تفاصيل عمليات «لوبي أردوغان» لـ«تبييض» صحيفة سوابقه السوداء.. اتفاقيات بـ«ملايين الدولارات» لـ«شراء ترامب»
«جرائم في سوريا والعراق وليبيا، ومؤامرات في أوروبا».. جميعها أدت إلى سمعة ملوثة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم حول العالم، واضطرته إلى اللجوء إلى بعض جماعات الضغط، وخلق لوبي في عدد من الدول، من أجل العمل على تحسين صورته أمام العالم، وشن الهجوم على منتقديه، وبحث توفير الدعم اللازم لسياساته التوسعية عن طريق المقربين من دوائر الحكم في تلك الدول.
غسيل السمعة
ومن بين التسريبات التي كشفت عمليات غسل سمعة أردوغان، ما نشره موقع «Courthousenews»، الذي كشف كواليس زيارة سرية أجراها الصديق المقرب من أردوغان، وهو رجل الأعمال الأذربيجاني الروسي فرخاد أخمادوف، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية فلوريدا الأمريكية في 2017.
وحضر ذلك اللقاء الشخصان اللذان رتَّبا له، وهما ليف بارناس، رجل أعمال مقرب من أوكرانيا، ورجل الأعمال موباريز مانسيموف، الذي وضعه «أردوغان» في فترة لاحقة بالسجن، بعدما انقلب عليه الرئيس التركي واتهمه بالتواصل مع فتح الله جولن.
وبحسب الموقع، فإن ذلك اللقاء مثل حجر الأساس لبناء علاقة قوية جمعت أردوغان وترامب، وكان لها تداعيات على بعض القضايا في الشرق الأوسط مثل ليبيا وسوريا والعراق، وأسفر عن اللقاء عدة لقاءات أخرى في أيام متقاربة على اليخت الخاص برجل الأعمال أخمادوف عن عقد اتفاقات بقيمة ملايين الدولارات، كانت بمثابة قرابين قدمها الرئيس التركي لنظيره «ترامب» طمعًا في كسب وده ودعمه مستقبلًا.
شراء ترامب
وتباهي «مانسيموف» خلال اللقاء بعلاقته الشخصية القوية التي جمعته بالرئيس التركي، وتقديمه الهدايا لعائلته ومن بينها ناقلة نفط سعرها 25 مليون دولار، واستخدام بعض رجاله للطائرات الخاصة التي يمتلكها «مانسيموف» في رحلاتهم الخارجية.
وفي المقابل تفاخر «أخمادوف» بتدخله لحل العديد من الخلافات بين تركيا وروسيا، وارتباطه بعلاقة وطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة «أحوال» التركية، توظيف الرئيس التركي لجماعات ضغط في واشنطن من أجل مساعدة حكومة السراج، مقابل مبالغ مالية ضخمة، لافتة إلى أن تركيا أنفقت بسخاء على عقارات مرتبطة بـ«ترامب» في إطار جهودها للتقرب أكثر من الإدارة الأمريكية، من خلال إبرام صفقات مع شركات مثل ميركوري بابليك آفيرز، ضمن العمل لصالح حكومة السراج، ودعم المصالح التركية في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى المحاولة باستماتة لكسب الدعم في عدد من القضايا الإقليمية، وتبني مواقف تصب في مصلحة حكومة الوفاق، وذلك بالتعاون مع شركة «جوثام» المتخصصة في تقديم الحلول للحكومات.
وبحسب «أحوال تركية» استغلت تلك الشركات ارتباط مستثمريها بالرئيس الأمريكي ووجود بعض الاستثمارات المشتركة بينهم، ومساعدتهم بتبرعات هائلة له خلال الانتخابات قبل فوزه، في محاولة تحويل الدفة نحو حكومة الوفاق، وشن حملات تشويه ضد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والتجهيز لإرسال عدد من الصحفيين ومراسلي القنوات التليفزيونية إلى ليبيا للعمل على تنفيذ تلك الأهداف.
وعلى الجانب السوري، جرى العمل على فتح الباب أمام تركيا للدخول في مواجهة مباشرة مع القوات الكردية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي لسنوات.
