رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

آبي.. المفتري علينا (1)

السياسة لا تعرف الحب والكراهية.. لذلك أعترف أنني لا أصلح لتعاطيها.. وأحمد الله أنه لم يقدر لي أن أمارسها إلا نظريًّا من خلال مهنة الصحافة. حقيقي أنني، وغيري كثيرون، نبغض العديد من الشخصيات التي تحتل مواقع نافذة، وتتحكم في مصائر شعوبها، هنا وهناك..


إذا كانت تلك الشخصيات ترتكب من الأفعال ما يناقض الإنسانية، والفطرة البشرية السليمة؛ فيظلمون الأبرياء، ويزهقون الأرواح، ويسفكون الدماء، ويشددون القبضة على الآراء، ويمنعون الناس من نيل حقوقهم، ويستولون على حقوق وممتلكات الآخرين.

أفريقيا.. نمور بلا موارد (2)
لكن حالة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مختلفة بعض الشيء.. فهو يشبه الثعلب في تصرفاته.. يتماوت وتنساب الدموع من عينيه حينا، ويستأسد، ويحاكي صولة الأسد حينا آخر، ويرتدي مسوح المظلومين حينا ثالثًا.. سلوكه أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي يختلف تمامًا عن سلوكه عندما يتحدث إلى الشعب الإثيوبي، وجمهور المستمعين بين رافض مكذب، وجاهل مخدوع !!

عاونه بعض إعلاميينا السذج، وصغار سياسيينا بالحديث عن فكرة الحرب، وتدمير السد "سد الفتنة"، وطرحها للنقاش على الشاشات، وفوق صفحات الجرائد، فاستثمرها، أحسن استثمار، وسار يملأ الآفاق نواحًا، حتى ردد البعض عندنا أن آبي يتمنى أن تقصف مصر السد، فينجو من المقصلة التي تنصب له، لأن التصميم الهندسي للسد يهدد بانهياره!!

وأعلن آبي وعساكره أنهم سيؤمنون أجواء إثيوبيا ضد أي محاولة للاختراق (!!) في وضع أشبه بـ "دون كيشوت"، ذلك أن مصر لم تفكر يومًا في هدم السد، ولا حتى سعى رئيسُنا المهذبُ لاستغلال موقعه كرئيس للاتحاد الإفريقي عام 2019، وكان بمقدوره أن يفعل لو أراد، في حل المشكلة.

زاد الطين بلة، تصريح الرئيس الأمريكي مؤخرًا بأن مصر تمارس دبلوماسية هادئة، لكنها قد تجد نفسها مضطرة لدك السد !! ويعلم الله بنية ترامب من وراء ذلك التصريح، الذي أتوجس أن يكون قد أريد به المزيد من صب الزيت على النار !!

أفريقيا.. نمور بلا موارد (5)
لنعد إلى حديثنا عن آبي.. ينحدر رئيس الوزراء الأثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، من عائلة قروية متواضعة، أبوه مسلم وأمه مسيحية.. وبعد فترة ترك الإسلام، واعتنق المذهب البروتستانتى. ترعرع في بشاشا وسط غربي إثيوبيا، في بيت لا ماء فيه ولا كهرباء، وكان يفترش الأرض حتى كبر.

منذ أن تقلد منصبه، وبمجرد مرور ستة أشهر، عقد آبي اتفاق سلام مع الجارة "اللدودة" إريتريا، وللعلم فقد قتل شقيقه في الحرب معها.. وأعاد العلاقات معها، واستقبل رئيسها أسياسي أفورقي فى أديس أبابا، وحرص على تهدئة الخلافات فى القرن الإفريقى، سواء مع جيبوتى أو الصومال.

وأطلق سراح آلاف المنشقين، واعتذر علنا عن أعمال العنف التي مارستها قوات الأمن في إثيوبيا، ثاني أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان، كما أنه استقبل بذراعين مفتوحتين أعضاء مجموعات كانوا في المنفى، وكان سابقوه من المسؤولين يصفونهم بالإرهابيين. وتحدثت تقارير عن أنه أرسل طائرات تستقدم فقراء بلاده المشتتين في البلدان العربية الثرية، والذين كانوا يعملون في وظائف متدنية هناك، وللحديث بقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية