رئيس التحرير
عصام كامل

شاعران وحبيبة وقصيدة واحدة ومحمد عبده!

في حياته.. وحتى بعد رحيله ظل شاعر السعودية المعروف وكاتبها والدبلوماسي والوزير الراحل غازي القصيبي مثيرا الجدل.. شاعر الرومانسية لم يخف غرامه بحبيبته التي هي زوجته وإنما أخفاها هي نفسها.. حتى أبحث ذات يوم رقم كبير على مؤشر البحث من فضول الناس لمعرفتها..


وأسئلة عديدة.. من هي؟ هل كانت هي عربية؟ هل هي سعودية؟! هل هي مسلمة؟! ثم عرفوا إنها ألمانية مسيحية يقال إنها بقيت على دينها، ويقول آخرون إنها أسلمت..

كيف نقرأ التاريخ ؟!
ما يعنينا هي القصائد التي كتبها فيها وعناوين قصائد أشير إليها منها "أعز النساء" و"حكاية حب" وغيرها الكثير ومنها يقول:
‏"أيـا رفـيقة دربـي.. لو لدي سوى عـمري.. لقلت: فدى عينيك أعماري ..أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوته ومـا تـغيرت.. والأوجـاع سماري"!

وغيرها من القصائد.. وتسبب ذلك في ولادة أغنية شهيرة جدا لها صيتها عربيا وخصوصا في الخليج العربي.. فذات يوم وفي منزل الفنان الكبير محمد عبده - كما كتب بنفسه لجريدة عكاظ ديسمبر من العام الماضي- أن أشعر غازي في رفيقة دربه.. بوجود شاعر كبير جدا هو الأمير خالد الفيصل الذي كتب وغني له العندليب الأسمر..

إذ قال غازي القصيبي فجأة:
" ذاب من فرط حسنها الفنان
لورا تلك لورا فداء لورا الغواني "!
فرد الأمير الشاعر خالد الفيصل فجأة أيضا وقال :
" تتوارى عن العيون احتشاما
وحنانا بمهجة الفنان ..
أنت «غازٍ» ومثلها ينشد الرفق
صوابا في لجة من حنان "!
ثم أكمل القصيبي مشاعره وقال :
" وتوارت تحت الحنايا فكانت
نابضا في مشاعري وكياني "!

"رقصة" البرازيلية ووقائع ما جرى!
وتحولت القصيدة إلى واحدة من أهم وأعذب وأرق وأجمل أغنيات نجم العرب والسعودية محمد عبده "لورا" وأكثرها شجنا لكن جرت عليها تعديلات فتبدلت "أنت غاز" إلي "أنت شاد" و "الفنان' إلي "الفتان" فجاءت كالتالي:
ذاك حبي إذا الجمال رآها
ذاب من فرط حسنها الفتان
لورا .. تلك لورا .. فداء لورا الغواني
تتوارى عن العيون إحتشاماً
وحناناً بمهجة الفنان
أنت شاد ومثلها ينشد الرفق
صواباً في لجة من حنان
......
وتوارت تحت الحنايا فكانت
نابضاً في مشاعري وكياني
لا تسلني يا شاعري عن هواها
يرفض السر أن يبوح لساني
.....
عندما تصبح القيود حناناً
وتمر السنون مثل الثواني
عندها تصبح القيود إنعتاقاً
وإنطلاقاً الى عزيز الأماني "!

الكثيرون سيذهبون لسماع "لورا" الآن.. وهي تستحق.. ولكن فيما يبدو أن هناك الكثير من القصائد والتجارب الفنية وراءها قصص ودوافع ربما أجمل من الأغاني أو العمل الفني نفسه!
الجريدة الرسمية