أما على الجانب العربي، فحاولت تركيا من خلال الحضور الاقتصادي القوى في الجزائر، فرض التأثير السياسي على النظام الجزائري، في إطار سعيه لاستغلال الوضع الاقتصادي المتردي هناك، من أجل تنفيذ أجندته في شمال أفريقيا، من خلال وجود قرابة ألف مؤسسة تركية هناك يعمل فيها 55 ألف عامل، في قطاعات هامة مثل النسيج والصناعات الغذائية والإنشاءات العامة.
الضغوط التركية
وتواصلت الضغوط من جانب تركيا خلال الأشهر الأخيرة لنيل تأييد لموقفها في ليبيا ولكن المحاولات باءت بالفشل، في ظل تمسك النظام الجزائري بالتفريق بين الاستثمار والسياسة، وتتعامل الجزائر معها بنفس منطق التعامل مع أي دولة ترغب في تعزيز استثماراتها لديها.
وفي نفس السياق ذكر موقع «أفريكا أنتليجنس» أسماء عدد من رجال الأعمال الأتراك والجزائريين، الذين يوظفهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مصالح أنقرة، موضحًا أنهم يمهدون الطريق أمام أردوغان لتنفيذ مخططاته في الجزائر، ويعملون على تعويض انسحاب الفرنسيين المتزايد، ومنافسة الصينيين المنتشرين في كل مكان.
وخلال العام الجاري، استقبل وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، نائب رئيس شركة البناء والبتروكيماويات التركية العملاقة رونيسانس جلال توروغلو، وكان الهدف من هذه الاجتماعات النظر في أوجه تعاون جديدة في مجال استكشاف واستغلال النفط والغاز في الجزائر، بما يمهد لتوسع مرتقب للجزائر في قطاع البتروكيماويات والبناء في الجزائر.
من جهة أخرى، فإن كل من فؤاد توسيالي، وسليم بورا، رجلي أعمال مقربان من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويترأس توسيالي مجمع«Tosyali» للحديد والصلب زعيم صناعة الصلب في تركيا، الذي تأسس في الجزائر العاصمة منذ العام 2007، ويعد أحد أهم الشخصيات، فيما يقود سليم بورا، والذي لقبه الموقع بـ «رجل أردوغان في أفريقيا»، مجموعة Summa التي تمثل القوى الناعمة هناك، وتربطه علاقات قوية مع كبار المسئولين.
الفشل السياسي
وفي هذا السياق قال الباحث في الشأن التركي، محمد ربيع الديهي: من المؤكد أن النظام السياسي في أي دولة حينما يشعر بضعف موقفة وفشله السياسي، فضلا عن تورطه في جرائم تدينه وتضعه أمام طائلة العقوبات يلجأ إلى استخدام مجموعة من الأساليب منها تحشيد الرأي العام الدولي والداخلي فضلًا عن خلق صراعات في العديد من المناطق حول العالم في محاولة لإيجاد تبريرات لهذا الفشل.
ثم يستخدم مجموعات أو جماعات المصالح أو الضغط لتبييض صورته، وهذه الخطوات جميعها أقدم عليها النظام التركي على مدار السنوات الماضية وحتى اليوم ويعود السبب خلف استخدام النظام التركي لتلك الوسائل هو الفشل الذي يلاحق أردوغان في العديد من الملفات، ولعل أولها ملف الأكراد بعد فشله وبجدارة في حل الأزمة برغم إعلان الأكراد وقف القتال ونيتهم للتفاوض إضافة إلى الفشل التركي في أن تصبح تركيا دولة فاعلة في المجتمع الدولي والإقليمي من خلال استغلال جماعات الإسلام السياسي.
وكذلك عدم قدرة أردوغان على حل الأزمات الاقتصادية التي كانت نتيجة مباشرة للتدخل في الشئون الداخلية للدول، ناهيك عن الفشل في تقديم حلول ترضي المواطن التركي وتعيد للحزب الحاكم شعبيته التي فقدها كل هذه الأسباب كان محرك رئيس لاستخدام أنقرة لهذه الجماعات بهدف تبيض صورتها.
تبييض الصورة
وأضاف «الديهي»: من المؤكد أن هذه الجماعات قد فشلت في تبييض صورة النظام التركي فبدل أن يكتفي النظام التركي بتلك الجرائم ويتراجع عنها فعل العكس واستمر في تهديد الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي بدءًا بالتدخل في سوريا مرورًا بالعراق وليبيا ونشر قوات في شرق المتوسط فضلًا عن دعم الصراع في جنوب القوقاز نهيك عن الاستمرار في الإساءة للمسلمين والعالم الإسلامي من خلال خلق عداء مع المجتمع الدولي بأن تلك الأفعال باسم الدين.
