رئيس التحرير
عصام كامل

عاطف فاروق يكتب: بالأسماء والمستندات.. تأديب عصابة سيارات «ذوي الاحتياجات الخاصة» بعقوبات مشددة.. وقائمة المتهمين تضم 7 أطباء ومهندسين بالمرور وموظفا بالصحة

عاطف فاروق
عاطف فاروق
كشف حكم قضائي عن واحدة من أخطر قضايا الفساد والتزوير، أبطالها 7 أطباء وموظف في المجالس الطبية المتخصصة، ومهندسين في الإدارة العامة للمرور التابعة لوزارة الداخلية، تلاعبوا في التقارير الطبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ومستندات استيراد السيارات المجهزة طبيًا والمخصصة للمعاقين، واستولوا على عدد كبير من السيارات، وقدموها لأشخاص أسوياء .


وقضت المحكمة التأديبية العليا بإيقاف الأطباء «تامر حامد عبد السلام»، و«هاني محمد عقل»، بالإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة، «شيرين منير عبد المنعم»، أخصائي روماتيزم وتأهيل لمدة ثلاثة أشهر، وتغريم«يوسف عبد المنعم محمد»، استشاري نفسية وعصبية و«عاطف محمد عبد المنعم»، المهندس بالإدارة العامة للمرور بما يعادل ثلاثة أضعاف الأساسي الذي كان يتقاضاه كل منهم في الشهر عند انتهاء خدمته وإيقاف «هشام فتحي محمد» المهندس بالإدارة العامة للمرور ثلاثة أشهر عن العمل.

عاطف فاروق يكتب: فضيحة "تذاكر مسرح العرائس"

وتضمن الحكم تغريم«إصلاح عبد الفتاح عفيفي» سكرتير إداري بقسم السيارات المجهزة بالمجالس الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة بما يعادل أجرها الأساسي الذي كانت تتقاضاه في الشهر عند انتهاء خدمته، وخصم أجر 15 يوما من راتب الدكتورة «حنان الشحات رمضان» مراجع بقسم السيارات المجهزة، وتغريم الدكتور «محمد أسامة الهادي» مسئول بالإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة بما يعادل ثلاثة أضعاف الأساسي الذي كان يتقاضاه في الشهر عند انتهاء خدمته، وإيقاف«مصطفى عبد السلام محمد» طبيب بإدارة الجناين الصحية عن لمدة خمسة أشهر.



وأكدت المحكمة عبر أسباب حكمها في القضية رقم 207 لسنة 59 قضائية عليا أن المتهمين بصفاتهم الوظيفية وبمقر قسم السيارات المجهزة بالإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان لم يؤدوا العمل المنوط بهم بدقة وسلكوا في تصرفاتهم مسلكًا لا يتفق والاحترام الواجب للوظيفة العامة التي خرجوا على مقتضياتها ولم يحافظوا على كرامتها طبقًا للعرف العام وأهدروا ممتلكات وأموال جهة عملهم.

وكشفت حيثيات الحكم أن المتهمين من الأول حتى السادس، اعتمدوا نتيجة الكشف الطبي على أحد المواطنين، وعلى المتهم العاشر، وأثبتوا بها أن الأول يعاني من شلل بالطرفين السفليين، مما يؤثر على القوة العضلية وحركة المفاصل، وأن الآخر يعاني من بتر بالطرف السفلي الأيسر، مما يستوجب حصولهما على سيارات مجهزة طبيًا للمعاقين تتمتع بإعفاء جمركي كامل خلافًا للحقيقة.



وتبين من أوراق القضية ضبط الأخيرين بمعرفة المختصين بإدارة الاستخبارات بجمرك ميناء بور سعيد وثبوت سلامتهما بدنيًا من أي إعاقات، وتقاعست المتهمة السابعة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال التأكد من لصق الصور الشخصية الخاصة بالمواطنين على استمارة التقرير الطبي الصادر عن لجان السيارات المجهزة بالمجالس الطبية المتخصصة بشأنها، مما ترتب عليه استبدال الصور الحقيقية بأخرى لا تخصهما، وأدى ذلك إلى استصدار قرارين لهما بأحقيتهما في استيراد سيارات مجهزة طبيًا للمعاقين تتمتع بإعفاء جمركي كامل رغم سلامتهما بدنيًا وصحيًا.

وأهملت المتهمة الثامنة في الإشراف على أعمال المتهمة السادسة، مما أدى إلى عدم اكتشاف نزع الصورة الشخصية من استمارتي نتيجة توقيع الكشف الطبي، وتقاعس المتهم العاشر عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال وضع قواعد محددة تنظم العمل داخل لجان قسم السيارات المجهزة والمختصة بتوقيع الكشف الطبي على المعاقين طالبي الحصول على سيارات مجهزة طبيًا تتمتع بإعفاء جمركي كامل، لبيان مدى أحقيتهم في ذلك من عدمه.



وأكدت المحكمة أن المتهم العاشر (الأخير) اشترك وآخرين في التلاعب بالمستندات الخاصة بقسم السيارات المجهزة بالإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة، بقصد حصوله على سيارة مجهزة طبيًا للمعاقين تتمتع بإعفاء جمركي كامل، وذلك عن طريق موافقته على وضع بياناته وصورته الشخصية على تلك المستندات رغم إلصاق صور شخصية لشخص معاق آخر غيره، مما أدى إلى صدور قرار بأحقيته في استيراد تلك السيارة رغم سلامته بدنيًا من أي إعاقات.

وأصدرت المحكمة حكمها المتقدم بحضور المستشار فوزي عبد الهادي، ممثل النيابة الإدارية، وبعرض منطوق الحكم وأسبابه على فرع الدعوى التأديبية وافقت النيابة الإدارية على الحكم وقررت عدم الطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا، حيث جاء متفقًا وصحيح حكم القانون وقائمًا على سببه المبرر له قانونًا ومستخلصًا استخلاصًا سائغًا من الأوراق والتحقيقات.



 

الجريدة الرسمية