أزمات الإعلام المصري.. د. ليلى عبد المجيد: ضعف التمويل أكبر العقبات.. والتجديد ضرورة عصرية لمواجهة التحديات
سريعًا.. وضعت أزمة تصريحات وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل مع الإعلاميين والصحفيين أوزارها. بيان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذي ناشد أطراف الأزمة بالتوقف عن تبادل التلاسن والتصريحات المسيئة جاء مناسبًا وحاسمًا.
فوضى
المشهد الإعلامي كان فوضويًا ومرتبكًا خلال الأسبوع الماضى، وتحديدًا منذ أطلق "هيكل" تصريحاته المثيرة للجدل التي قال فيها إن قطاعات كبيرة من المصريين هجرت قراءة الصحف ومشاهدة التليفزيون.
الأزمة الأخيرة عكست غياب "حكماء الإعلام"، أليس منكم رجل رشيد؟ ربما لم تصريحات "هيكل" خاطئة بالجُملة، وربما يكون بعضها صحيحًا، ولكن التوقيت لم يكن ملائمًا بكل تأكيد؛ لا سيما أن وسائل الإعلام الإخوانية المعادية والكارهة لمصر وطنًا وشعبًا، تلقفتها واتخذتها مادة لها أيامًا متتالية.
ربما لم يقصد "هيكل" افتعال الأزمة، باعتباره رجل دولة في الأساس، وربما لم يقصد مَن ردوا عليه مضاعفة الأزمة، ولكن الأهم من ذلك كله أنه تم إطفاء جذوة اللهب، وأن تأتى متأخرًا خيرٌ من ألا تأتى.
ولكن بعدما هدأت العاصفة يبقى سؤال مُركَّب جدير بالنقاش وهو: أليس الإعلام المصرى بالفعل موجوعًا، ويحتاج إلى رعاية مركزة؛ حتى يعود إلى سيرته الأولى، رائدًا ومؤثرًا ومشاركًا في صناعة القرار، متى وكيف يعود المصريون إلى الالتفاف حول إعلامهم بتنويعاته المختلفة، كيف يتم صناعة خطاب إعلامي جاد وصادق؟ هذا ما نسعى إلى محاولة الإجابة عنه، في سطور الملف التالى، بعيدًا عما حدث من تجاوزات وأخطاء، شارك فيها الجميع صمتًا أو كلامًا.
الإعلام الرقمي
وترى الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة الإعلام السابقة بجامعة القاهرة أن هناك توجهًا عالميًا للصحافة الرقمية والإعلام الرقمي بدأ يستقطب أعدادًا كبيرة من الجمهور في كل دول العالم، وذلك بسبب التطور في تكنولوجيا الاتصالات.
وهذا يقتضي - من وجهة نظرها- أن يطور الإعلام التليفزيوني والصحافة من أنفسهم وأن يخاصموا الجمود، وأن يتوقف القائمون عليها عن رفع شعار: "ليس فى الإمكان أبدع مما كان".
مشددة على فشل هذه النظرية على مر التاريخ، وتنوه الأكاديمية الإعلامية الكبيرة إلى ضرورة أن يشمل التطوير المأمول والمطلوب الوظائف والفلسفة والمحتوى والطريقة التي تنتج به والاستفادة من الثورة التكنولوجية التي تلبي احتياجات الجمهور.
التمويل
وتابعت الدكتورة "ليلى عبد المجيد" نصائحها لوسائل الإعلام المختلفة: يواجه الإعلام مشكلات اقتصادية صعبة ومعقدة؛ بسبب تراجع التمويل بوتيرة متسارعة، وتوجه الإعلانات للإنترنت والسوشيال ميديا، كما أنه يتأثر بالظروف الاقتصادية للجمهور بما يقلل نسب شراء النسخ، وهو ما لا يخفى على أحد.