ويعد الدين هي العصا التي يستخدمها أردوغان في تبرير العديد من سياساته في العالم مما جعل النظام التركي فاقدا للمصداقية لدى شعوب العام، لا سيما وأن الجميع يدرك أنه غير مفوض من المسلمين، ناهيك عن إدانة قطبي العالم الإسلامي السني (مصر والسعودية) لمثل هذه الأفعال، ومن هنا فسياسة أردوغان القائمة على تبيض وجه أمام الرأي العام الدولي باءت بالفشل وانقلبت على أردوغان ونظامه بتدهور الأوضاع في تركيا بصورة أكبر.
وتابع: لذلك فإن أي محاولة للتعويل على هذه الجماعت مرة أخرى بعد أن انكشفت صورتهم أمام الشعوب وأمام الرأى العام الدولي أمر صعب إلا إذا تراجع النظام التركي عن أفعاله وتدخله في الشئون الداخلية للدول وتم إسقاط أردوغان وتحويله لمحاكمات على أفعاله العدوانية تجاه الشعوب.
وفي هذه الحالة يمكن الحديث حول احتمال تقبل النظام الدولي للنظام الجديد في تركيا، إلا أن أي حديث حول فكرة تبيض صورة أردوغان ذاته أو أسرته لم تجدي بالنفع فقد ارتكب أردوغان أبشع الجرائم ولا يزال يرتكب أبشعها دون تراجع لذلك في محاولة لتبييض صورتها ستعني الفشل وتقبل بالرفض.
وتابع: لكن أردوغان إذا أراد أن يستمر في انفاق أموال شعبه من أجل تبييض صورته الشخصية فإنه بذلك يحتاج لمليارات الدولارات التي تنفق في الخارج تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فضلا عن روسيا وبعض الدول الإسلامية والعربية التي باتت تندد وترفض سياسات أردوغان.
ومن هنا يمكننا الحديث حول أن هذه المحاولات لتبيض صورته جميعها مصيرها بالفشل الذريع، لأن أردوغان متورط في جرائم حرب في سوريا بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة.
اللوبي اليهودي
من جانبه، قال المحلل السياسي التركى المعارض جودت كامل: أردوغان أخذ تأييدًا من اللوبيات اليهودية الموجودة في أمريكا لتأسيس حزب العدالة والتنمية، بعدما انفصل عن شيخه نجم الدين أربكان، ثم حكم تركيا بتأييد هذا اللوبي، وأردوغان فقد سلطته وحكمه أمام الدستور التركي بعد كشف فضائح الفساد في 17/25 ديسمبر 2013، وظهور علاقاته مع داعش وإرساله الأسلحة إلى التنظيم الإرهابي المتطرف.
وأضاف المحلل السياسي التركي أن «أردوغان قام بانقلاب على من كشف عوراته باستغلال قوة الدولة وزج آلاف من القضاة والنواب العموم ورجال الأمن في السجون انتقاما منهم، كما أنه منذ ظهوره يتصرف في البلاد مثل زعيم مافيا يسكت جميع المعارضين بتهديد سجنهم، وبعد أن فقد شرعيته في تركيا بدأ يتماسك أكثر بجماعات الضغط سواء كانت موجودة في تركيا مثل تنظيم أرجنكون أو خارج البلاد من الكيانات اليهودية.
ويستفيد أردوغان من الجاليات التركية الموجودة في ألمانيا ما يقرب عددهم خمسة ملايين شخص لاستفزاز ألمانيا وأوروبا، ويستغل وجود اللاجئين السوريين في تركيا لضغط على أوروبا لتتوقف دول الاتحاد الأوروبي عن الضغط على تركيا في ملفات الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان».
وأوضح «جودت» أن «أردوغان يستفيد من استخدام أدوات الضغط على الدول، لكن تركيا فقدت كثيرا من علاقاتها ومكانتها الدولية وفقدت اقتصادها نتيجة الأزمات المصطنعة مع دور الجوار، والشعب التركي يدفع ثمن تأييده الأعمى لأردوغان بمعاناة شديدة في المعيشة وحرية الرأي حيث أصبح المنتقدين لسياسات أردوغان يواجهون خطر الاعتقالات مثلما حدث مع آلاف من المعارضين اعتقلوا من أجل تغريدة أو تظاهر».
