبعد أن لحنها أعجبت المخرج حسن الصيفي الذى ضمها إلى فيلم "الحبيب المجهول" لتغنيها ليلى مراد.

الحقيقة أننى قررت التنازل عن أغنية "ليه خليتنى أحبك"، لكنى قرأتُ كلاما لليلى مراد فيه تجنٍ عليَّ، فقررت التحدى وغنيتُ ونجحت الأغنية بصوتى.

هذه هى الحقيقة.. والآن هل تعتبرونني سارقة النغم؟!