رئيس التحرير
عصام كامل

11 عاما على رحيل مصطفى محمود .. عازف الناى الذى أصبح فيلسوفا

الدكتور مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود

منذ كان طالبا فى المرحلة الثانوية كانت هوايته عشق الفن وعزف العود والناى ،وبالرغم من دراسته للطب إلا أنه اعتزله وتفرغ للتأمل والادب والفكر والفلسفة هو الدكتور العلامة والفيلسوف الصوفى الزاهد مصطفى محمود الذى رحل فى مثل هذا اليوم 31 أكتوبر عام 2009 .



كون مصطفى محمود فرقة موسيقية فى بداية حياته مع مجموعة من أصدقائه برئاسة عبد العزيز الكمنجاتى كانت تقوم بإحياء الأفراح الشعبية .

كان يقول (أنا أهوى الفن ولا أنوى احترافه ) وكانت أول تجربة له خلف راقصة من شارع محمد على اسمها فتحية سوست وتقابل هناك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب لأول مرة ، إلا أن شقيقه الاكبر رأه يعزف خلف الراقصة فمنعه من العزف والغناء واختار له دخول كلية الطب .

فرح مصطفى محمود بدراسة الطب وسعد بها لتحقيق حلمه فى دراسة الكون والعلوم ووقع فى غرام علم التشريح فى أول سنتين فى الكلية فكان اول من يدخل المشرحة وآخر من يخرج منها حتى اطلق عليه زملاؤه المشرحجى .

الطبعة الثانية لـ"الفيلسوف المشاغب.. مصطفى محمود" عن دار "اكتب"

غرق فى التأملات منذ صغره وكانت الجثث حشرات او حيوانات او انسان محل تأمله فى الكلية فبحث عن الانسان بداخلها وكان يحتفظ بعدد منها فى منزله يسهر على دراستها يحفظها فى مادة الفورمالين التى اثرت على صدره فأصيب بمرض صدرى لازمه طوال حياته .

ترك الطب نهائيا لكنه كان عضوا بنقابة الاطباء الى ان اصدر عبد الناصر قرارا بمنع الجمع بين وظيفتين فاختار الكتابة فى الصحافة وترك الطب نهائيا .

كانت علاقة الدكتور مصطفى محمود قوية بالوسط الفنى والصحفى والادبى وكان صديقا لإحسان عبد القدوس وكامل الشناوى وأحمد رجب ومصطفى حسين وكان يرى فى الاديب نجيب محفوظ عاصمة الادب الذى تفوح من رواياته عبق مصر القديمة وشوارعها وازقتها فالقارئ يشم رائحة العطارة وهو يقرا رواياته المستوحاة من احياء الجمالية والحسين والعباسية القديمة .

عن علاقته بعبد الوهاب يقول: توطدت علاقتى بعبد الوهاب عندما كتبت عدة مقالات فى مجلة صباح الخير عن تحليل الاصوات الموسيقية فاتصل بى ثم استمرت علاقتنا.

ويتابع: كان يقول لى (لو لم تكن فيلسوفا لكنت مطربا عظيما فتمتلك حنجرة ذهبية ) وأصبح بعدها يأخذ رأيى فى الاصوات التى يقدمها حيث يجمعنى به حب الفن والعود، وهو كان غير مصدق عندما حدث هذا التغيير فى حياتى عندما اتجهت الى الله وكان يقول لى (انت مش كنت الراجل بتاعنا تركتنا ليه فى جهنم ودخلت انت الجنة ) وأنا اعتبر ما قدمه عبدالوهاب للفن شئ عظيم .

الجريدة الرسمية