رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أدب الرئيس.. ماكرون أيضا متطرف!

أود أولا أن أزجي التحية والإمتنان لكاتب خطاب السيد الرئيس، لقدرته البارعة على وضع الافكار والمفاهيم في عبارات عقلانية منطقية، مع تضمين عاطفى، لمس قلوب الناس، وبالتأكيد أصاب في القلب.. الهدف، وليس سرا أن الهدف هو موقف الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون الذى أعلن دعمه وإصراره على نشر الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة والمسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 


بالطبع فإن تحديد الأفكار في الرسالة التى نقلها الرئيس السيسي بنبرة هادئة، وقورة، شاكية في أدب جم، باحثة عن نقطة تلاق مع مفردات الغرب ومفاهيمه عن الحريات، كان وراءها بحث ودرس وتريث كبير، ولعل هذا سبب جوهرى لتأثيرها النافذ الى القلوب . 

حرية التعبير لا التحقير.. مكان لماكرون في جهنم!
كلمات الرئيس السيسي: كفى إيذاء لمشاعرنا. كفى جرحا لمشاعر مليار ونصف مليارمسلم. الإستعلاء بالحرية ضرب من ضروب التطرف. يريد إلى القول بأن موقف الرئيس الفرنسي ذاته فيه تطرف في إعلاء قيمة وضعية هي حرية التعبير على قيمة سماوية هي الدين الإسلامى ونبي الإسلام. 

ما بين مصر وفرنسا، والرئيس السيسي والرئيس ماكرون، ود وتفاهم وتنسيق وتعاون وتقدير متبادل، وما بين تركيا وفرنسا، أردوغان وماكرون، عداء وشتائم ومواقف متباينة. حين يوجه السيسي رسائل العتاب والرفض إلى الصديق الفرنسي وحين يقول له: من فضلك نحن مسلمون لا تأخذونا بما يفعله السفهاء وهم قلة، ولا تجرحوا مشاعرنا الدينية.. والإسلام دين التسامح. 

فإن السيسي يفعل ذلك غيرة على دينه، وعلى نبيه، غير عابئ بأي إعتبار الإ كرامة دينه.. وليس نكاية وتنكيلا وإستغلالا لعداء كما هو الحال مع أردوغان الذي يستغل مشاعر الغضب المتأججة كرامة لرسول الله، فيدعو إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، ويراه المتابعون أكثر القيادات الاسلامية صياحا ونباحا.. ليس غيرة علي الإسلام بقدر ما هو إستثمار مهين ومفضوح للكراهية المتبادلة بين الرئيسين التركي والفرنسى. يتصور الموهوم إنه خليفة المسلمين في التصدي لفرنسا. 

لقد أهان ماكرون مليارا ونصف المليار من المسلمين.. وهو قارئ جيد ومثقف ويعرف تاريخ الحضارة العربية الإسلامية وإسهامات العلماء العرب والمسلمين في الحضارة الاوروبية. لماذا إذن ناصر الحريات علي الدين الاسلامى؟ 

المال السياسي.. ومالنا!
في تقرير موسع فسرت فضائية اليورونيوز اللغز وراء ولع الفرنسيين بالكاريكاتير. بالطبع ولأني من أعظم مدرسة سياسية صحفية في فن الكاريكاتير، بيتى الأصلي روزاليوسف، فإننى تعلمت معنى وخطر هذا الفن المشاغب.. يضحكك وهو يتسلل إليك فيقنعك ويحركك.. أو يدفعك للتأمل. الكارياتير رسم جاد ساخر طاعن هزلي.. لكن كل خط فيه رسالة ومضمون مقصود!

الفرنسيون، تقول فضائية اليورونيوز إن لهم تاريخا ساخرا مهينا حتى مع بابا روما في القرن الثامن عشر.. ونشرت له رسما كاريكاتيريا لا أجرؤ كمسلم ولا أرغب كإنسان أن أصف لكم مدى حقارته! 

ما كان يجب أبدا أن يعادي رئيس فرنسا ملايين المسلمين، وفي بلاده ما يقرب من خمسة ملايين، وغيرهم في برلين وفي لندنستان!

ولعل دعوة الإمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى تجريم معاداة الإسلام.. هى أول خطوة عملية، نريد من الدول الاسلامية كافة أن تتكاتف لتجعلها حقيقة ونصا قانونيا دوليا. هناك قوانين تجرم وتحرم معاداة السامية أو إنكار المحرقة النازية لليهود. وهناك قوانين تجرم النازية. وهناك قوانين تجرم العنصرية. أفلا يكون هناك قانون لتجريم النيل من الأنبياء والرسل والأديان كافة.. وبخاصة الدين الاسلامى؟ 
ننتظر إجراءات إسلامية عملية وسريعة .
Advertisements
الجريدة الرسمية