وبغض النظر عن التصريحات الأخيرة لوزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، ورغم ذلك بدأ الإعلام الفترة الأخيرة في تطوير نفسه، كما أن هناك اجتهادات ومحاولات للصحف القومية والخاصة لتقديم شكل متطور يتناسب مع التطورات في تكنولوجيا الاتصال، ولكننا سنحتاج -كما تقول- إلى فترة من الوقت؛ حتى يتمكن الإعلام المصرى من استرداد مكانته المفقودة، واستعادة الريادة الضائعة.
مردفة: لا بد من الاعتماد على الدراسات للعمل على إنتاج محتوى يتناسب مع العصر الحديث ويلبي احتياجات الفئات الجديدة من الجماهير، بفئاتها وقطاعاتها المختلفة وثقافاتها المتفاوتة.
وزارة الإعلام
وتابعت أستاذ الإعلام الدكتورة ليلى عبد المجيد: كنت من أكثر المؤيدين لعودة وزارة الإعلام، ولكن وزير الدولة للإعلام الحالي أسامة هيكل وزير بلا حقيبة، رغم أن رئاسة الوزراء حددت له 11 مهمة في اختصاصات لو تم تنفيذها على أكمل وجه ستشهد صناعة الإعلام طفرة جيدة، لأنه بتلك الاختصاصات سيستطيع بناء سياسة إعلامية مرتبطة بأولويات الحكومة وخطط التنمية المستدامة.
مستدركة: ولكن حتى الآن لم نر شيئًا من تلك الاختصاصات، وربما تكون أزمة السيول ثم أزمة كورونا عائقا حالت دون تأدية تلك المهام بكفاءة وجودة عالية، ولكننا نتطلع لتنفيذها خلال الفترة القادمة بوضع سياسة إعلامية وفق إستراتيجية شاملة تضع أولويات المجتمع بالتعاون مع الوسائل الإعلامية المختلفة والهيئات الوطنية والمجلس الأعلي للإعلام.
وأكدت الخبيرة الإعلامية على أنه لا يوجد أي تداخل بين اختصاصات الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام ووزارة الإعلام، فلا بد أن يكون الشغل الشاغل لوزير الإعلام تغطية أنشطة الدولة، وأن يكون متحدثًا باسم مجلس الوزراء فضلًا عن الاهتمام بالتنسيق مع مجلس الوزراء لتغطية أخبار الحكومة وتطوير الإعلام الخارجي والاهتمام به بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الخارجية.
نقلًا عن العدد الورقي...
فوضى
المشهد الإعلامي كان فوضويًا ومرتبكًا خلال الأسبوع الماضى، وتحديدًا منذ أطلق "هيكل" تصريحاته المثيرة للجدل التي قال فيها إن قطاعات كبيرة من المصريين هجرت قراءة الصحف ومشاهدة التليفزيون.
الأزمة الأخيرة عكست غياب "حكماء الإعلام"، أليس منكم رجل رشيد؟ ربما لم تصريحات "هيكل" خاطئة بالجُملة، وربما يكون بعضها صحيحًا، ولكن التوقيت لم يكن ملائمًا بكل تأكيد؛ لا سيما أن وسائل الإعلام الإخوانية المعادية والكارهة لمصر وطنًا وشعبًا، تلقفتها واتخذتها مادة لها أيامًا متتالية.
ربما لم يقصد "هيكل" افتعال الأزمة، باعتباره رجل دولة في الأساس، وربما لم يقصد مَن ردوا عليه مضاعفة الأزمة، ولكن الأهم من ذلك كله أنه تم إطفاء جذوة اللهب، وأن تأتى متأخرًا خيرٌ من ألا تأتى.
ولكن بعدما هدأت العاصفة يبقى سؤال مُركَّب جدير بالنقاش وهو: أليس الإعلام المصرى بالفعل موجوعًا، ويحتاج إلى رعاية مركزة؛ حتى يعود إلى سيرته الأولى، رائدًا ومؤثرًا ومشاركًا في صناعة القرار، متى وكيف يعود المصريون إلى الالتفاف حول إعلامهم بتنويعاته المختلفة، كيف يتم صناعة خطاب إعلامي جاد وصادق؟ هذا ما نسعى إلى محاولة الإجابة عنه، في سطور الملف التالى، بعيدًا عما حدث من تجاوزات وأخطاء، شارك فيها الجميع صمتًا أو كلامًا.