نقلًا عن العدد الورقي...
غسيل السمعة
ومن بين التسريبات التي كشفت عمليات غسل سمعة أردوغان، ما نشره موقع «Courthousenews»، الذي كشف كواليس زيارة سرية أجراها الصديق المقرب من أردوغان، وهو رجل الأعمال الأذربيجاني الروسي فرخاد أخمادوف، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية فلوريدا الأمريكية في 2017.
وحضر ذلك اللقاء الشخصان اللذان رتَّبا له، وهما ليف بارناس، رجل أعمال مقرب من أوكرانيا، ورجل الأعمال موباريز مانسيموف، الذي وضعه «أردوغان» في فترة لاحقة بالسجن، بعدما انقلب عليه الرئيس التركي واتهمه بالتواصل مع فتح الله جولن.
وبحسب الموقع، فإن ذلك اللقاء مثل حجر الأساس لبناء علاقة قوية جمعت أردوغان وترامب، وكان لها تداعيات على بعض القضايا في الشرق الأوسط مثل ليبيا وسوريا والعراق، وأسفر عن اللقاء عدة لقاءات أخرى في أيام متقاربة على اليخت الخاص برجل الأعمال أخمادوف عن عقد اتفاقات بقيمة ملايين الدولارات، كانت بمثابة قرابين قدمها الرئيس التركي لنظيره «ترامب» طمعًا في كسب وده ودعمه مستقبلًا.
شراء ترامب
وتباهي «مانسيموف» خلال اللقاء بعلاقته الشخصية القوية التي جمعته بالرئيس التركي، وتقديمه الهدايا لعائلته ومن بينها ناقلة نفط سعرها 25 مليون دولار، واستخدام بعض رجاله للطائرات الخاصة التي يمتلكها «مانسيموف» في رحلاتهم الخارجية.
وفي المقابل تفاخر «أخمادوف» بتدخله لحل العديد من الخلافات بين تركيا وروسيا، وارتباطه بعلاقة وطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة «أحوال» التركية، توظيف الرئيس التركي لجماعات ضغط في واشنطن من أجل مساعدة حكومة السراج، مقابل مبالغ مالية ضخمة، لافتة إلى أن تركيا أنفقت بسخاء على عقارات مرتبطة بـ«ترامب» في إطار جهودها للتقرب أكثر من الإدارة الأمريكية، من خلال إبرام صفقات مع شركات مثل ميركوري بابليك آفيرز، ضمن العمل لصالح حكومة السراج، ودعم المصالح التركية في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى المحاولة باستماتة لكسب الدعم في عدد من القضايا الإقليمية، وتبني مواقف تصب في مصلحة حكومة الوفاق، وذلك بالتعاون مع شركة «جوثام» المتخصصة في تقديم الحلول للحكومات.
وبحسب «أحوال تركية» استغلت تلك الشركات ارتباط مستثمريها بالرئيس الأمريكي ووجود بعض الاستثمارات المشتركة بينهم، ومساعدتهم بتبرعات هائلة له خلال الانتخابات قبل فوزه، في محاولة تحويل الدفة نحو حكومة الوفاق، وشن حملات تشويه ضد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والتجهيز لإرسال عدد من الصحفيين ومراسلي القنوات التليفزيونية إلى ليبيا للعمل على تنفيذ تلك الأهداف.
وعلى الجانب السوري، جرى العمل على فتح الباب أمام تركيا للدخول في مواجهة مباشرة مع القوات الكردية التي حاربت تنظيم داعش الإرهابي لسنوات.
أما على الجانب العربي، فحاولت تركيا من خلال الحضور الاقتصادي القوى في الجزائر، فرض التأثير السياسي على النظام الجزائري، في إطار سعيه لاستغلال الوضع الاقتصادي المتردي هناك، من أجل تنفيذ أجندته في شمال أفريقيا، من خلال وجود قرابة ألف مؤسسة تركية هناك يعمل فيها 55 ألف عامل، في قطاعات هامة مثل النسيج والصناعات الغذائية والإنشاءات العامة.
