رئيس التحرير
عصام كامل

لافتات الحب في شوارع مصر.. ظاهرة اختلف فيها خبراء النفس.. فرويز: منحدرات ثقافية تعكس غياب الوعي.. الباسوسي: أمر إيجابي

لافتة حب
لافتة حب
لافتات الحب في منتصف الشوارع تؤكد انتشار ظاهرة دخيلة على مجتمعنا المحافظ، وتكشف مدى تأثر الأجيال الجديدة بكل ما هو وارد من الخارج، في ظل الانفتاح المجتمعي الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي.


وعام بعد عام بدأت الأصوات المعترضة تتراجع أما استفحال الظاهرة التي يبدو أنها ستتحول إلى أمر معتاد، بغزو جميع المحافظات وليس القاهرة فقط.
ويستعرض التقرير التالي حجم الظاهرة في شوارع مصر.

 
محافظة الغربية
استيقظ سكان شارع الجلاء بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية على لافتة فى الشارع أمام مسجد قادوس لفتاة تتغزل فيها بحبيبها وأعلنت حبها وعشيقها له، وسادت حالة من التعجب بما فعلته الفتاة.


وكتبت الفتاة على اللافتة: "سلمت خلاص ما عدش ينفع أكابر تاني وما أقدرش أبعد عنك تاني وعيون البت بتقولك خليك جنبي ما تسبنيش تاني".

كما كتبت الفتاة على اللافتة: "وحشتني واللي خلق الخلق بعشقك.. أنت حقي وهاخده".

ولاقت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سخرية عدد كبير من المغردين على ما قامت به هذه الفتاة.


لافتات الحب
لم تكن تلك اللافتة الأولي فقد تفاجأ أهالي محافظة المنوفية بلافتة أمام كلية الهندسة الإلكترونية بمدينة منوف، مكتوب عليها: "هاجر.. حبيتك غصب عني ومش عارف أقولها لك"، وتعد تلك الواقعة استمرارًا للافتات المجهولة التي يتم وضعها بين الحين والآخر في مختلف مراكز محافظة المنوفية، وليس محافظة المنوفية فقط بينما كافة المحافظات.


وكانت لافتة أخرى أثارت حالة من الجدل، قام بتعليقها مدرس بأحد الشوارع في نفس المحافظة، للتعبير عن حبه لطالبته، ورغبته في الارتباط بها مكتوبا عليها: "المستر بيحبك وبيغير عليك.. اوعي تسيبيه هيموت من غيرك.. تتجوزيه؟"، الأمر الذي أذهل سكان منطقة البر الشرقي بمدينة شبين الكوم في المنوفية.


غياب الثقافة
اختلف الأطباء والمحللون النفسيون في وضع تحليل نفسي محدد لظاهرة التعبير عن الحب بين الشباب أو المتزوجين بلافتات في الشارع للتعبير عن الحب أو طلب السماح والاعتذار
وفي هذا السياق يقول "جمال فرويز" الخبير النفسي أن تلك اللافتات ضمن منحدرات الثقافة، ابتكرها أحد الأشخاص وقلدها الباقي، يرجع ذلك إلى غياب الثقافة والإبداع والابتكار.

وضرب "فرويز" مثلا لمحال الموبيلات سواء في شارع عبد العزيز أو العباسية، بدأ أحد الأشخاص في فتح محل لبيع الموبيلات وسار الباقيين خلفه، مشيرا إلى أن الثقافة والإبداع في انحدار مستمر.

وأكد الخبير النفسي أن ردود الأفعال كانت لها دور في انتشار تلك الظاهرة، فالبنات دائما يفرحن بتلك اللافتات وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على أكبر عدد ممكن من اللايكات، ولم يتخذ أحد أي رد فعل عنيف تجاه تلك اللافتات، متابع " نفرح بلا وعي الكل يهتم باللقطات الأولى فقط عن النظر للجوهر".


وعلى الجانب الآخر، يقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي أن الظاهرة مرتبطة بالتطورات والتغيرات الموجودة في ثقافتنا كما ترتبط بثقافات الدول الخارجية والأعمال الدرامية أيضا.


أوضح الباسوسي في ظل ضغوط المصريين اعتقدنا أن الرومانسية اختفت وأصبحت لا محل لها من الإعراب، ولكن العامل الإنساني ما زال متجذرا بداخلنا، فهي وسيلة غير تقليدية للتعبير عن الحب والإعجاب والرغبة في الإصلاح والاعتذار ويشهد الناس جميعا على ذلك، وهذا يدل على أن الأمور ما زالت بخير وأن العلاقة بين الرجل والمرأة ما زالت موجودة، ولكن طرق التعبير تتغير وتتنوع، مشيرا إلى أن الأفلام والمسلسلات تناولت الظاهرة بالفعل ولكنه يرجح أنها كانت انعكاسا للواقع.

اللافتات والحياء
وعن اعتبار البعض تلك اللافتات تخلي عن برقع الحياء التي طالما عرفوا به المصريون، وأشار الباسوسي إلى أن الرغبة في الإعلان عن الحب والإعجاب أمر إيجابي في ظل الظروف التي يمر بها المصريون، وأن من ينظر إليها كذلك، هم الكلاسكيون الذين ما زالوا يتمتعون بالسلفية الثقافية، اعتادوا على أن الواقع التقليدي لا يتغير، بل أنماط القيم تتغير ولكن القيم نفسها لا تتغير، فهؤلاء سوف يتجاوزهم الزمن، مؤكدا على أن تلك اللافتات لا علاقة لها بالحياء، فالقوي هو من يعبر عن مشاعره بقوة بعيدا عن إخفائها في غرفة مظلمة، وهو ما أصبح غير ملائم في زمننا هذا.

الجريدة الرسمية