الإعلام الرقمي
وترى الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة الإعلام السابقة بجامعة القاهرة أن هناك توجهًا عالميًا للصحافة الرقمية والإعلام الرقمي بدأ يستقطب أعدادًا كبيرة من الجمهور في كل دول العالم، وذلك بسبب التطور في تكنولوجيا الاتصالات.
وهذا يقتضي - من وجهة نظرها- أن يطور الإعلام التليفزيوني والصحافة من أنفسهم وأن يخاصموا الجمود، وأن يتوقف القائمون عليها عن رفع شعار: "ليس فى الإمكان أبدع مما كان".
مشددة على فشل هذه النظرية على مر التاريخ، وتنوه الأكاديمية الإعلامية الكبيرة إلى ضرورة أن يشمل التطوير المأمول والمطلوب الوظائف والفلسفة والمحتوى والطريقة التي تنتج به والاستفادة من الثورة التكنولوجية التي تلبي احتياجات الجمهور.
التمويل
وتابعت الدكتورة "ليلى عبد المجيد" نصائحها لوسائل الإعلام المختلفة: يواجه الإعلام مشكلات اقتصادية صعبة ومعقدة؛ بسبب تراجع التمويل بوتيرة متسارعة، وتوجه الإعلانات للإنترنت والسوشيال ميديا، كما أنه يتأثر بالظروف الاقتصادية للجمهور بما يقلل نسب شراء النسخ، وهو ما لا يخفى على أحد.
وبغض النظر عن التصريحات الأخيرة لوزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، ورغم ذلك بدأ الإعلام الفترة الأخيرة في تطوير نفسه، كما أن هناك اجتهادات ومحاولات للصحف القومية والخاصة لتقديم شكل متطور يتناسب مع التطورات في تكنولوجيا الاتصال، ولكننا سنحتاج -كما تقول- إلى فترة من الوقت؛ حتى يتمكن الإعلام المصرى من استرداد مكانته المفقودة، واستعادة الريادة الضائعة.
مردفة: لا بد من الاعتماد على الدراسات للعمل على إنتاج محتوى يتناسب مع العصر الحديث ويلبي احتياجات الفئات الجديدة من الجماهير، بفئاتها وقطاعاتها المختلفة وثقافاتها المتفاوتة.
وزارة الإعلام
وتابعت أستاذ الإعلام الدكتورة ليلى عبد المجيد: كنت من أكثر المؤيدين لعودة وزارة الإعلام، ولكن وزير الدولة للإعلام الحالي أسامة هيكل وزير بلا حقيبة، رغم أن رئاسة الوزراء حددت له 11 مهمة في اختصاصات لو تم تنفيذها على أكمل وجه ستشهد صناعة الإعلام طفرة جيدة، لأنه بتلك الاختصاصات سيستطيع بناء سياسة إعلامية مرتبطة بأولويات الحكومة وخطط التنمية المستدامة.
مستدركة: ولكن حتى الآن لم نر شيئًا من تلك الاختصاصات، وربما تكون أزمة السيول ثم أزمة كورونا عائقا حالت دون تأدية تلك المهام بكفاءة وجودة عالية، ولكننا نتطلع لتنفيذها خلال الفترة القادمة بوضع سياسة إعلامية وفق إستراتيجية شاملة تضع أولويات المجتمع بالتعاون مع الوسائل الإعلامية المختلفة والهيئات الوطنية والمجلس الأعلي للإعلام.
وأكدت الخبيرة الإعلامية على أنه لا يوجد أي تداخل بين اختصاصات الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام ووزارة الإعلام، فلا بد أن يكون الشغل الشاغل لوزير الإعلام تغطية أنشطة الدولة، وأن يكون متحدثًا باسم مجلس الوزراء فضلًا عن الاهتمام بالتنسيق مع مجلس الوزراء لتغطية أخبار الحكومة وتطوير الإعلام الخارجي والاهتمام به بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات ووزارة الخارجية.
نقلًا عن العدد الورقي...