الضغوط التركية
وتواصلت الضغوط من جانب تركيا خلال الأشهر الأخيرة لنيل تأييد لموقفها في ليبيا ولكن المحاولات باءت بالفشل، في ظل تمسك النظام الجزائري بالتفريق بين الاستثمار والسياسة، وتتعامل الجزائر معها بنفس منطق التعامل مع أي دولة ترغب في تعزيز استثماراتها لديها.
وفي نفس السياق ذكر موقع «أفريكا أنتليجنس» أسماء عدد من رجال الأعمال الأتراك والجزائريين، الذين يوظفهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مصالح أنقرة، موضحًا أنهم يمهدون الطريق أمام أردوغان لتنفيذ مخططاته في الجزائر، ويعملون على تعويض انسحاب الفرنسيين المتزايد، ومنافسة الصينيين المنتشرين في كل مكان.
وخلال العام الجاري، استقبل وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، نائب رئيس شركة البناء والبتروكيماويات التركية العملاقة رونيسانس جلال توروغلو، وكان الهدف من هذه الاجتماعات النظر في أوجه تعاون جديدة في مجال استكشاف واستغلال النفط والغاز في الجزائر، بما يمهد لتوسع مرتقب للجزائر في قطاع البتروكيماويات والبناء في الجزائر.
من جهة أخرى، فإن كل من فؤاد توسيالي، وسليم بورا، رجلي أعمال مقربان من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويترأس توسيالي مجمع«Tosyali» للحديد والصلب زعيم صناعة الصلب في تركيا، الذي تأسس في الجزائر العاصمة منذ العام 2007، ويعد أحد أهم الشخصيات، فيما يقود سليم بورا، والذي لقبه الموقع بـ «رجل أردوغان في أفريقيا»، مجموعة Summa التي تمثل القوى الناعمة هناك، وتربطه علاقات قوية مع كبار المسئولين.
الفشل السياسي
وفي هذا السياق قال الباحث في الشأن التركي، محمد ربيع الديهي: من المؤكد أن النظام السياسي في أي دولة حينما يشعر بضعف موقفة وفشله السياسي، فضلا عن تورطه في جرائم تدينه وتضعه أمام طائلة العقوبات يلجأ إلى استخدام مجموعة من الأساليب منها تحشيد الرأي العام الدولي والداخلي فضلًا عن خلق صراعات في العديد من المناطق حول العالم في محاولة لإيجاد تبريرات لهذا الفشل.
ثم يستخدم مجموعات أو جماعات المصالح أو الضغط لتبييض صورته، وهذه الخطوات جميعها أقدم عليها النظام التركي على مدار السنوات الماضية وحتى اليوم ويعود السبب خلف استخدام النظام التركي لتلك الوسائل هو الفشل الذي يلاحق أردوغان في العديد من الملفات، ولعل أولها ملف الأكراد بعد فشله وبجدارة في حل الأزمة برغم إعلان الأكراد وقف القتال ونيتهم للتفاوض إضافة إلى الفشل التركي في أن تصبح تركيا دولة فاعلة في المجتمع الدولي والإقليمي من خلال استغلال جماعات الإسلام السياسي.
وكذلك عدم قدرة أردوغان على حل الأزمات الاقتصادية التي كانت نتيجة مباشرة للتدخل في الشئون الداخلية للدول، ناهيك عن الفشل في تقديم حلول ترضي المواطن التركي وتعيد للحزب الحاكم شعبيته التي فقدها كل هذه الأسباب كان محرك رئيس لاستخدام أنقرة لهذه الجماعات بهدف تبيض صورتها.
تبييض الصورة
وأضاف «الديهي»: من المؤكد أن هذه الجماعات قد فشلت في تبييض صورة النظام التركي فبدل أن يكتفي النظام التركي بتلك الجرائم ويتراجع عنها فعل العكس واستمر في تهديد الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي بدءًا بالتدخل في سوريا مرورًا بالعراق وليبيا ونشر قوات في شرق المتوسط فضلًا عن دعم الصراع في جنوب القوقاز نهيك عن الاستمرار في الإساءة للمسلمين والعالم الإسلامي من خلال خلق عداء مع المجتمع الدولي بأن تلك الأفعال باسم الدين.
