رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

بايدن
بايدن
الثالث من نوفمبر الجاري موعد الحسم النهائي في ماراثون الانتخابات الأمريكية الأكثر إثارة والذي ينتظره العالم أجمع لما سيحمله من مفاجآت مدوية وسيناريوهات عديدة تلحق بالمرشح الفائز سواء كان الرئيس الحالي دونالد ترامب أو نظيره الديمقراطي الأوفر حظًا، والذي يراهن على رسم سياسة جديدة للولايات المتحدة جو بايدن.


استفهامات عديدة تثار حول سيناريوهات فوز أي منهما بالمنصب وتوليه مقاليد حكم الولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات مقبلة وتأثير حكمه على العلاقات الخليجية الأمريكية وكيف سيتعاطى الفائز منهما مع قضايا الشرق الأوسط في ظل المتغيرات الجديدة، لكن يبدو أن المرشح الديمقراطي الأوفر حظًا جو بايدن على وجه التحديد، ينتهج دبلوماسية خاصة ويراهن على رسم سياسة جديدة ووضع لمساته في عدد من القضايا كالقضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط والعمل على العودة للانخراط مجددًا في العراق وسوريا والالتزام بتسويات تفاوضية في ليبيا واليمن والملف النووي الإيراني، وعلى الرغم من أنه في رسم السياسات وخاصة الخارجية كل الاحتمالات واردة، ولا يمكن الرهان أو الجزم على سيناريو معين في لعبة الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.

إلا أن الصحفي والباحث في الشئون الأمريكية طارق الشامي يري أن سياسة بايدن من حيث المبدأ ستكون حذرة في الشرق الأوسط بسبب تغير الوضع عما كان عليه قبل أربع سنوات، كما أن اهتمام بايدن بالشرق الأوسط لن يكون ذو أولوية كبرى ومع ذلك سيكون هناك بعض الاهتمام الاضطراري بسوريا وليبيا نظرًا لكونها ملفات مفتوحة ومستمرة، إضافة إلى عمل الأمريكيون على إنهاء الحرب في اليمن وهو ما بدأ بالفعل، وسلط الشامي الضوء على ما قام به بايدن عندما كتب مقالًا بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في عدد أبريل الماضي، تحدث فيه عن ملامح سياسته الخارجية وعزمه لعقد مؤتمرا دوليا لدعم الديموقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني حول العالم بالتعاون مع الدول الديمقراطية، إلى جانب رغبته في الدعوة إلى تحالف للتعاون التجاري والاقتصادي بين النظم الديموقراطية لمواجهة الصين وروسيا على وجه الخصوص وتشجيعها على التحرك نحو الديمقراطية، وعن دور أوباما في حياة بايدن يري الباحث في الشئون الأمريكية، أن هذا الدور انتهى بمجرد رحيل أوباما من الرئاسة وليس له أي تبعات في سياسات بايدن.

لكن الديمقراطيين عامًة يتبعون منهجا معينا يتغير وفقًا للظروف والواقع المحيط بهم، الأمر ذاته التي اختلفت فيه أريج الحاج الصحفية والباحثة في الشئون الأمريكية قليلًا كونها تري أن سياسة بايدن لن تختلف كثيرًا عما قام به أوباما فهي ستعتبر بمثابة انتداب لأوباما وخاصة في الملف النووي الإيراني وقضايا الشرق الأوسط نظرًا لأن بايدن يري أن اتفاق أوباما بشأن النووي الإيراني يصب في مصلحة المجتمع الدولي لأنه يسمح للمفتشين الدوليين بالدخول ويجعلها ملتزمة بإجراءات عسكرية، لذا من المحتمل أن يعيد بايدن أمريكا إلى الاتفاق النووي لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، لكنه لم يوضح متى سيتم ذلك والأرجح أن طهران يتعين عليها أولًا أن تتراجع عن انتهاكاتها للاتفاق النووي.

وقد يستغرق ذلك عدة أشهر، وبشأن سيناريوهات بايدن مع الدول الخليجية حال فوزه بالانتخابات الرئاسية يري الصحفي والباحث في الشئون الأمريكية أن علاقة بايدن مع دول الخليج يمكنها أن تتأثر مع رفع العقوبات الأمريكية عن إيران والعودة إلى الاتفاق النووي، لكنها لن تستمر طويلا فالمصالح تقتضي استمرار العلاقة بين كافة الأطراف مما قد يدفع إدارة بايدن لاتخاذ خطوات تعزز من دعمه الإستراتيجي لدول الخليج، وفي ملفات حلف شمال الأطلسي قد تختلف سيناريوهات بايدن حال فوزه عن ترامب الذي لا تربطه علاقات جيدة مع أي من زعماء الحلف، كما يمكنه أن يدعم التحالفات مع الدول الأخرى ويدعم اتفاقيات المناخ والاحتباس الحراري واعادة تنقية الأجواء مع الحلفاء الأوربيين والاتحاد الأوروبي على عكس ما كان يقوم به ترامب والجمهوريين.

ومن أكثر القضايا المثيرة للجدل في السياسية الخارجية الأمريكية علاقتها بالصين، وخاصة بعد أزمة كورونا وفرض ترامب رسوم جمركية على بعض السلع الصينية وبرامج التيك توك، لذا فالسيناريو المتوقع من قبل بايدن التعامل معها كشريك تجاري ومنافس سياسي وعسكري والعمل على اعادة تحالف آسيا والباسيفيك لمنع الصين من السيطرة على الدول المجاورة وتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في شرق آسيا، إضافة إلى العمل على على تشجيع التجارة مع الصين وربطها بالملفات السياسية.
الجريدة الرسمية