رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تنظر أوروبا إلى الانتخابات الأمريكية؟.. وأيهما تفضل بايدن أم ترامب؟

ترامب وبايدن
ترامب وبايدن
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية تحبس أوروبا وبالأخص فرنسا وألمانيا "الدولتان النشطتان في القارة" أنفاسهما في انتظار نتيجتها وسط مخاوف بشأن مستقبل "حلف شمال الأطلسي"، الذي أعلن ترامب مؤخرا تقليص أعداد الجنود الأمريكيين بداخلة واعتزامة سحب المزيد.


بايدن أم ترامب

هناك اعتراف صارخ في فرنسا وألمانيا بأن بعض عناصر الشراكة عبر الأطلسي الممتدة لعقود من الزمن قد تضيع بشكل نهائي، بغض النظر عمن سيفوز في أمريكا الشهر المقبل.

وبحسب شبكة «CNN» الأمريكية، هناك قدر كبير من عدم اليقين في كل من باريس وبرلين بشأن مدى الثقة في الولايات المتحدة بعد الآن، حيث قالت رئيسة المكتب الألماني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "لم يسقط دونالد ترامب من السماء أو ظهر من العدم.. لم يصوت نصف السكان الأمريكيين له كرهائن أو كنوع من أنواع غسيل الدماغ.. لذلك هناك سبب لوجوده هناك.. والسبب سيبقى حتى بعد مغادرته".

مصالح مشتركة

ومع ذلك، قد يغفر الألمان والفرنسيون للولايات المتحدة، لكونهما مشتتين إلى حد ما في هذه اللحظة، إذ أن الأمر الأكثر إلحاحًا وخوفًا بالنسبة لأوروبا من الانتخابات الأمريكية في الوقت الحالي هو "فيروس كورونا" والذي لم تساعد الولايات المتحدة كثيرًا في التعامل معه، وبالتأكيد ليس لديها نموذج للاحتواء.

كما يريد قادة كلا البلدين من الولايات المتحدة أن تنضم إلى اتفاق باريس للمناخ والاتفاقية النووية الإيرانية (JCPOA) ، وكذلك منظمة الصحة العالمية وأن تلعب دورًا مشتركًا في المعركة ضد Covid-19 وتطوير اللقاحات والعلاجات.

وهذا ما قد يؤدي إلى إغاثة ملايين العاطلين عن العمل في قطاعات الخدمات في كلا البلدين الذين يأملون في عودة السياح الأمريكيين ودولاراتهم التي هم بأمس الحاجة إليها.

ولكن قبل كل شيء، يريد الفرنسيون والألمان استعادة درجة من الاتساق في العلاقات عبر الأطلسي، مثل إنهاء "الحكم بالتغريدات" والشعور بأنهم يُنظر إليهم دائمًا على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية بالنسبة إلي أمريكا.

بايدن أم ترامب؟

من جانبه، وجد المركز الأوروبي للإحصاء في استطلاع على مستوى القارة، أنه حتى لو تم انتخاب جو بايدن، فإن فرنسا وألمانيا يعتقدا أن على أوروبا الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، و"لكن مع الاستعداد لفك الارتباط".

وفي حالة فوز ترامب، يعتقد المواطنين في أوروبا أن التحضير لفك الارتباط بين القارة العجوز والولايات المتحدة سيكون ضروريًا.

ففي فرنسا، أصبح معظم المعلقين والخبراء، وكذلك المسؤولين في حكومة ماكرون، مقتنعين بأن فوز بايدن "لن يعني العودة إلى العصور القديمة، التي غالبًا ما تكون أسطورية بشكل خاطئ"، وذلك علي حد قول المعلق الدبلوماسي بلوموند بيوتر سمولار مؤخرًا.

بينما ماكرون، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لعباءة القيادة الأوروبية التي ستتخلى عنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عند تقاعدها العام المقبل، بدأ بالفعل في شن حملة لإنشاء قوة دفاع أوروبية يمكن أن تجعل أوروبا أقل اعتمادًا على أمريكا عسكريًا، حتى لو قرر المرشح الديمقراطي جو بايدن التخلي عن خطة ترامب لبدء سحب آلاف القوات الأمريكية من القواعد في ألمانيا بعد فوزه.

سياسة ترامب وبايدن مع أوروبا

تعهد بايدن بإنهاء تورط أمريكا في "الحروب الأبدية"، ولكنه أشار ايضا إلي ترك القوات الأمريكية المتبقية في بعض الدول الرئيسية، خاصة العراق، للحفاظ على الاستقرار ومنع ظهور الجماعات الإرهابية التي يمكن أن تشكل تهديدات للمصالح الأمريكية.

ومن أبرز نقاط الخلاف بين أوروبا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "خط أنابيب نورد ستريم 2"، حيث عارض ترامب بشدة تدشين الخط المصمم لجلب الغاز الطبيعي الروسي الرخيص إلى ألمانيا والذي اعتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ فترة طويلة أنه لبنة أساسية للازدهار الألماني في المستقبل.

فيما وصف بايدن، المشروع قبل أربع سنوات بأنه "صفقة سيئة" لأوروبا ومن شأنها أن تفرض اعتمادًا أكبر على روسيا.

ومن المرجح أن تكون آراء بايدن على الرغم من عدم تغييرها، "أكثر دقة" من تهديدات ترامب المتصاعدة بالانتقام إذا استمر مشروع خط الأنابيب.

وفي النهاية وبالرغم من الشكوك حول وجود اختلاف بين الإدارتين، إلا أن أكثر ما يخشاه الأوروبيون، هو إدارة ثانية لترامب.
الجريدة الرسمية