ويعد الدين هي العصا التي يستخدمها أردوغان في تبرير العديد من سياساته في العالم مما جعل النظام التركي فاقدا للمصداقية لدى شعوب العام، لا سيما وأن الجميع يدرك أنه غير مفوض من المسلمين، ناهيك عن إدانة قطبي العالم الإسلامي السني (مصر والسعودية) لمثل هذه الأفعال، ومن هنا فسياسة أردوغان القائمة على تبيض وجه أمام الرأي العام الدولي باءت بالفشل وانقلبت على أردوغان ونظامه بتدهور الأوضاع في تركيا بصورة أكبر.
وتابع: لذلك فإن أي محاولة للتعويل على هذه الجماعت مرة أخرى بعد أن انكشفت صورتهم أمام الشعوب وأمام الرأى العام الدولي أمر صعب إلا إذا تراجع النظام التركي عن أفعاله وتدخله في الشئون الداخلية للدول وتم إسقاط أردوغان وتحويله لمحاكمات على أفعاله العدوانية تجاه الشعوب.
وفي هذه الحالة يمكن الحديث حول احتمال تقبل النظام الدولي للنظام الجديد في تركيا، إلا أن أي حديث حول فكرة تبيض صورة أردوغان ذاته أو أسرته لم تجدي بالنفع فقد ارتكب أردوغان أبشع الجرائم ولا يزال يرتكب أبشعها دون تراجع لذلك في محاولة لتبييض صورتها ستعني الفشل وتقبل بالرفض.
وتابع: لكن أردوغان إذا أراد أن يستمر في انفاق أموال شعبه من أجل تبييض صورته الشخصية فإنه بذلك يحتاج لمليارات الدولارات التي تنفق في الخارج تحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فضلا عن روسيا وبعض الدول الإسلامية والعربية التي باتت تندد وترفض سياسات أردوغان.
ومن هنا يمكننا الحديث حول أن هذه المحاولات لتبيض صورته جميعها مصيرها بالفشل الذريع، لأن أردوغان متورط في جرائم حرب في سوريا بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة.
اللوبي اليهودي
من جانبه، قال المحلل السياسي التركى المعارض جودت كامل: أردوغان أخذ تأييدًا من اللوبيات اليهودية الموجودة في أمريكا لتأسيس حزب العدالة والتنمية، بعدما انفصل عن شيخه نجم الدين أربكان، ثم حكم تركيا بتأييد هذا اللوبي، وأردوغان فقد سلطته وحكمه أمام الدستور التركي بعد كشف فضائح الفساد في 17/25 ديسمبر 2013، وظهور علاقاته مع داعش وإرساله الأسلحة إلى التنظيم الإرهابي المتطرف.
وأضاف المحلل السياسي التركي أن «أردوغان قام بانقلاب على من كشف عوراته باستغلال قوة الدولة وزج آلاف من القضاة والنواب العموم ورجال الأمن في السجون انتقاما منهم، كما أنه منذ ظهوره يتصرف في البلاد مثل زعيم مافيا يسكت جميع المعارضين بتهديد سجنهم، وبعد أن فقد شرعيته في تركيا بدأ يتماسك أكثر بجماعات الضغط سواء كانت موجودة في تركيا مثل تنظيم أرجنكون أو خارج البلاد من الكيانات اليهودية.
ويستفيد أردوغان من الجاليات التركية الموجودة في ألمانيا ما يقرب عددهم خمسة ملايين شخص لاستفزاز ألمانيا وأوروبا، ويستغل وجود اللاجئين السوريين في تركيا لضغط على أوروبا لتتوقف دول الاتحاد الأوروبي عن الضغط على تركيا في ملفات الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان».
وأوضح «جودت» أن «أردوغان يستفيد من استخدام أدوات الضغط على الدول، لكن تركيا فقدت كثيرا من علاقاتها ومكانتها الدولية وفقدت اقتصادها نتيجة الأزمات المصطنعة مع دور الجوار، والشعب التركي يدفع ثمن تأييده الأعمى لأردوغان بمعاناة شديدة في المعيشة وحرية الرأي حيث أصبح المنتقدين لسياسات أردوغان يواجهون خطر الاعتقالات مثلما حدث مع آلاف من المعارضين اعتقلوا من أجل تغريدة أو تظاهر».
نقلًا عن العدد الورقي...